آراء ومقالات

إيران دولة مارقة لا تكفّ عن إشعال الحرائق.. 1-2

لا نريد استباق التحقيقات، لكن كل الدلائل، وشهادات عدد كبير من الحجاج تؤكد ضلوع إيران في حادثة التدافع، وهو ليس بالأمر الغريب، فقد جربوا كل وسائل التخريب، وفُضحوا أمام العالم كله، فحسبوا أن التدافع لن يُكشف، وسوف يُنسب لتهاون بلادنا في تأدية دورها الذي لا تحتاج معه لشهادة أحد، حسابات الملالي لم تأت رياحها بما اشتهى الولي السفيه، فانقلب السحر على الساحر.

ذكرت بعض الصحف الالكترونية الصادرة يوم الجمعة الماضي، أن أحد المقربين من مرشد الثورة الإيرانية، هدد بضرب السعودية بألفي صاروخ قائلا: لا تخافوا من التهديدات التي تطلق من قبل الأعداء لأننا في الحرب مع العراق صمدنا بأقل التجهيزات العسكرية، ولكن اليوم إذا أصدر المرشد خامنئي الأوامر بضرب السعودية فلدينا 2000 صاروخ جاهزة لإطلاقها من أصفهان، وأن الحكومة الإسلامية في إيران ببركة الخامنئي وببركة دماء وتضحيات الإيرانيين أصبحت صامدة، وأن خطوط دفاع الثورة الإيرانية باتت اليوم في اليمن وسورية والعراق ولبنان، وخامنئي هو من يقود هذه البلاد والثورة، لأنه ممثل الإمام المهدي المنتظر في العالم!

وطبقا لموقع كريستيان تليغرام، فإن كندا أعلنت إيران دولة إرهابية، كما حظرت سفارتها في خطوة مفاجئة وطردت الدبلوماسيين الإيرانيين، وقال وزير الشؤون الخارجية الكندي جون بيرد في بيان له: إن الحكومة الإيرانية هي من يشكل التهديد الأخطر على السلام والأمن العالمي في العالم اليوم، وأشار إلى أن إيران تواصل توفير المأوى والدعم المادي للجماعات الإرهابية، حتى أثناء التفاوض على الصفقة النووية مع إدارة أوباما.

وجاء قرار الحكومة الكندية نتيجة زيادة المساعدات العسكرية لنظام بشار الأسد. تفعل كندا هذا في الوقت الذي تطالب فيه إحدى دول الخليج بالتحاور مع إيران، على الرغم من كل أساليبها الإجرامية التي تهدد بها أمن المنطقة العربية ولاسيما الخليجية!

وكان نائب الرئيس الأميركي السابق “ديك تشيني” تحدث بصراحة عن الوثائق التي أخذها فوج مغاوير البحرية الأميركية معهم من مخبأ ابن لادن في (آبوت أباد) في باكستان بعد مقتله، وكانت هذه الوثائق تشير – حسب تشيني – إلى أن إيران شريك ضالع في جريمة 11 سبتمبر، وسهلت العملية، ودفعت أعضاء القاعدة، وعلى رأسهم ابن لادن، لتنفيذها، وأن باراك أوباما وإدارته على علم بذلك، لكنهم سكتوا من أجل إنهاء الاتفاق النووي.

أما دولة البحرين فقد أعلنت منذ أيام أن قوات الأمن اكتشفت مصنعًا ضخمًا لتصنيع القنابل، وألقت القبض على عدد ممن لهم صلة بالحرس الثوري الإيراني. وقال رئيس الأمن العام: إن إيران مسؤولة عن المصنع، وهذا الاكتشاف الكبير يثبت أنها تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار في البحرين والمنطقة.

وإزاء الانتهاكات الإيرانية المتكررة والسافرة لكافة الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وتعديها المرفوض على استقلال البحرين وسيادته، اتخذت المنامة ردًا حاسمًا بسحب سفيرها من طهران، وطرد القائم بالأعمال الإيراني مؤكدة أنه شخص غير مرغوب فيه. وهنا نتساءل كم من دولة خليجية تتعرض لما تتعرض له البحرين سوف تقدم على سحب سفيرها وقطع العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدولة المارقة، التي تشير كل الوقائع حسب المراقبين إلى أنها استشرت واستقوت بعد توقيع الاتفاقية النووية مع الشيطان الأكبر أوباما؟

إن من يزعم أن دولة الملالي المجوسية دولة طبيعية في عالم اليوم، فهو إما أنه مكابر وعميل لتلك الدولة، وإما أنه جاهل بطبيعتها المتأسسة على الإجرام والعدوان، فمن يتأمل الأحداث التي تعم منطقتنا العربية منذ ثورة المقبور خميني يجد أن تلك الدولة هي من عمل على زعزعة أمن المنطقة العربية بالحروب والفتن والمؤامرات، وتربية العملاء والإرهابيين، وبثهم في طول الوطن العربي وعرضه بأموالها القذرة، وعزفها على وتر مظلومية الشيعة، وتنصيب نفسها الناطق باسمهم في العالم، حدّ أن الوطن العربي لم يعرف تلك الثنائية سنة/ شيعة على النحو المقيت الموجود اليوم، إلا بعد ثورة الملالي الذين جعلوا الفتنة الطائفية واستغلال الشيعة العرب في أعمال العنف – كما هو الشأن في البحرين ولبنان والعراق واليمن – وتأليب بعضهم الآخر ضد دولهم، في رأس أجندتهم لتخريب البلاد العربية ولاسيما الخليجية.

إننا لا نبالغ عندما نقول إن بلادنا تتصدى – شبه منفردة – بحزم لسياسة إيران العدائية وتدخلها في شؤون الدول العربية، في الوقت الذي يهادنها فيه بعضهم؛ أولئك الذين يغردون خارج المصلحة العربية علينا أن ننفض أيدينا منهم، موقنين أنه لا أمل يُرجى من بعضهم، متمثلين قول الإمام الشافعي:

ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرك

فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ

أمّا من يأمل بأن دولة الملالي المارقة ستتخلى عن عدوانها بعد الاتفاقية النووية، فهو كمن يؤمن بأن الشمس لن تشرق يومًا، فتلك الدولة تأسست على الشرّ والعدوان والأحقاد التاريخية والمذهبية، ولا يمكن أن تتغير يوما.

لدولة الملالي تاريخ طويل في الاعتداء على بلادنا، بشهادة كثير من المراقبين والمنصفين، وليس العملاء، وكانت وما زالت تسعى لتخريب مواسم الحج، بإرسال بعثات مدججة بعناصر الحرس الثوري، لمنع حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم، حتى تبدو بلادنا في صورة غير المبالي بأمنهم وسلامتهم!

فمنذ انتصار الثورة وإيران تعمل على إثارة البلبلة في موسم الحج، وكان الخميني يقول: “إن الجانب السياسي في الحج أهم من الجانب الديني والروحي”، ولهذا استمر النظام الإيراني منذ ذلك الحين في تعكير صفو الحج، ومضايقة ضيوف الرحمن سواء في المدينة المنورة، أم في مكة أم في المشاعر المقدسة.

وكان الهالك الخميني يجتمع بمسؤولي حملات الحج الإيرانية قبل توجههم إلى مكة ليقدم لهم التعليمات، ويحثهم على إطاعة توجيهات قادة الحملات الذين ينتمون في الغالب للحرس الثوري، وهذه حقيقة تدعمها كثير من الوثائق والمصادر الإيرانية أيضا”!

ومن باب الذكرى التي تنفع المؤمنين، نورد بعض محاولات المجوس الإجرامية لإحراج بلادنا وتعكير أمن الحجاج:

– في حج عام 1406ه، ضبط رجال الجمارك السعوديون 150 كيلو جراما من مادة تسمى سي فور، وهي مادة شديدة الانفجار بحوزة حجاج إيرانيين، وكانت هذه الكمية تكفي لتدمير مكة، وقد اعترفوا أنهم أمروا من قبل الملالي بتفجير الكعبة والحرم كله.

– في حج عام 1407ه قام أفراد من حزب الله الشيعي، بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني والحجاج الإيرانيين بمظاهرات صاخبة تسببت في عرقلة حركة المشاة وإحداث شغب أدى إلى وفاة ما يقرب من 402 من الحجاج منهم 85 من رجال الأمن السعودي.

– في حج عام 1409ه قام السفير الإيراني في الكويت محمد غلوم بتسليم بعض الشيعة الكويتيين موادّ متفجرة، فقاموا بتفجيرات في مكة المكرمة، بجوار بيت الله الحرام، وأثبتت التحقيقات مع منفذ الواقعة وهو شيعي كويتي بأن محمد باهر المقري وكيل خامنئي في الكويت، هو المخطط لعملية التفجيرات وأنه استدعاه وقال له ما نصّه: “لتحقيق رغبة المسؤولين في الحكومة الإيرانية لابدّ أن تقوم بعملية تفجيرية في مكة، بهدف زعزعة الأمن في المملكة وإظهارها أمام العالم أنها غير قادرة على إدارة شؤون الحج وأيضا لإثارة الرعب بين الحجاج”! وما زال هذا المحرض حياً يرزق، يعمل كل جهده لتخريب الأمن في دول الخليج العربي، وهو الذي قام بتأبين الإرهابي الأكبر عماد مغنية، خاطف الطائرة الكويتية الجابرية عام 1988، لا شكّ أن إيران تكتسب كثيرا من قوتها من خلال العملاء أمثاله.

– في موسم حج 1410ه عمدت إيران مع أفراد من حزب الله الشيعي في لبنان والكويت، بعد أن تحلل الكثير من الحجاج من إحرامهم، إلى إطلاق غاز سامّ في نفق المعيصم ليحصد آلاف الأرواح، في عملية مجهز لها بإمكانات دولة وتخطيط جهاز أمن قوي، فبعد أن جربوا التفجيرات التي لم تؤت ثمارها المرجوة بالنسبة لعدد الضحايا وتدمير المشاعر والمقدسات، قرروا استخدام وسيلة أكثر فتكا في مكان مغلق مثل النفق.

(ولعل بعض الناس يتساءلون: كيف تفعل إيران هذا عن عمد في أشرف بقعة في الأرض؟ يجب أن يعلم هؤلاء أن مكة وبيت الله الحرام لا حرمة لهما عند الملالي والمجوس عامة، إذ يعتقدون باطلا أن كربلاء أفضل من مكة، ولا بأس عندهم من الحج إلى كربلاء، والدليل على ذلك ما يروى في كتبهم عن مراجعهم من كذب وتضليل، إذ أورد صاحب بحار الأنوار عن جعفر الصادق أنه قال: “إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، وجُعلت حرم الله وأمنه. فأوحى الله إليها أنْ كفي وقري، ما فضلُ ما فضلتِ به فيما أعطيت كربلاء، إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمه أرض كربلاء ما خلقتك.. وهويت بك في نار جهنم”.

وبينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة” يقولون في بحار الأنوار: “من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين عليه السلام لم تفته”!

يؤكد هذا أنهم في مسيراتهم في الحج يلهجون تلبية باسم الحسين، فإن كانت تلبيتهم ليست لله تعالى، فلماذا يأتون لمكة في موسم الحج؟ أوَ ليس الهدف من مجيئهم تخريب الموسم وإرهاب الحجيج؟

وحسنا فعلت حكومة الكويت عندما سحبت ترخيص إحدى الحملات المؤتمرة بأمر الملالي، التي كان أفرادها من الشيعة الخليجيين في موسم حج هذا العام يطلقون الأهازيج والشعارات المستفزة، ما يشير إلى أن أولئك لم يقصدوا الله، بل شياطين الملالي الذين زينوا لهم الآثام في تلك الأيام والأماكن المباركة.

أخيرًا، صعّدت إيران بشكل لافت، من لهجتها العدائية تجاه بلادنا، حتى بدت من خلال تهديدات أطلقها ساحرهم الأكبر خامنئي في صورة (كاد المريب أن يقول خذوني)!

لا نريد استباق التحقيقات، لكن كل الدلائل، وشهادات عدد كبير من الحجاج تؤكد ضلوع إيران في حادثة التدافع، وهو ليس بالأمر الغريب، فقد جربوا كل وسائل التخريب، وفُضحوا أمام العالم كله، فحسبوا أن التدافع لن يُكشف، وسوف يُنسب لتهاون بلادنا في تأدية دورها الذي لا تحتاج معه لشهادة أحد، حسابات الملالي لم تأت رياحها بما اشتهى الولي السفيه، فانقلب السحر على الساحر.

بقي على العملاء العرب من عبدة المال النظيف أن يبحثوا عمّا يغطون به عوراتهم التي انكشفت للقاصي والداني، وعلى رأس هؤلاء حسن حزب الشيطان.

د. حسناء عبد العزيز القنيعير

المصدر : جريدة الرياض السعودية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى