آراء ومقالات

فروقات الحياة بين المواطن الأحوازي والمستوطن الفارسي

المساواة تعني تمتع كافة
الأفراد في المجتمع على حقوق مماثلة وفقاً لقوانين البلد وكذلك قوانين حقوق الإنسان.
ويستحيل مقارنة مزايا وحقوق المواطن الأحوازي والفرس المستوطنين الوافدين إلى الأحواز
من مختلف مناطق إيران، فلا تنتمي الأحواز العربية إلى بلاد فارس ومن المضحك جداً المقارنة
بين حياة المُحتل والمواطن الأحوازي المغلوب على أمره بحكم الإحتلال. والحقيقة واضحة
وضوح الشمس، فمن يغتصب أرضي يحاول أن يحرمني من جميع حقوقي. ولأن الأحواز تعد البلد
العربي الأقرب جغرافياً لفارس، رادوتني فكرة التطرّق إلى بعض ما نراه اليوم من فوارق
واضحة على مستوي المعيشة والتمييز العنصري بين المواطن الأحوازي وبين المستوطن الفارسي.

وحتى وإن كانت أرض المواطن
الأحوازي قد أغتصبت، إلا أن ذلك لا يمنع أبداً من تطبيق قانون البلد عليه، وأن يحصل
على نفس المزايا والحقوق التي يتمتع بها مواطن ذلك البلد بغض النظر عن إنتماءه العرقي
أو الديني. والمؤكد أن قانون الإحتلال الإيراني لم يطبّق بنفس درجة المساواة بين المواطن
الأحوازي والمستوطن الفارسي، فالأحوازي يحرم من أهم حقوقه الأساسية وهو حق الإقامة
(السكن)، وهو أول حق تحصّل عليه الإنسان منذ بدء الحضارات قبل آلاف السنين.

ثم ان القانون الإيراني
يمنح للشعب الفارسي حرية التعبير عن الرأي بنسبة معيّنة، لذلك لا نجد معارضة جديّة
في مناطق المستوطنين الفرس، على عكس المواطن الأحوازي الذي يبدي مقاومته لكافة قوانين
ومقرّرات الإحتلال الجائرة التي تخصّه بالقمع المفرط والظلم والقهر والإضطهاد، وسرعان
ما تنسب إليه مختلف التهم كالإرهابي وناقض القوانين والمخرّب وغيرها من التهم المنسوبة
إلى الإجرام.

ويميّز الإحتلال الفارسي
بين المواطن العربي والمستوطن الفارسي في الخدمات والتوظيف وتوفير مواطن العمل، ويؤمّن
للمستوطن الفارسي جميع متطلباته لضمان عيشه الآمن والمستقر والكريم الذي لم يكن يحلم
به من قبل، بينما يحرم المواطن العربي الأحوازي من كل شيء. الأمر الذي أدّى إلى إرتفاع
نسبة البطالة والفقر وتدنّي المستوى المعيشي، حتى أصبح المواطن الأحوازي فاقداً للعمل
والوظيفة ومصدر الرزق وخاصه أرضه المسلوبة وبيته المفقود. وإضافة إلى كل هذه المأساة،
يتعرّض المواطن العربي الأحوازي إلى شتّى صنوف الإهانة، كما يتعرض إلى السخرية والإستهزاء
من قبل المستوطن الفارسي عند إرتداءه زيه العربي وتمسّكه بهويّته وعاداته وتقاليده
وموروثه الثقافي العربي. 

ولا توجد فوارق بين الوظائف
مهما كان مستواها ومهما بلغت درجة حساسيتها، والأهم أن تتوزّع الوظائف بالمساواة وتمنح
لمن له الأفضلية والأحقية فيها. ولماذا إذا تسلّم جميع الوظائف إلى المستوطنين الفرس
بينما يحرم أبناء البلد من أداء واجباتهم تجاه شعبهم ووطنهم؟ ورغم أن المواطن الأحوازي
لا يرى نفسه مشمولاً بقوانين الإحتلال الإيراني، ولكن رغم ذلك، عندما يطالب بتطبيق
ما ينص عليه القانون، يصبح مجرماً بعين الإحتلال ويحاكم بطرق غير منصفة ويعتقل ويسجن
ويعذب وأخيراً يكون من نصيبه حكم الإعدام شنقاً.. الأمر الذي أدّى إلى تشريد الكثير
من أبناء الأحواز، فاضطروا اللجوء إلى مختلف البلدان لتأمين العيش الكريم وضمان مواصلة
النضال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى