آراء ومقالات

برو…!

*الوطن الكويتية

يقول النائب صالح عاشور: «دول الخليج وراثية ومتسلطة وفاسدة»! ويطلب من هذه الدول الاستعداد لاستقبال ربيع اسلامي وليس عربيا، ولملكيات دستورية قادمة!!

بدايةً لست من المؤيدين لاطروحات هذا النائب، ولا أحبه، وأعتقد اعتقادا لا يخالطه شك بأن وجوده في مجلس الأمة الكويتي خطرٌ على الكويت، لكن هكذا هي الديموقراطية! وأنا هنا لن أناقش ما يطرحه من منطلق شعوري نحوه، ففي هذا ظلمٌ لي وله.لكنني سأحاول كشف الغطاء عن خبايا تصريحه الفالت هذا، الذي يشبه (…..) في «القايلة»!

لماذا ربيعٌ اسلامي، وليس عربيا؟ لأن العروبة تخص العرب وحدهم من الخليج الى المحيط، أما الاسلام فلهم فيه شركاء أقربهم الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي هي في نظر عاشور ومن عجن عجنه المثال الأصلح لقيادة الأمة، وهي الممثل الشرعي لنوعية الاسلام الذي يهددنا بربيعه.ولو هبت نسائم هذا الربيع الاسلامي من دولة أخرى مثل السعودية مثلا، لرأيتموه يحرُّ ويبرك، ويحذر من الارهاب!

انه اسلام خاص، إذاً، ينطلق من طهران ومن قم ومشهد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا مجال فيه لغير ربع عاشور وأحبابه، الذين يقمعون غيرهم ممن يخالفهم في المذهب، ويمنعونهم من آداء شعائرهم، وبناء مساجدهم، وتسمية أبنائهم بالأسامي العربية، مثلما يحدث في الأحواز (الأهواز بالفارسية)!.

ودول الخليج الوراثية والمتسلطة والفاسدة! التي لا تمنع ولا تقمع، ويعيش انسانها في بحبوحة من العيش، قلما عاشها انسان آخر على وجه البسيطة، صارت في نظر عاشور غير جديرة بالبقاء، وعليها ان تستعد لهذا الربيع الاسلامي، الذي ستهب نسائمه من الشرق!

يا الله، يا عاشور! قد تظن ظنا آثما بأن تحركات الشباب في ساحة الارادة، واعتراض بعض النواب على الأخطاء الحكومية، وبعض مظاهر الفساد، شرارة لقيام ثورة أو انقلاب على الحكم، وأنت، والله، واهم.لأن كل هؤلاء الشباب، الذين رأيتهم، لا يؤمنون بما تؤمن به، وتحاول بثّه ونشره، عبر تصريحاتك الفالتة، وقناتك الباكية! وهم أحرص الناس على سلامة الكويت ودول الخليج من عبث العابثين.

نحن أبناء الخليج ليس في بالنا ما في بالك يا عاشور، ننتمي جميعا لهذه البقعة المسماة جزيرة العرب، والتي تعيش فيها قبيلتان منذ قدم التاريخ: قحطان وعدنان، وكلنا، نحن وحكامنا، ننتمي لهاتين القبيلتين، يجمعنا عرقٌ واحد، ودينٌ واحد، وأهدافٌ واحدة، نختلف ونتفق، فان هبّت رياحُ عداء خارجي، وثارت عواصف أطماع الطامعين، وجدتنا كتلةً واحدةً، مثلما كنا في ذي قار، وفي القادسية.فمن أراد ان يعيش بيننا قلنا له: أهلا وسهلا.ومن كانت له نوايا أخرى، فنقول له: اذهب حيث شئت، وابحث عن ربيعك المنشود! أو بالفارسي الفصيح: بِرو….!.

mbinshafi@alwatan.com.kw

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى