#أحوازنا -الحيدري: عذبوني في السجن الفارسي لارتدائي الشماغ والثوب ورفعي علم الأحواز
كشف الناشط الأحوازي، على خلف الحيدري، الذي كان سجينا بمعتقلات نظام الملالي الإيراني لفترة من الزمن عن الممارسات البشعة والتعذيب، الذي تعرض له هو والمناهضون للاحتلال الفارسي للأحواز، وقال لـ»المدينة»: إن جلاوزة النظام الفارسي وعناصر أمنه مارسوا كل صنوف التعذيب في حقهم من صعق بالكهرباء والضرب المبرح والتهديد بالقتل والشنق والإغراق والتجويع والرمي من حالق.
الأسير السابق الحيدري قال للمدينة: إنه كان واحدا من آلاف الضحايا الأحوازيين، الذين اعتقلوا ليس بسبب جرم ارتكبوه، وإنما لأنهم يناهضون الاحتلال الفارسي ويطالبون بحقوقهم المشروعة، وعلى رأسها تحرير الأرض والإنسان الأحوازي، وبدأت قصته في 27 من شهر رمضان في عام 2013 حينما لبس هو وصديقه الثوب العربي وتلثما بالشماغ الأحمر وحملا علم الأحواز وطافا به بدراجة نارية في شوارع حي أبو زر بمدينة الخفاجية، متحدين القبضة الأمنية، التي تفرضها أجهزة الأمن والمخابرات الفارسية، والتي تعتبر لبس الشماغ والثوب العربي رمزا للثورة ضد احتلالهم ومن يرتديها من أنصار المملكة وعروبة الأحواز.
ومضى قائلا: بعد الانتهاء من رفع العلم ذهبنا إلى إحدى حدائق مدينة الخفاجية والتقينا بأصدقائنا، لكن فجأة وردني اتصال من والدي علي الحيدري، والذي أبلغني فيه بمداهمة القوات الأمنية لبيتنا بحثا عني ويضيف «الحيدري»: إن والده خوفا من اعتقاله طلب منه عدم العودة إلى البيت والهروب إلى مكان آخر، لكنه تجاهل الأمر وعاد إلى البيت في مساء متأخر لكن داهمت قوات كبيرة من المخابرات وقوات الأمن الفارسية فجرا وقامت باعتقاله واقتادته إلى زنازين الظلام في مكان مجهول.
ويروي علي الحيدري بحرقة وألم مشهد اعتقاله أمام أهله وكيف أنه كان يسمع صراخ والدته، التي تعاني من مرض خطير ويصل إلى مسامعه سيل الإهانات التي يكيلها عناصر المخابرات لوالده، الذي كان يشجعه أثناء الاعتقال ويهتف: الله أكبر الله أكبر النصر قادم.. ويضيف الحيدري، أن أحد عناصر المخابرات قال له انهض لن تستطيع الهروب منا أبدا ثم عصبوا عينيه، وقيدوا يديه ورجليه، وفي هذه اللحظة صرخت والدته، التي تحبه حبا جما والتمستهم كي يفرجوا عنه، لكنهم رفضواحتي أغمي عليها وسقطت على الأرض.
ومضي الحيدري قائلا: نقلني عناصر المخابرات إلى زنزانة صغيرة طولها مترين × متر ونصف.. وبدأوا التحقيق معي وأنا تحت التعذيب من الصباح الباكر حتي وقت صلاة المغرب.
حيث وجهت إلى العديد من الاتهامات منها ارتداء الشماغ الأحمر، وتلقي الدعم من المملكة، ورفع العلم الوطني الأحوازي.
وأثناء التحقيق كان عناصر المخابرات يكيلون له أبشع العبارات من بينها سب ولعن الخلفاء الراشدين والطعن بأمهات المؤمنين ناهيك عن سب الأهل والأقارب والتهديد بجلبهم إلى زنازين المخابرات.
قال الحيدري: عناصر المخابرات يقومون بإدخالي لزنزانة، ومن ثم يخرجونني منها ويقومون بتشغيل مكبرات صوت لايسمع منها إلا أنين المعذبين، مما يجعلني أعاني طوال الليل في شدة التفكير في حالة ممن يتعرضون لهذا التعذيب المؤلم. وأضاف: كانوا يشدونني بالمروحة ويضربونني بالسياط والعصي أو «يسحطوني» على الطاولة ويربطوني يديّ وقدميّ ثم يبدأ الضرب المبرح.
بعد الإفراج عنه بكفالة مالية باهظة كان الحيدري وعائلته يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب الجسدي والنفسي من قبل عناصر مليشيا الباسيج الفارسية، التي تكتب على جدران بيت أهله عبارات مسيئة وتؤلب عليهم.. ولم يتحمل الحيدري هذا الوضع وبات مهددا بالتصفية الجسدية، مما اضطره لمغادرة الأحواز بطريقة سرية وعبر عملية معقدة، تاركا وراءه عائلته وعشيرته ورفاقه ووطنا جريحا تحت الاحتلال الفارسي.
عثمان عابدين
المصدر: جريدة المدينة السعودية