آراء ومقالات

#أحوازنا -آيات و لكن شيطانية

في كل عام من شهر مارس يخرج  آية الله علي خامنئي مرشد النظام الصفوي على القنوات الإيرانية و القنوات المحسوبة عليها أيضا و يفتتح  خطابه ويقول يا مقلب القلوب والأبصار يا مدبر الليل و النهار يا محول الحول و الأحوال حول حالنا إلى أحسن حال،  معلنا بداية العيد ولكن ليس عيد الفطر أو عيد الأضحى بل عيد نيروز المجوسي، وبعدها تعطل الأعمال والدوائر الحكومية وكل شيئ في الدولة لمدة ١٥ يوما ويبدأ الإعلام الإيراني بالغناء والرقص والإحتفال ولكن بطريقة إسلامية بين قوسين الإسلام الصفوي  .

هذا العيد الذي كانت المجوس تحتفل به قبل الإسلام وإستمر عند الفرس الذين لم يقبلوا بالإسلام دينا ولكن تظاهروا به في عدة مسميات مثال ذلك في عهد دولة الحشاشين والدولة البويهية والدولة الصفوية والغريب أيضا الدولة الفاطمية العبيدية في مصر ويبدو أن هذا العيد مرتبط بهم جميعا لأسباب دينية أي بالفرق الشيعية التي حكمت على ممر التاريخ، وعندما جاء "خميني" توقع بعض المخدوعين بإسلامه أنه سوف يلغي هذا العيد لأنه عيد مجوسي ولكن حدث العكس تماما وإستمرت طقوسه المجوسية والتي سوف نذكرها لاحقا في أيران بين قوسين الإسلامية .

لقد كانت هناك أعياد كثيرة لكثير من الأمم قبل الإسلام وأمة العرب أيضا ولكن بعد أن دخلت الإسلام وإرتضت به دينا وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبيا الذي أبدلنا بعيدين إسلاميين جديدين وهما عيدي الأضحى والفطر  تخلت عن  ما كان من أعياد قبل الاسلام، عدا أمة الفرس  والذين يدورون في فلكهم  وأنا لا أقصد جميع  الفرس لأن هناك الكثير منهم من أسلم إسلاما حقيقيا الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أقصد الإسلام الممزوج بالزرادشتية المجوسية .

لقد عمل المجوس على محاولة إدخال هذا العيد في الإسلام وإعطاءه صبغة إسلامية فكتبوا أحاديث ونسبوها لأهل البيت وهنا نذكر لكم  بعضها .

حديث نيرزونا نيرزونا  ونسبوه لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه .

وحديث آخر مكذوب نسب لجعفر الصادق رضي الله عنه أن يوم نيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت (طبعا هم يقصدون قائم آل كسرى ) .

وأيضا حديث يوم نيروز اليوم الذي طلعت فيه الشمس وهبت فيه الرياح اللواقح و خلقت فيه زهرة الأرض .

وحديث آخر في كتاب مفاتيح الجنان لعباس القمي منسوب لزين العابدين يقول فيه نيرزونا نيرزونا وهنا تكرر الحديث نفسه مرة لعلي ومرة أخرى لزين العابدين .

وأيضا أن يوم نيروز هو يوم إعلان البيعة لعلي بن أبي طالب في غدير خم واليوم الذي ظفر فيه علي بأهل النهراوان والكثير الكثير من الأقاويل التي سطرها المجوس بأيديهم .

يقول "خميني" في كتابه تحرير الوسيلة على إستحباب الغسل في يوم نيروز .

ويقول "آية الله مجتبى الشيرازي" حرفيا أن عيد نيروز عيد إسلامي وجميع ممارساته حلال وقد أقرها الإسلام ويقول أيضا أن هناك نصوص دينية متعددة تدل على أنه عيد إلاهي، طبعا هو يقصد تلك النصوص التي كتبها أجداده المجوس ونسبوها لآل البيت .

وسأل آية الله السيستاني عنه فقال بشرط عدم إعتباره من الأعياد الإسلامية ويستحب فيه(الغسل والصوم والتصدق والزيارات) وهنا السيستاني أدخلنا من الباب وأخرجنا من الشباك ! !  إذا ماذا بقي لهذا اليوم لكي يكون عيدا إسلاميا مع كل هذه الأعمال .

و"يقول آية الله حسين الشيرازي" كلام غريب جدا وبه تناقضات كثيرة أن الروايات المنقولة عن آل البيت بخصوص عيد نيروز فيها عدة مشاكل بالسند ولكنها روايات مقبولة والفقهاء يفتون على إستحباب أعمال يوم نيروز والإسلام أقر هذه المناسبة مع إنها والكلام له مناسبة وثنية ! !  فعلا كلام غريب  جدا طبعا هو يقصد الإسلام الممزوج بالمجوسية  .

وأما "آية الله علي خامنئي" فقد قال لم يرد فيه نص معتبر عن أنه من الأعياد الإسلامية ولكن لابأس من  الإحتفالات والزيارات والصلاة والدعاء فيه !  إنتهى كلامه ..هذا وهو عيد غير إسلامي فما بالك لو كان إسلامي ؟ حسب رأي "خامنئي" طبعا .

هنا نلاحظ أن جميع آيات الضلال إتفقت على إستحباب الإتيان بأعمال يوم نيروز ولكن خلافهم كان هل هو عيد إسلامي أو غير إسلامي .

 ونلاحظ دائما أن ما يسمى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تروج بشدة لهذا العيد المجوسي مثلما تروج لإسلامها الصفوي ومثال على ذلك ما حدث في الأحواز المحتلة وفي جنوب العراق والضاحية الجنوبية في لبنان ولا يوجد أي إهتمام لعيدي الأضحى والفطر حتى وصل الحال الى أن بعضهم يطلق عليهما بأنهما أعياد العرب .

ونذكر لكم هنا بعض طقوسهم المجوسية التي لازالت تقام حتى العيد الماضي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية :

١إشعال النيران والقفز عليها وذلك لطرد المرض وسوء الحظ وأيضا للتطهير من الذنوب والخطايا ، وهذا يفعل في جميع أنحاء البلاد في آخر أربعاء من السنة الماضية  .

٢وضع سفرة طعام عليها ٧ أنواع من الأطعمة تبدأ بحرف السين ومرآة تعكس أشعة الشمس لأن الشمس بالنسبة للمجوس رمز عظيم للنار .

٣في اليوم ١٣ من السنة الجديدة يخرج الجميع من منازلهم للتنزه في المتنزهات والحدائق لأن لديهم إعتقاد أن من يجلس في بيته في مثل هذا اليوم سوف تكون سنته مليئة بسوء الحظ وتحل عليه اللعنة .

٤والشيء بالشيء يذكر أيضا هناك أحد الطقوس المجوسية يقومون بها سنويا في أطول ليلة في الشتاء بحيث يتم تخزين البطيخ الأحمر لهذه الليلة الشديدة البرودة ومعلوم بأن البطيخ الأحمر فاكهة صيفية تأكل لتخفيف الحرارة و تبريد الجسم ولكن هؤلاء يأكلونها في تلك الليلة تحديا للبرد الشديد والذي هو نقيض للشمس التي  ترمز  للنار  المقدسة لديهم .

 قد يحتج البعض ويقول لماذا  أنت تركز على أيران فقط و تترك الغير مثال ذلك كردستان العراق حيث أن الكثير من الأكراد أيضا يحتفل بهذا العيد سنويا و لديهم الطقوس نفسها فنرد عليهم ونقول أن أيران من بداية الثورة الخمينية وهي تدعي أنها دولة إسلامية و أن حكامها آيات الله ولم نسمع في يوم من الأيام أن مسعود البارزاني  زعيم كردستان العراق أنه قال عن نفسه يوما بأنه آية الله أو من حزب الله ولا حتى من أنصار الله .

 

أحمد العبادي الأحوازي

Almothana128@yahoo.com

Ahmed Alabady@Facebook.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى