آراء ومقالات

عودة البطاط

السياسة الكويتية

 كنا ونحن صغار نتمتع طويلا وكثيرا بأفلام ال¯ “ويسترن” الأميركي
وأهمها سلسلة أفلام “رينغو لا يتفاهم” و”عودة رينغو” , وكنا في
أيام البراءة الجميلة تلك نشعر بمتعة كبيرة ونحن نشاهد بطلنا وهو يلاحق الأشقياء و
يقضي عليهم في ذلك الغرب المتوحش! ولم يكن يدور بخلدنا أنه سيأتي علينا حين من الدهر
والزمان الأغبر سيتحول فيه الشقاة و “السرسرية” و”الهتلية” في
العراق لنجوم الشاشة و أبطال للحراك السياسي البائس , بل إن أخبارهم ستتجاوز كثيرا
أخبار العم “رينغو” أو “ترينتي” أو حتى الرفيق جون واين لكون الفضائيات
باتت تتابع أخبارهم و تحصي أنفاسهم كمثل ذلك الطائفي الفاشي العصابي زعيم ما يسمى بكتائب
“حزب خدا” الإيرانية في العراق الأهوج واثق البطاط, وهو من نتاج مرحلة الرداءة
و التخلف و العدمية التي يعيشها العراق حاليا , كما أنه أحد إفرازات الفكر الغيبي السراديبي
المتحجر السائد حاليا, وهو إبن جليل لمدرسة التخلف الصفوية المريعة التي تضرب عواصفها
المنطقة بعامة
.

واثق البطاط في إطلالته الإعلامية التعيسة الجديدة
أرسل رسائل الموت و الإرهاب لأحد صانعيه وهو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي  أو كما يسميه أصحابه ومريدوه “مختار العصر
والزمان”! والبطاط هو القائد الميداني لما يسمى “جيش المختار” الكرتوني
الذي سبق له وتعهد بالقضاء على أهل السنة في العراق! في فحيحه الطائفي العدواني المريض
الذي ترفضه غالبية أهل الشيعة في العراق الذين باتوا اليوم للأسف بين المطرقة والسندان
بعد أن تم إستغلال المذاهب في صراعات عبثية بعيدة كل البعد عن مقاصدها وأهدافها الفكرية
والعبادية
.

المهم إن البطاط وبعد أن توارى إعلاميا لأكثر
من شهرين عاد للظهور من جديد ليرسل رسائل الموت ويهدد المالكي بالموت الزؤام أو الإستعداد
له بعد التعديل الحكومي الأخير لقانون العدالة والمساءلة ( إجتثاث البعث ) مدعيا بأن
البعثيين يعودون للسلطة* والمفارقة الغريبة إن البطاط وهو يلوح بإستئصال البعثيين من
الجذور و إبادتهم تناسى أنه وجماعته وأسياده الذين يحركونه من طهران يدعمون حتى الموت
نظام البعث الفاشي المجرم في سورية! وإن زعيمهم وقائدهم وملهمهم بشار الاسد يحمل عنوان
“الأمين العام القطري و القومي لحزب البعث العربي الإشتراكي في سورية”! إذن
عن أي بعثيين يتحدث البطاط وما الهدف من إطلالته العجفاء تلك سوى كونها مسرحية رديئة
بإخراج طائفي فاشي متهالك! وبممثلين فاشلين من الدرجة العاشرة هم كل عدة أهل الأحزاب
الطائفية المريضة الكسيحة الخارجة من سياقات الزمن والتاريخ والحضارة الإنسانية , إنها
تهديدات خرقاء مثيرة للسخرية كونها تعبيراً عن إفلاس قيمي وسلوكي لسلطة طائفية مفلسة
وفاشلة لا تمتلك شيئا قيما من أدوات إدارة الصراع سوى الإستعانة بالعصابات الطائفية
المتهالكة لتعويم وتسويق تجارتها البالية الكاسدة المعتمدة على تسويق التفاهات والروايات
الخرافية والتهديدات الإرهابية كيف يتمكن البطاط من إرسال تلك التهديدات في غفلة عن
عيون جيوش المالكي ورجال مخابراته ورجال قاسم سليماني والحرس الثوري وفي غفلة من عيون
رجال “إطلاعات” الإيرانية التي تستبيح العراق من أقصاه لأقصاه? من أين تنطلق
تهديدات الوطوط تلك إذا كانت السلطات تلاحقه فعلا , والأمر ليس كذلك طبعا لأن الهدف
واضح و مقصود وهو عملية إنتخابية صرفة وكجزء من الدعاية الإنتخابية البائسة و بالأسلوب
الشيوعي القديم المتهالك لتسويق نوري المالكي وحزبه الإرهابي تحت ذريعة أنهم من ضحايا
الإرهاب , فالبطاط و الخزعلي و أبو مهدي المهندس وعصابات هادي العامري وغيرها من فرق
الموت السوداء والاغتيالات الغادرة ليست سوى أدوات طائفية مريضة يديرها ويشرف على حركتها
قادة الغرف الصفوية السوداء التي تدير عملياتها في العراق بجاهزية عالية وتنسيق مركزي
عبر التلاعب بالأدوات والمفردات الطائفية وتوظيفها سياسيا في ظل غفلة وسذاجة الملايين
الشعبية الجاهلة المنتشية بالخرافة والهائمة في بحار الدروشة والفوضى ! إنه العراق
الجديد الذي يفرز أسوأ عصارات التاريخ المتخلف والذي أضحى فيه للبطاط وامثاله من الجهلة
دور مركزي وفاعل في التخريب و إثارة الشارع المتأزم الجاهل. تهديدات البطاط ليست سوى
محاولة ساذجة من حكومة المالكي لنيل العطف الشعبي عن طريق تقمص دور الضحية المواجه
للإرهاب و الذي هو في البداية  و النهاية صناعة
إيرانية صرفة يمثل حزب الدعوة الحاكم أحد أبرز واجهاتها المعروفة, أما الوطواط الحقيقي
( باتمان ) فأنا أعتذر منه لكونه في أيام طفولتنا الجميلة كان يمثل رمز الخير و القضاء
على الشر أما وطواط الصفوية في العراق فهو رمز متهالك لعصابات متهالكة وهو في البداية
و النهاية “ساخت إيران”.. أي صناعة إيرانية صفوية رديئة لعنها الله في الدنيا
و الآخرة..  فتبا وسحقا للقوم المجرمين
.

كاتب عراقي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى