آراء ومقالات

تصريحات فارسية تثير استغراب المواطن الأحوازي

بعدما وجهت العديد من منظمات حقوق الانسان الأحوازية نداءاتها للمجتمع
الدولي للتدخل السريع لوقف الاعدامات التي تستهدف الناشطين السياسيين الأحوازيين،
وبعدما استطاع البعض من التنظيمات الأحوازية من خلال تغطيتها للأحداث في الأحواز
بدقة تامة ونقلها بأمانة، مما أثبت للمتابع مدى فاعليتها بالتواصل مع المواطنين
الأحوازيين داخل الأحواز المحتلة, وقع التأثير على العديد من منظمات حقوق الانسان العالمية
بل حتى التأثير على المواقف السياسية لبعض من دول العالم ومنها الولايات المتحدة
الأمريكية و المملكة المتحدة البريطانية و الاتحاد الاوروبي لتعلن هذه المراكز
المهمة في صنع القرار الدولي ادانتها للإعدامات والانتهاكات الغير إنسانية ضد
الشعب العربي الأحوازي                                                                      
  

لذلك حاول البعض من الناشطين الحقوقيين و السياسيين من القومية الفارسية من
خلال نشاطهم عبر المواقع الالكترونية التابعة لهم و من بينهم الناشطة
“”شادي صدر””  على غير
المعتاد وتم نقل الأخبار و الأحداث التي جرت داخل الأحواز.  منها  الحديث عن الاعدامات و ادانتها و لكن دون التطرق
الى الاسباب ناهيك عن

 

 الاعتراف بحقوق الشعب العربي الأحوازي و انما جرى
الحديث عنها كإعدامات لناشطين عرب من ضمن جغرافية إيران الدولة الفارسية.لذلك إن
هذه الحالة التي لم يسبق لها مثيل طيلة السبعة و الثمانين عاما من الاحتلال,

 أثارت استغرابنا كمواطنين أحوازيين.

ومن خلال متابعتنا لنشاط وتحرك الناشطين الفرس ومن بينهم حمامة السلام
الفارسية!و الحائزة على جائزة نوبل للسلام “”شيرين
عبادي””يتضح لنا مدى العنصرية التي تتحكم بالعقلية الفارسية.وعلى سبيل المثال
وليس الحصر حينما اجرت قناة “”بي بي سي العربية””لقاءا مع
حمامة السلام! و سألها مقدم البرنامج عن سبب عدم تطرقها في رسائلها واداناتها
للاعتقالات والاعدامات التي تستهدف الناشطين السياسيين الأحوازيين,فردت عليه باستغراب
هل تقصد الانفصاليين!!

فهنالك اسئلة تطرح لدى المواطن الأحوازي ياترى ماهي الأسباب التي جعلت
المعارضة الفارسية بكافة اطيافها اليمينية واليسارية و…مؤخرا أن تنقل الأحداث من
داخل الأحواز في حين أن مواقفها السابقة معروفة، فلم تتطرق إلى الأحواز رغم إن
الجميع بات مقتنعا بوجود توتر هناك، سببه مطالب شعب عربي. هذا إن لم تكن المعارضة
الفارسية تشجع القمع من قبل حكومة الملالي ضد الأحوازيين جهرا وعلنا؟!

هل إن فشل المعارضة الفارسية في اعطاء مشروع مستقبلي ترضي به الشعوب الغير
فارسية  كما بان في عدم نجاحها في
المظاهرات و الأحداث التي حدثت على خلفية التزوير الذي حصل في انتخابات رئاسة
الجمهورية

 

 للدولة الفارسية في عام 2009, هل هذا الفشل هو
من جعلها تتطرق لبعض من الأحداث التي تحدث في داخل الأحواز أو غيرها، أم إن فاعلية
التنظيمات و منظمات حقوق الانسان الأحوازية في نشاطها ونقلها للأحداث فرض

امرا واقعا جديدا أرغم المعارضين الفرس على الظهور في هيئة الملائكة و انهم
متعاطفون أو متضامنون مع الشعب العربي الأحوازي؟

إن الكثير من المراقبين للأحداث يرون أن فشل المعارضة الفارسية وعدم نجاحها
في  احداث عام 2009 و عدم استطاعتها في
الوصول إلى نبض الشعب الفارسي للتأثير عليه والسيطرة على تحركاته, أجبرها على
مغازلة الأحوازيين ومحاولة التقرب اليهم. والدليل على ذلك ان مواقع المعارضة
الفارسية في الفترات السابقة لم تتحدث عن الشعب العربي الأحوازي و لا عن معاناته
على الاطلاق، بل تشجع القمع المفرط من قبل حكومة الملالي ضده.لذلك على النخبة
السياسية الأحوازية أخذ الحيطة و الحذر في تعاملها مع المعارضة الفارسية طالما
أنها لاتزال لم تعترف بحقوق الشعب العربي الأحوازي في مشاريعها المستقبلية,كما على
البعض من الناشطين الأحوازيين ممن لديهم ارتباط مباشر أو غير مباشر مع المعارضة
الفارسية أن لا يعولوا كثيرا على تصريحات المعارضة الفارسية و وعودها ابدا طالما
نوايا هذه المعارضة لازالت غامضة أن لم نقل واضحة بسلبيتها تجاه القضية الأحوازية
وضوح الشمس.                                       

                                                                                                                  

 

 فلا داعي لاتهام بعضنا البعض في التقصير بعدم
استجدائنا لهذا المعارض الفارسي او ذاك كي ينطق و لو مرة واحدة في عمره عن الحق
المنتهك على ارض الاحواز منذ عشرات السنين. ثم ليس هناك ما يثبت أن الاحوازيين

قد يرفضون الحضور في اجتماعات قد يحضرها الفرس، إن كان هذا الحضور لا ينتقص
من شخصيتهم العربية المستقلة في ثقافتهم و منطلقاتهم و اهدافهم. إن الناشط
الاحوازي مستقلا  كان أو عضوا في تنظيم
ليست

لديه مشكلة في التعبير عن قضيته و احلام شعبه بحضور كائن من كان,اما إذا
كان جلوسه مع أي ناشط فارسي أو مشاركته في أي عمل يعتبر من خلاله أنه معارض
ايراني، مما يفقده هويته الوطنية الأحوازية ,فبالتأكيد هناك الكثير من الاحوازيين يرفضون
حتى مجرد الحديث أو النقاش حول هذا الموضوع.            

 في النهاية إن هذا التغيير المفاجئ
في سياسة بعض النشطاء الفرس له اسبابه و هي 
الافلاس على مستوى الحراك الداخلي في المناطق الفارسية و ايضا الاحراج في
المحافل الدولية التي اصبحت ترصد الخبر و تتطلع على الصوت الأحوازي ومن مصدره الحقيقي.

عيسى مهدي الفاخر

Aloroba18@yahoo.com

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى