آراء ومقالات

ماذا يُصلِح الإصلاحيون في إيران؟

 

تدّعي الدولة الإيرانيّة أن قائدها خامنئي يستمد مشروعيّته في الحكم من عند
الله إمّا مباشرة أو بواسطة صاحب الزمان، وتؤكّد أن دستورها مستمد من الشريعة الإسلاميّة
مثلما تطلق تسمية مجلس الشورى الإسلامي على برلمانها المنصّب من قِبل خامنئي، وتُصدر
جميع القرارات والأحكام الجائرة باسم الدين الإسلامي الحنيف، حتى الإعدامات التي تطال
المقاومة والمعارضة وأهل السنة والجماعة ومُدرِّسي القرآن الكريم تتم باسم الإسلام
هي الأخرى، وعندما تُصدر محاكمها الظالمة حُكم المُفسد في الأرض ومحارب الله على المتهم،
فمصيره المحتوم هو الشنق.. وإذا كانت كل السياسات تُنفذ باسم الإسلام، فماذا يُصلح
الإصلاحيّون إذاً في إيران؟ هل سيُصلحون شرع الله أم الدين الإسلامي الحنيف الذي عاثوا
فيه فساداً؟

 ومنذ تأسيس ما يسمّى بالجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة،
حوَّلها الخميني إلى دولة تكون فيها الكلمة الأخيرة لمن يُطلق عليهم رجال الدين المذهبيين
في قُم، وتُسحق فيها الديمقراطيّة والانتخابات الحرّة لاختيار أعضاء البرلمان ومجالس
البلديّة ورئيس الجمهوريّة، ولا يحق لأحد بلوغ هذه المناصب إلا بعد المرور عبر غربال
الملقّب بالمُرشد، ولكن المُرشد يتسلم جميع مقاليد الحكم بيده، فلا يختاره أحد ولا
يتجرأ أحد على رفض أحكامه بصفته قائد المؤسّسة الدينيّة الخمينيّة التي تجسِّد الأحكام
الإلهيّة على الأرض وتُهيمن على الأحكام البشريّة كافة، على غرار الحكم المظلم للأديرة
والكاتدرائيات في غرب أوروبا في القرون الوسطى المبكّرة
!

نقلا عن صحيفة “الشرق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى