مجريات أعمال مؤتمر : عروبة وأمن الخليج … الطريق الى حماية عروبة وأمن الخليج 3

على امتداد جلسات مؤتمر "عروبة وامن الخليج" الذي نظمته جمعية الوسط العربي الاسلامي، وعبر الاوراق التي قدمت، والنقاشات التي جرت، طرحت بطبيعة الحال الكثير من الجوانب المتعلقة بالقضية، والكثير من الافكار والاراء المهمة.
وكان من البديهي ان جانبين كبيرين للقضة كانا هما محور الاهتمام: الاول، يتعلق بطبيعة الآخطار والتهديدات لعروبة وامن الخليج، والثاني يتعلق بما هو مطلوب تحديدا لمواجهة هذه الاخطار وحماية العروبة والامن في المنطقة.
ومن متابعة ما جرى في المؤتمر من مناقشات وما طرح فيه من آراء، نستطيع ان نلخص اهم القضايا التي اثيرت في هذا الصدد فيما يلي:
اولا :بطبيعة الحال، كان هناك اجماع على ان هناك اخطارا شديدة تهدد عروبة وامن الخليج في الوقت الحاضر، سواء كانت اخطارا خارجية تتمثل خصوصا في التهديد الايراني الذي حظي باكبر قدر من الاهتمام، وفي السياسات الامريكية ايضا في المنطقة، او كانت اخطارا داخلية.
الجديد هنا في طرح ومناقشة هذه الاخطار الخارجية والداخلية امران:
1 – كثير من المشاركين في المؤتمر لفتوا الانظار الى ان دول الخليج العربية نفسها تتحمل مسئولية اساسية عن تفاقم هذه الاخطار والتهديدات الخارجية لعروبة وامن الخليج.
كثير من المشاركين تحدثوا مثلا عن مسئولية دول الخليج العربية، والدول العربية عامة في الحقيقة، عن غزو واحتلال العراق، والذي ترتبت عليه نتائج كارثية على المنطقة، وكان احدى المحطات الكبرى في تهديد عروبة وامن الخليج.
وبعض المشاركين اكدوا، عن حق، انه ما كان للخطر الايراني على عروبة وامن الخليج ان يصل الى هذا الحد لولا ان دول الخليج العربية لم تهتم منذ وقت مبكر ببلورة استراتيجية لمواجهة هذا الخطر. أي ان ضعف الموقف الخليجي وتهاونه في مواجهة هذا الخطر كان احد اسباب تفاقمه بعد ذلك.
2 – كان هناك تنبيه من جانب كثير من المشاركين الى تفاقم الأخطار الداخلية التي تهدد عروبة وامن الخليج في الفترة الاخيرة.
واثيرت هنا جوانب كثيرة تعتبر اخطارا داخلية، في مقدمتها صعود الطائفية في كثير من الدول الخليجية. ومنها ايضا الجوانب المتعلقة بالاصلاح الداخلي، وكذلك المتعلقة بالخلل في التركيبة السكانية في دول مجلس التعاون.. وهكذا.
ثانيا :كان هناك اجماع في الآراء تقريبا على ان قيام الاتحاد الخليجي العربي بين دول مجلس التعاون، اصبح ضرورة ومطلبا في غاية الالحاح للحفاظ على عروبة وامن الخليج، ولضمان القدرة على مواجهة الاخطار والتحديات الخارجية والداخلية.
ثالثا :كان هناك اجماع ايضا على ان الاصلاح الداخلي الشامل لم يعد مسألة تحتمل التأجيل في دول الخليج العربية.
تأكيد الاهمية القصوى لهذا الاصلاح الداخلي المنشود ليس فقط بسبب رياح التغيير التي تجتاح الدول العربية كلها والتي لا يمكن تجاهل تأثيراتها، ولكن لأن هذا الاصلاح هو ضرورة حتمية بالأساس لحماية امن وعروبة المنطقة.
وقد لخصت "وثيقة الوسط لأمن وعروبة الخليج العربي" الملامح العامة لهذا الاصلاح الداخلي المنشود في تحقيق أركان العدالة الأربعة. أي، العدالة القانونية(الناس سواسية أمام القانون)، والعدالة الاجتماعية(التوزيع العادل للثروة)، والعدالة الشعبية(عدم التمييز بين الأديان والأعراف والطوائف في الوطن الواحد)، والعدالة السياسية(حرية التعبير عن الرأي والممارسة السياسية)
رابعا :من اهم الجوانب التي اكدها المشاركون في المؤتمر انه لا يمكن حماية امن وعروبة الخليج الا في اطار عربي.
وفي هذا الصدد، اثيرت قضايا وجوانب كثيرة. منها مثلا تأكيد اهمية وجود مشروع عربي للنهضة في مواجهة المشاريع الاجنبية التي تستهدف منطقة الخليج العربي، والوطن العربي كله. ومنها اهمية تدعيم الروابط الاستراتيجية بين دول الخليج وبين الدول العربية على كل المستويات.
ومن اهم القضايا التي اثيرت في هذا السياق وتحدث عنها عدد من المشاركين الاهمية القصوى لتعزيز الفكر العروبي والانتماء القومي العربي في مجتمعات الخليج العربية.
خامسا :وفي هذا السياق، اكد كثير من المشاركين ان عودة مصر القوية، وعودة الدور المصري القوي الفاعل في منطقة الخليج العربي هي ضرورة اساسية للدفاع عن عروبة وامن دول المنطقة.
اذن، هذه، باختصار شديد، هي القضايا والجوانب الاساسية التي اعتبر المشاركون في المؤتمر انه عبرها يمر الطريق الى حماية عروبة وامن الخليج العربي.
المصدر : شبكة البصرة

