حوارات

عين اليوم: سياسة “التهجير” بـ”التعطيش” .. إيران تغتال الأنهار الأحوازية

كشفت تقارير حديثة تعرض المزارعين الأحوازيين إلى خسائر مالية باهظة بسبب السدود التي بنتها إيران على الأنهار الأحوازية لتغيير مسارها إلى عمق الدولة الفارسية، حيث تستخدم دولة الاحتلال استراتيجية بناء السدود وحرف مجرى الأنهار بغية تدمير القطاع الزراعي في الأحواز الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الأحوازي، وجعل الشعب العربي الأحوازي فقيرا، وذكر أحد التقارير أن الزراعة في الأحواز تعرضت لخسائر تقدر بأكثر من (600) مليار تومان وذلك بسبب بناء سد “غتوند” على نهر الدجيل (كارون) شمال مدينة تستر.

* القبول بالواقع الأليم أو الطرد من الوطن:

في هذا الجانب أكد لـ”عين اليوم” الناشط في حركة النضال العربية طارق الأحوازي أن جميع الأسباب التي أدت إلى نقص مياه الأنهر الأحوازية ومن ضمنها نهر الكرخة، وراءها سياسات الاحتلال الفارسي، وأشار إلى أن الاحتلال الفارسي تعمد بناء السدود؛ لتقلل من منسوب مياه الأنهر الأحوازية، ومن ثم يتسنى لهم نقلها بواسطة قنوات وأنهار انحرافية تبعد مئات الكيلومترات، لتصل إلى المحافظات الفارسية.

وقال طارق إن المواطن الأحوازي الذي كان يتمتع بمياه عذبة مع وجود خمسة أنهار رئيسية في الأحواز، أصبح يعاني اليوم من نقص ملحوظ للمياه، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة به، لا سيما ما يواجهونه من تفشي الأمراض الجلدية والمعدية؛ بسبب الجفاف الذي أصاب الأنهر والأهوار (المستنقعات) نتيجة لبناء أكثر من 20 سداً على أعلى مصبات الأنهار.

وأشار إلى أن حظر الزراعة الصيفية في عموم مناطق الأحواز وراءه أهداف خطيرة أولها إجبار المواطن الأحوازي للقبول بالأمر الواقع الذي يفرضه الاحتلال حتى تسهل طريقة الاستحواذ على الأراضي الأحوازية، ومن بين السياسات التي اتخذها الاحتلال هي منع الزراعة الصيفية والتي لا ينتهي الأمر بها، وإنما سيقوم بمنع الزراعة الشتوية تحت حجج واهية يقف الاحتلال ومؤسساته خلفها.

وأضاف أن الاحتلال من خلال الشركات العاملة بالتنقيب عن النفط يقوم بتوجيه رسالة للمواطنين الأحوازيين على أن هذه الأرض ليست صالحة للزراعة، وإن مشروعات أخرى يمكن إنشاؤها في هذه الأرض، وبكل تأكيد فهي مشروعات ضخمة “كالتنقيب عن النفط” تتولاها شركات مرتبطة بالاحتلال مباشرة؛ مما يلغي أي فرصة للمواطن في فتح مشروع في أرضه، ومن خلال سياسة فرض الأمر الواقع يصبح المواطن بين أمرين إما القبول بشروط وإملاءات الاحتلال أو طرده بالقوة من أرضه.

* تغيير الحكومات لم يغير أهداف إيران:

وأكد الأحوازي أن نقل مياه الأنهار لم يكن وليد الساعة وإنما بدأ منذ الاحتلال، ولكن في الفترات الأخيرة ازداد أضعافاً وهذا يظهر لنا أن حكومات الاحتلال المتتالية مهما غيرت في طريقة حكمها من نظام ملكي إلى نظام ملالي جميعها متفقة على تنفيذ مشروعات تهدف لاستهداف الأرض والإنسان الأحوازي.

وأشار الأحوازي إلى أنه لو افترضنا أن الحظر جاء بسبب شح المياه لما قامت سياسات الاحتلال بنقل المياه الأحوازية للعمق الفارسي فالموضوع أكبر من ذلك، لأن مؤسسات الاحتلال استحوذت طيلة عمر الاحتلال على أراض شاسعة تقدر بعشرات الآلاف من الهكتارات، وذلك من خلال اغتصابها بالقوة من المواطن الأحوازي، وحولتها لمزارع قصب السكر التي تدار بإشراف مباشر من قبل الحرس الثوري والآن المياه متوفرة يقوم بريها “مزارع قصب السكر” صيفاً وشتاء، في حين أن الاحتلال يمنع المواطن الأحوازي من الزراعة الصيفية، وهذا يعتبر استهدافاً مباشراً وممارسة لسياسة التمييز العنصري المدانة دولياً وعملاً واضحاً لتطبيق سياسة تفقير المواطن الأحوازي الذي بقى متمسكاً بأرضه.

لجين الأحمدي

المصدر: عين اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى