الأخبار

#أحوازنا – الأمم المتحدة تستعرض انتهاكات الاحتلال تجاه الشعوب غير الفارسية في دورتها الـ 36

عقدت الثلاثاء التاسع عشر من سبتمبر الجاري على هامش الدورة الـ 36 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ندوة تحت عنوان" انتهاكات الدولة الإيرانية لحقوق أبناء الشعوب غير الفارسية"، وذلك بتنظيم من المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، وعدد من المنظمات الأخرى من مختلف دول من بينها "المنظمة الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، ومركز جنيف الدولي للعدالة، والمنظمة الدولية للتعليم" وغيرها.

وتحدث في الندوة كل من باولو كاسكا، عضو سابق في البرلمان الأوروبي "البرتغال"، ودرك ارديانسي، محكمة بروكسيل "بلجيكا"، طاهر بوميدرا، ممثل سابق لدى الأمم المتحدة "المملكة المتحدة، أمد القريشي، محلل سياسي "باكستان"، كارين باركر، المنظمة الدولية لتعليم "الولايات المتحدة، وكلنوز سيدامينوفا، كبير الباحثين في حقوق الإنسان.

وأكد المتحدثين في اثناء كلماتهم على ضرورة إبراز انتهاكات إيران في مناطق الشعوب غير الفارسية وخاصة الأحواز بصورة أكبر لطالما كانت مغيبة طوال الفترة السابقة.

وأكدوا ان إيران لا تستثني شيء في استهداف أبناء هذه الشعوب بل النظام الإيراني نفسه يدير شبكات اتجار المخدرات في أوساط الشباب لتدميرهم والتخلص منهم.

من جانبه قال فائز رحيم، رئيس المنظمة الأحوازية للدفاع حقوق الإنسان، في كلمته إن المنظمة ترى أنه من واجبها أن تلفت انتباه الحضور إلى أوضاع حقوق الإنسان في إقليم الأحواز العربي والأقاليم التابعة للشعوب غير الفارسية في عموم إيران، أملاً في أن تسهم جهودها في إيصال معاناة شعب الأحواز والشعوب الغير فارسية في ظل استبداد الدولة الإيرانية، إلى مسامع كل المنظمات والهيئات المعنية بالشأن الإنساني في العالم.

وأكد أن انتهاكات الاحتلال الايراني لحقوق الإنسان شمل شتى مناحي الحياة وبصورة ممنهجة سواء في الأحواز أو باقي المناطق التي يتم تغطيتها، مشيراً إلى أنه رغم أن الإمكانيات لا تكفي لحصر كافة الانتهاكات ولكن النذر اليسير من جرائم هذه الدولة، كافي لتحريك الضمير الإنساني في العالم للاهتمام بأوضاع ضحايا تجاوزات الدولة الإيرانية في هدر الحقوق المقدسة للإنسان على نطاق واسع في داخل الدولة الإيرانية. 

ونوه بأن هذه التجاوزات زادت وتيرتها واتسعت رقعتها، بعد الاتفاق النووي الإيراني بين الدولة الإيرانية والمجتمع الدولي، وكأن الاتفاق جاء ليطلق يد إيران في ارتكاب المزيد من الجرائم، ويعطيها الحصانة من أي مساءلة عن جرائمها، مشيراً إلى أن الاتفاق المشؤوم كان يتضمن إعطاء الضوء الأخضر لهذه الدولة في انتهاك حقوق الإنسان كما تشاء في عموم جغرافيتها وخاصة في إقليم الأحواز.

ودلل على الانتهاكات الفارسية في حق الأحواز بإصدار المحاكم الفارسي مؤخراً حكم بالإعدام ضد ناشطين اثنين من أبناء الأحواز وهما عبدالله عباس الكعبي وقاسم عبيد الكعبي بعد اعتقالهما في 21 أكتوبر لعام 2015 ومنذ الاعتقال حتى صدور الحكم لم يسمح لعوائلهما بالزيارة، بل لم يسمح لهما بحق تعيين محامين للدفاع عنهما قانونيا، لا لجرم ارتكباه وإنما لإصرارهما على النشاط ومواجهة إيران سلمياً دفاعا عن الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية للشعب العربي الأحوازي.

وأكد على أن نهج الدولة الفارسية في بسط سيطرتها على الأحوازيين والشعوب غير الفارسية، يتجلى في الحرمان من الحقوق السياسية، والتضييق عليهم أمنياً واقتصاديا وحقوقيا وقانونياً، حيث اكتظت السجون بكل فئات الشعب الذين قاوموا الظلم ونادوا بالحقوق من صحفيين، سياسيين طلاب عمال فلاحين، نساء شيوخ أطفال.

ونبه على أن انتهاكات الاحتلال تنوعت بين اختطاف دون توجيه مذكرة اعتقال، وعدم الإفصاح عن مصير المعتقلين قبل صدور الأحكام، ونزع الاعترافات بالتعذيب، والحرمان من حق تعيين المحامين إلا في حالات نادرة.

ونقل جزء من الرسالة الصوتية للأسير (السجين السياسي) الأحوازي "ماهر الكعبي" من السجن المركزي في محافظة "أردبيل" شمال إيران والتي نشرت في 24 أغسطس الماضي، وهو يطالب باسمه وباسم زملائه الأسرى الأحوازيين في المعتقلات الإيرانية، من منظمة الأمم المتحدة، والمجلس العالمي لحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي ومن كل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان في العالم، بالتضامن معهم لرفع الظلم عنهم كمعتقلين، وتمكينهم من التمتع بحقهم في العدالة.

وحذر من عمليات التحقيق القاسي التي تقوم بها المخابرات الإيرانية ضد الأسير ماهر الكعبي عقاباً له على رسالته الصوتية إلى كل المعنيين بقضايا حقوق الإنسان، كما أن محكمة "الثورة" الإيرانية سوف تنظر في نتائج هذه التحقيقات كقضية منفصلة عن قضيته الأولى.

وضرب مثالا على ما يقوم به الاحتلال الفارسي من نشر الجهل والأمية بين أبناء الشعوب غير الفارسي، بما قامت به في 12 من سبتمبر الجاري بتحويل مدرسة "فتح الابتدائية" في حي الثورة غربي الأحواز العاصمة إلى مركز أمني مخابراتي.  وتعتبر هذه المدرسة من المدارس القلائل في هذا الحي العربي المكتظ بالسكان.

وأضاف إلى جرائم الاحتلال جريمة الإضرار بالبيئة، فإقليم الأحواز الذي تجري فيه خمسة أنهار رئيسية للمياه بات يعاني من شح المياه في السنوات القليلة الماضية حتى الآن، وذلك نتيجة لتحويل مسار هذه الأنهار لمناطق ومحافظات إيرانية خارج الأحواز لأغراض سياسية واقتصادية، حيث نتج عن هذه السياسة العدائية، الإضرار بالقطاع الزراعي أضراراً بليغة.

ولفت إلى حالة البطالة الدائمة بين الأحوازيين لانعدام فرص العمل في الدوائر والشركات والمصانع على امتداد الأحواز نتيجة لإتباع سياسة الفصل العنصري المعتمدة لدى المسؤولين الإيرانيين في الأحواز.

واستند إلى الإحصائيات التي نشرت من مبعض الدوائر الإيرانية والتي تشير إلى ان 30 ألف مواطن أحوازي هاجروا من قرى مدينة الفلاحية جنوب الأحواز خلال خمس سنوات فقط، بسبب سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي في الأحواز.

واعتبر ان الانتهاكات التي تم الإشارة إليها هنا بعجالة لا تشكل 5% من مجمل انتهاكات إيران لحقوق الإنسان في الأحواز والتي تعاني منها الشعوب غير الفارسية أيضاً على امتداد إيران والذين يشكلون السواد الأعظم من سكان هذه الجغرافيا بينما تختلف الظروف والأحوال في مناطق الأقلية الفارسية التي انفردت بالسلطة على حساب الأكثرية السكانية.

واختتم حديثه باستعراض مطالب الشعوب التي تخضع تحت وطأة الاحتلال الفارسي والتي تتلخص في إتاحة الفرصة في امتلاك الحق في تقرير مصيرها، والحق في إنشاء وتكوين منظمات غير حكومية، وحق تشكيل أحزاب سياسية، وحق التعليم بلغة الأم، وحق اختيار الدين، وحق التعبير.

وناشد المشاركين في اجتماعات ومؤتمرات الدورة الحالية من مجلس الأمم المتحدة بإصدار بيان إدانة شديد اللهجة ضد انتهاكات الدولة الفارسية لحقوق الشعوب غير الفارسية وايضا الضغط عليها للسماح للمنظمات الحقوقية الدولية لزيارة السجون، والاطلاع على وضع السجناء السياسيين الذين صدرت بحقهم  أحكام بالإعدام والسجن لمدد طويلة بمحاكمات غير عادلة، بالإضافة إلى الاطلاع إلى الوضع الإنساني المتأزم في الأحواز ومناطق الشعوب غير الفارسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى