آراء ومقالات

صالحي يهدد السوريين من جديد!

 بعد اقتراب نهاية نظام الجريمة والقتل السوري,
وبعد تضييق الخناق على رقبة النظام الطويلة, ولقرب يوم القصاص ويوم انتصار المظلوم
على الظالم, عاد وزير خارجية النظام الإيراني المتورط حتى الثمالة في سفك دماء
الشعب السوري الى اطلاق التهديدات الفجة والمريضة والمعبرة عن رعب طهران الكبير من
سقوط صنم من أصنامها, وعبد من عبيدها, وبرغي من براغي آلتها العدوانية الإرهابية,
فصالحي لا يخجل ولا يتردد أبدا عن تهديد أحرار الشام وعلنا بإثارة وتشجيع الحرب
الأهلية في سورية أو إعلان مساندته للإرهاب عبر التهديد العلني والمفضوح ببحر من
الدماء في حال عدم تبني المبادرة الإيرانية والتي تعني بقاء النظام وتعويمه رغم
الأطنان الهائلة من الدماء العبيطة التي سفكت وحجم الخراب الهائل الذي تحقق وسياسة
الأرض المحروقة وفق مبدأ “أنا أو بعدي الطوفان” الذي يتبناه النظام
ويمارسه بكل خبث وإجرامية ميدانيا متكئا على جدار الحماية الأممية التي تقدمها
روسيا والصين, أوشبكة علاقاته الإرهابية الإقليمية التي تجمعه بأهل المحور
الإيراني في المنطقة في طهران وبيروت وبغداد, وجميعها تحالفات ساقطة لأنها أقيمت
على باطل ضد إرادة الشعوب, صالحي الذي خرج عن كل سياقات الأدب والديبلوماسية بات
يمارس علنا سياسة تحريض إرهابية هي الوجه الحقيقي والمعبر عن هوية وآيديولوجية
النظام الإيراني القائمة على تصدير التخريب والإرهاب وفرض منطق البلطجة بأفظع صوره
ومعانيه, فرغم المساعدات المادية الهائلة, أو الجسر الجوي من خلال العراق ومطار
النجف تحديدا ورغم حشد المرتزقة والأنصار والعملاء من العراق ولبنان وبعض من
التجمعات الطائفية في دول الخليج العربي, ورغم التغطية والحماية الروسية الواسعة
دوليا, فإن النظام السوري بات اليوم كالعصف المأكول في حالة تعفن وتآكل وانهيار
داخلي لم تعد جميع الحقن والمقويات أو المنشطات ذات جدوى في إنقاذه, كما أن سقوط
قصر الجريمة الجمهوري بيد أحرار الشام الذين طلقوا الدنيا ثلاث, وطلبوا الموت
والشهادة لتوهب لشعبهم الحياة ليس سوى مسألة وقت, فتيار الحرية الجارف والعاصف
أقوى من كل أهل الدجل والخبث التاريخي وأشد مضاء من كل سيوف الظالمين والقتلة
الذين سيسحقهم التاريخ بعجلة الحرية الجبارة, النظام السوري اليوم ساقط ميدانيا
وهو متهاو وما نراه من عنف وانتقام وتقتيل وغارات جوية على المخابز والأفران
والتجمعات الميدانية والإعدامات بالجملة من خلال الحواجز والسيطرات لا يعني أساسا
إلا حالة انهيار شامل ويأس حتمي, ولم يسجل التاريخ أبدا ان حاكما أو نظاما انتصر
على إرادة شعبه مهما امتلك من نواصي القوة والتجبر.

نهاية المشهد الدموي في الشام باتت اليوم قاب قوسين أوأدنى, وانهيار عرش
الطغاة هو الحقيقة العارية التي سترصع جبين شعوب الشرق القديم, وهي تعيد كتابة
التاريخ وتصفع الطغاة بالنعال وبكل ما يستحقوه من التحقير والإدانة, كما أن تلك
النهاية الدرامية قد أقضت مضاجع حكام إيران الذين يعلمون علم اليقين بأن وقوفهم في
الصف هو المرحلة المقبلة, فالشعب الإيراني يعد العدة وينتظر الفرصة السانحة لدخول
التاريخ ومحاسبة القتلة والدجالين, قد تصبر الشعوب طويلا وأطول مما هو معتاد, ولكن
حينما تنفجر وتطلق حممها الكامنة فلا أحد يقف في وجهها ولا نظام يمكن أن تحميه
قلاعه من غضب الشعب.

سيكون ثمن انتصار الأحرار في الشام تاريخيا وهائلا وستتبعه على الفور سلسلة
من الانهيارات لصروح الظلم والقتل والجريمة والفاشية. لا عاصم اليوم من أمر الله
إلا من رحم, وسينجز الله وعده ويشفي صدور القوم المؤمنين, أما حديث المبادرة
الإيرانية ومحاولة تسويقها فليس سوى خطوات بائسة في ظلام دامس لهزيمة ماحقة ستطيح بالنظام
السوري وأنصاره وحوارييه. المبادرة الوحيدة المقبولة لدى الشعب السوري هي تلك التي
تعمل على إطلاق رصاصة الرحمة الأخيرة على النظام عبر ترحيله بأسرع الأوقات الى
مزبلة التاريخ, وأي تصور خارج هذا الإطار ما هو إلا محض أوهام مريضة ومرفوضة,
صالحي وبلسانه وتهديداته الفجة قد أعلن الحرب العلنية على الشعب السوري, وهو
ونظامه قد خرجا بذلك عن كل السياقات الديبلوماسية المعروفة وبات في حالة تحد معلن
للشعب السوري الذي يقبل التحدي وسيرد الصاع صاعين وينزل الهزيمة الماحقة
بالشعوبيين وأعداء الله والحرية, وسيسمع صالحي الجواب قريبا من خلال هتافات الشعب
الإيراني في عمق طهران “مرك بر ديكتاتور”.. أما جرذ الشام فهو إلى سعير
أسوة بكل القتلة والمجرمين, وعلى الباغي ستدور الدوائر.

* كاتب عراقي

dawoodalbasri@hotmail.com

المصدر: جريدة السياسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى