آراء ومقالات

#أحوازنا – بداية انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة

على الرغم من زعم إيران عن توصل الثلاثي “الروسي، التركي، الإيراني”، إلى إقناع النظام السوري والمعارضة السورية لقبول هدنة شاملة في سوريا وتشجيع عقد جلسة مباحثات “سورية – سورية” إلا أن وسائل الإعلام أشارت إلى أن التوصل لوقف إطلاق نار شامل في كافة الأراضي السورية جاء بضمانة “روسية تركية”.

هذا الاتفاق الثنائي “الروسي التركي” قد يكون أول المؤشرات إلى أن البلدين يهدفان باتفاقهما مع النظام السوري من عقد هذه الهدنة إلى البدء في تحييد إيران عن المشهد السوري وانحسار نفوذها فيه خاصة بعد تزايد الخلاف بين إيران وروسيا حول ملف تحرير حلب.

كما أن ثاني المؤشرات على ذلك هو أن إعلان الاتفاق الروسي التركي الذي لم تستشر فيه إيران جاء بعد أيام من عقد الثلاثي “الروسي، التركي، الإيراني” اجتماعاً في موسكو حول الأزمة السورية.

ثالث المؤشرات التي تشير إلى تحييد إيران، أن هذا الاتفاق جاء بعد توتر العلاقات بين روسيا وتركيا الذي سعت فيه إيران عبر مؤسساتها الإعلامية إلى توسيع الخلافات بين البلدين خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية.

ورابع هذه المؤشرات هو قيام روسيا بتوجيه تهديد شديد اللهجة للمليشيات الإيرانية في حلب بعد محاولتها إعاقة الأعمال الإنسانية في المدينة بعد تحريرها، وهي الخطوة التي قال عنها مراقبون أنها كشفت حجم الخلاف بين “إيران وروسيا” في سوريا.

الخامس من هذه المؤشرات هو قيام إيران بمحاولة عرقلة اتفاق الهدنة والتأكيد أكثر من مرة بأنها باتت طرفاً أساسياً في حل الأزمة السورية، خاصة بعد أن انحصر الاتفاق المذكور بين روسيا وتركيا.

ختاماً إن أصابت تلك المؤشرات سيكون ذلك بداية انحسار النفوذ الإيراني في سوريا والذي سينتج عنه أيضاً انحسار نفوذها الإقليمي في المنطقة، وستجد إيران صعوبة في إخراج مليشياتها الشيعية التي جلبتها من أفغانستان وباكستان وبعض الدول الأخرى من سوريا، كما ستجد نفسها في موقف حرج أمام شعبها الذي صدرت أمواله للخارج بحجة الدفاع عن مراقد آل البيت، خاصة أن هناك أصوات إيرانية غاضبة بدأت تظهر على السطح بعد فضيحة “سكان المقابر”.

يوسف زايد المطيري

باحث ومهتم بالشأن الإيراني

المصدر: صحيفة المناطق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى