آراء ومقالات

الثورة السورية ودبلوماسية إيران المتأخرة

ضمّت إيران صوتها إلى أنكر الأصوات ومردّها «بشّار» منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من عام ونصف العام، فاصطفت إلى جانب الأخير بكل ما تملك من إمكانيات لوجستية واستخباراتية وأمنية وقمعية ودبلوماسية، وساهمت بقوّة في تعقيد الأزمة وتلطخت أياديها بدماء الأبرياء من السوريين. كما أكدت -ولاتزال- ما يردده «بشار» بوصفه الثوار «بالعصابات الإجرامية والمخربين»، فحُرق علمها وصور رموزها وحلفائها في مختلف أرجاء سوريا وخارجها في كل مظاهرات مؤيدة للثورة السورية.

وبعد اندلاع «معركة تحرير دمشق» واقتراب «الجيش السوري الحر» من القصر الرئاسي، وفي وقت متأخر عبّر «علي أكبر ولايتي» وزير خارجية إيران عن استعداد بلاده «التواصل والمعارضة السورية لتسهيل الحوار بينها وبين الجمهورية السورية». وقال: «سعينا لتوفير أرضية الحوار بين المعارضة والنظام».. وأمام فظاعة الجرائم الإيرانية في سوريا، فمن المستبعد جداً أن تولي المعارضة السورية أدنى اهتمام للموقف الإيراني المتأخر، خاصة وأن إيران فقدت اعتبارها وانعدمت ثقة المعارضة السورية فيها. كما لم يند جبين طهران أمام مذابح الأطفال ومجازر «الحولة» و«تريمسة» و«حماه» وغيرها، ولم تكلّف نفسها عناء إصدار ولو بيان تنديد حتى دون أن توجه أصابع الاتهام لأي طرف من أطراف النزاع في سوريا.

 وبعد أن خسرت إيران جميع مراهناتها على انفجار أسعار النفط على إثر تشديد العقوبات النفطية ضدّها، مثلما فشلت في إرباك المنطقة بتهديداتها المستمرة بإغلاق «مضيق باب السلام» وبدعمها المفضوح لزرع الفتن في دول المنطقة عبر تدخلاتها السافرة.. وللخروج من أزمتها الإقليمية والدولية، تعلّق إيران اليوم آمالها على الوساطة بين المعارضة السورية و«بشار»، في وقت أصبحت كل سوريا ومعها العالم رافضة لاستمرار بقائه على سدّة الحكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى