آراء ومقالات

جهل أم عنصرية يا رئيس الجمهورية!

لم تتخلص العقلية الفارسية من حقدها الدفين و عنصريتها البغيتة تجاه العرب بعد مرور قرون من الزمن على إدخالهم الإسلام على يد العرب  في عهد الخلفاء الراشدين. و هم يعتبرون دخولهم للاسلام و خروجهم من النار و الظلمة تدميرا لامجادهم المجوسية التي يتفاخرون بها جليا و دون خجل. صرح رئيس الدولة الفارسية أحمدي نجاد في زيارته لطاجيكستان بتاريخ 25-03-2012, بإن الشاعر الفارسي الشعوبي فردوسي "أنقذ الإسلام بعد ما وقع بيد الأمويين و العباسيين و لم يكونوا أهلا لرسالة الرسول حيث قاموا بتدميرها حتى جاء فردوسي و أحياها من جديد.  هذا التصريح الغريب أثار غضب و إستياءء شرائح واسعة من العالم الإسلامي, حيث يتناقض هذا الحديث مع الحقائق بشكل كامل و قد رفض هذا الحديث حتى بعض مراجع التقليد في قم بما فيهم ناصر مكارم شيرازي المرجع التقليد البارز في قم و قال "ان حديث أحمدي نجاد يشكل ظلم و إساءة لعلماء الإسلام". حيث لا يستطيعوا تغطية أو تبريرهذه العنصرية المفضوحة و الجهل الكبير بالحقائق و بالإسلام و رجاله. و قد ساوى أحمدي نجاد شخص شعوبي جاهل و حاقد على العرب و المسلمين مع الأنبياء و الرجال الأشداء الذين اصطفاهم الله مع الصالحين و أعتبرهم مبشرين بالجنة, لا بل أعتبره أحمدي نجاد أكثر منزلة من هؤلاء حين وصفه بالمنقذ لرسالة الرسول!.

و الجدير بالإشارة ان فردوسي يعتبر من أشد أعداء العرب و شعره مليئ بالإساءة و الحقد و الكراهية للعرب خاصة أولئك الذين حملوا رسالة الإسلام و أدخلوا الفرس الى الدين الإسلامي الحنيف. و يعتبر فردوسي العرب و المسلمين غزاة دمروا إيران و أمجاده و يصفهم بأبشع الأوصاف و التعابير. و يصف هذا الشعوبي الحاقد العرب بأكلة الضبا و يقول في احد ابياته: "بلغ الأمر بالعرب بعد شرب حليب الإبل و أكل الضبأ, أن يطلبوا تاج كسرى, فتباً لك يا زمان و سحقا." و في مكان آخر يقول " الكلب يشرب الماء البارد في إصفهان و العربي يأكل الضبأ و الجراد في الصحراء"! و يقصد بهذه المقارنة الإساءة للعرب و لمكانتهم حين يقارنهم بكلب في اصفهان.و لا يريد مقارنتهم حتى مع البشر في إصفهان.! الإنسان العربي الذي أختاره الله أن يكون مرسلا لرسالته و حاملها و هادي البشرية برمتها الى الخير و ناهيها عن المنكر الذي كانت دولة فارس غارقة فيه. ذلك العربي الذي اختاره الله أن يكون حاملا لراية الحق و الهدى الذي يؤدي الى الخلد الأبدي.

تمجيد أحمدي نجاد لفردوسي الشاعر الشعوبي و الحاقد على العروبة و الإسلام لا يشكل إستثناءا من القاعدة العامة لدى النخب السياسية و الثقافية في الدولة الفارسية حيث قدم محمد خاتمي رئيس الايراني السابق, كتاب فردوسي المسماة " شاهنامة" الى بابا الفاتيكان حين زار خاتمي الفاتيكان مما إثار إستغراب و تسائلات عديدة عند البعض الذين يعتقدون إن النظام الإيراني نظاما إسلاميا حيث كان يتوقع هؤلاء ان يقوم خاتمي بإعطاء المصحف الشريف لبابا الفاتيكان في مقابل كتاب الإنجيل الذي قدمه الاخير لخاتمي. و مما زاد الشك عند البعض المخدوع بشعارات النظام الايراني و إدعاءاته بالاسلام, خطابة محمد خاتمي رئيس ايران السابق حين زار الولايات المتحدة  , حين "حمدالله بان الايرانيين قبلوا الإسلام و لم يصبحوا عربا", و كأن الامة العربية التي وصفها الله سبحانه و تعالى بالقران بإنها " خير أمة خرجت للناس" امة تجلب لهم العار و لا يتشرف خاتمي ان يصبح جزء من هذه الامة التي أخرجت خاتمي و احمدي نجاد و أسلافهم من الظلمات و الجهل إلى النور بعد ما كانوا عبدة النار و يتزاوجون من امهاتهم و أخواتهم بدافع الحفاظ على نقاهة عنصرهم على حد قولهم.

و ليس من الغريب ان يعلن و يظهر  أحمدي نجاد عن سعادته و فرحته الكبيرتين لطريقة تعامل النظام السوري و قتل الالاف من الابرياء و الاطفال و النساء في سوريا خلال عام من عمر الثورة المجيدة في سوريا العروبة. فلا أعتقد ان اي يعمل آخر يجلب السعادة لأحمدي نجاد و  نخبهم السياسية لطالما تشبعوا بعنصرية و حقد فردوسي على العرب, بقدر قتل العرب و المسلمين, و لم يكفيهم قتل مئات الالاف في الأحواز و العراق و إستباحة كل شيئ هناك حيث مازالوا ينشدون الثأر لهزيمتهم النكراء في القادسية الأولى و الثانية.

 فيا ترى مدح و تمجيد عنصري من أمثال فردوسي, الى حد وصفه بمنقذ رسالة الرسول و الإعلان عن السعادة لقتل الالاف في سوريا من شخص في مكانة رئيس دولة, اللا تعتبر عنصرية مغيتة و حقد أعمى و يعبر عن نبض تلك الدولة الفارسية التي تدعى نظامها اسلامي و يدافع عن القضايا العادلة و الشعوب المضطهدة و الثائرة في العالم؟!. فاي جهل هذا و اي ازدواجية مفضوحة هذه التي تحض و تحرض الشعب البحريني على الثورة و التمرد و تقوم بقتل الشعب السوري و قمع ثورتهم من أجل الحرية و العدالة.!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى