آراء ومقالات

مؤتمر عروبة وأمن الخليج العربي…

 حتى اليوم الثاني لم نر تواجدا لجهازنا الإعلامي الوطني في مؤتمر عروبة وامن الخليج العربي بالرغم من أهمية الحدث والتفاعل الكبير التي حظيت به الأوراق المقدمة، بالأخص ورقة الدكتور محمد الرميحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت، ولكن يبدو أن تلفزيون البحرين له رأي آخر في الموضوع أو انه يعتقد أن المؤتمر منعقد في زيمبابوي وليس البحرين.

كنا نأمل أن يتواجد بعض المنتمين لهذا الجهاز لينتهزوا الفرصة ويثروا برامج التلفزيون دون تكلفة وبالمجان ويفيدوا المجتمع بالرأي المقدم من المشاركين في المؤتمر ويقدموا خدمة للوطن دون جهد يذكر فكل شيء متوفر ولكنهم ربما يحملوا رسالة غير الرسالة… الله أعلم.

كانت الأوراق الثلاث المقدمة بالأمس من الأهمية بمكان خصوصا في ظل الوضع التي تعيشه المملكة، فأول الأوراق طرحها السيد أحمد مولى أحد المسؤولين في المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز “حزم” الذي تحدث عن الوضع في منطقة الأحواز العربية المحتلة ووضع أرقاما كثيرة عن سياسة الاستيطان التي ربما بدأتها إيران في تلك المنطقة وسار عليها العدو الصهيوني بعد ذلك في فلسطين وكيف أن أكثر من عشرة ملايين عربي يعيشون في المنطقة المحتلة دون أبسط الحقوق لا القومية ولا حتى الدينية بالرغم من أن جزءا كبيرا منهم يدين بمذهب الدولة الفارسية ولكن كونه عربيا يجعله مضطهدا دون حقوق حتى في تسمية أبنائه بالأسماء التي يريد.

بعد ذلك تحدث الدكتور محمد الرميحي الذي تفنن في الطرح كون الموضوع يقع ضمن تخصصه عن مسار الحركة الوطنية البحرينية طوال القرن الماضي وحتى اليوم متطرقا إلى نقاط الضعف والقوة في مسار تلك الحركة وكيف تتأثر سلبا بالطائفية وتقوى بدونها، والعلاقة بينها وبين السلطة في تلك المراحل وصولا إلى واقعنا الحالي والحركة الأخيرة التي رأى أنها تشبعت بالسلبيات التي تحدث عنها ولم تكن تمثل الحركة الوطنية الحقيقية وبالتالي لا يمكن أن يطلق عليها حركة وطنية كونها كانت متأثرة بالفكر الطائفي ومارست الإقصاء للغير ولم تكن تمثل الشرائح الرئيسية للمجتمع.

وكان التفاعل كبيرا من قبل الحاضرين مع هذه الورقة نظرا لحساسية الطرح وأهميته وارتباطه بالوضع القائم حاليا إلى الدرجة التي اضطرت القائمين على المؤتمر إلى تمديد الوقت المخصص للورقة وتأجيل الورقة الرابعة في تلك الجلسة لليوم التالي لإتاحة الفرصة للجمهور لطرح الأسئلة والتعليقات على ما ورد في تلك الورقة.

 ومع أن للدكتور محمد الرميحي كتابا قديما وقيما عن الحركة الوطنية في البحرين إلا أن ما ورد في ورقته حوى الكثير من الآراء الجديدة التي تتناسب وتطور العمل السياسي في البحرين وتناقش الأوضاع الحالية المستجدة.

ثم تم اختتام الجلسة الثانية في اليوم الأول للمؤتمر بورقة الدكتور محمد نعمان جلال نائب وزير الخارجية المصري الأسبق الذي تحدث في موضوع على درجة كبيرة من الأهمية وهو علاقة مصر العروبة بالمد الخليجي العربي وقارن بين فترات متعددة في مصر والفرق بين المواقف المصرية ودورها في المد العربي الخليجي في تلك الفترات وكيف أن مصر العروبة هي الركيزة العربية في ذلك الأمن وهي التي غابت لفترة طويلة وكان لغيابها الأثر الكبير في زعزعة ذلك الأمن، وكان التفاعل من الحاضرين كذلك كبيرا مع ورقة الدكتور نعمان جلال مما أخر ختام اليوم الأول عن موعده المقرر…

ولنا لقاء آخر والأوراق الأخرى بمشيئة الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى