تقارير

ديوان العرب (سقوط دولة فارس!!)

ايران اليوم وهي تحاول احياء اسم «الخليج الفارسي» تنسى انها تتحدث عن دولة سقطت تماماً قبل نحو 1400 سنة على يد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد وجه اليهم عمر الفاروق جيوشاً من الصحابة والتابعين لا يملكون سوى التسليح الكافي لكنهم يملكون الايمان والتقوى والارادة والثقة بالله، وكان هدفهم اعلاء كلمة الحق ونشر الاسلام في بلاد فارس وخراسان وما وراء النهرين ثم السند والهند والصين كان الفرس يسيطرون على مناطق واسعة، تشمل العراق وغرب الشام، وشمال الجزيرة العربية، وخضعت لهم قبائل عربية كثيرة وعملت هذه القبائل على توطيد سلطان الفرس في مناطقها.
في عهد الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه رغم قصر فترة خلافته فقد فتحت في عهده مدن عراقية كانت تحت سيطرة الفرس مثل الانبار ودومة الجندل وغيرهما بقيادة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة رضي الله عنهما وبعدها أمر الخليفة الصديق خالد بن الوليد بالتوجه للانضمام الى جيوش الشام وطلب من جيش خالد بن الوليد العودة الى العراق، وأرسل جيشاً بقيادة أبي عبيد بن مسعود الثقفي ساروا باتجاه الكوفة وتلاقياً والتقيا بجيش من الفرس فهزمهم المسلمون، وبعدها جرت الأمور حسب الوقائع التالية:

– معركة النمارق 13 هـ/ 634 م:
التقى أبو عبيد الثقفي بالفرس في النمارق (بين الحيرة والقادسية) فألحق بهم هزيمة منكرة، ففروا الى المدائن.

– معركة الجسر: شعبان 13 هـ/ 634 م:
أرسل الفرس جيشاً كثيفاً لقتل المسلمين، فجرت معركة عنيفة، استشهد فيها القائد أبو عبيد، والقواد الذين بعده، فتولى القيادة المثني بن حارثة وواصل القتال، ثم انسحب بالمسلمين، وقد جرح جرحاً بليغاً، وقد قتل وغرق من المسلمين كثير.

– معركة البويب: رمضان 13 هـ/ 634 م:
كانت قرب الكوفة وبقيادة المثنى، وانتصر فيها على الفرس انتصارا ساحقاً، ثم جاء مدد بقيادة سعد بن أبي وقاص، وأمر بتعيينه قائداً عاماً.

– معركة القادسية الكبرى: 14 هـ/ 635 م:
قدم سعد مع الجيوش الاسلامية، فعسكر في (القادسية) وأرسل يزدجرد كسرى الفرس قائده رستم على 120 ألف مقاتل، ومثلهم مدداً، أرسل سعد رسلاً الى رستم فقاموا بعرض الاسلام أو الجزية أو القتال، وقد تجلى في هؤلاء الرسل أنفة الاسلام وعزته فمما قالوه: جئنا لنخرجكم من عبادة العباد الى عبادة الله، وقالوا «جئنا لموعد الله ايانا، أخذ بلادكم وسبي نسائكم وذراريكم وأخذ أموالكم. ونحن على يقين من ذلك» وقد أضعف الكلام معنويات الفرس. نشب القتال. واستمر عنيفاً لمدة أربعة أيام، استخدم الفرس فيله ضخمة، ففقأ المسلمون عيونها، فرجعت على الفرس وقتلتهم، انتهت المعركة بانتصار عظيم للمسلمين فقد قتل قائد الفرس وعظم جنوده، وغنم المسلمون غنائم هائلة جداً، وبشروا الخليفة بذلك.

فتح العاصمة وبقية المدن وانهاء الامبراطورية الفارسية:
تقدم المسلمون نحو المدائن، التقوا بعدة جيوش من الفرس فسحقوهم، فتحصن الفرس أخيراً بمدينة (بهرسير) الحصينة في المدائن. ثم فروا الى داخل المدائن فتبعهم المسلمون.

– فتح المدائن: صفر 16 هـ/ 637 م:
دخل المسلمون المدائن وهي عاصمة الفرس ومركز حكمهم، وكانت خالية، فقد فر كسرى فارس (يزدجرد) وفر أهلها، سكن سعد في القصر الأبيض (قصر يزدجرد) واتخذ الايوان مصلى ،وغنم المسلمون غنائم هائلة من خزائن كسرى، فتلا سعد قولة تعالى { كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ(29) } الدخان من (29-25)، وهكذا سقطت العاصمة الفارسية العريقة في أيدي المسلمين، ولا شك أن سقوطها آذن بالانهيار الكامل للامبراطورية الفارسية.

– فتح جلولاء:
وهي المدينة التي فر اليها يزدجرد، وتجمع معه الفرس هناك، فتحصنوا بها فتقدم اليها المسلمون وفتحوها، وانتصروا انتصاراً عظيماً، ولم تقل غنائمها عن المدائن.
ثم فتح المسلمون حلوان، تكريت، الموصل، مسبذان، الأهواز، تستر، السوس، جنديسابور.
وقبض المسلمون على الهرمزان، وهو من أكابر الأمراء، وأرسلوه الى عمر مع الغنائم،
– فتح أصطخر 17 هـ/ 638 م:
سار اليها العلاء بن الحضرمي (والي البحرين) بحراً بدون اذن الخليفة، وحقق بعض الانتصار فحاصرهم الفرس، أرسل عمر مدداً، فتحقق الانتصار الرائع وفتحت المدينة.

– فتح نهاوند (فتح الفتوح) 21هـ/ 641 م:
أراد عمر أن يسير بنفسه لاكمال قتال الفرس، فمنعه الصحابة، فسير النعمان بن مقرن المزني الى نهاوند على (30) ألفاً. وصلت جموع الفرس الى (150) ألف مقاتل نشبت المعركة وكانت حامية، قتل فيها من الفرس أكثر من (100) ألف، وتجلل وجه الأرض بجثثهم، وقتل قائدهم (الفيرزان)، واستشهد النعمان في المعركة وتولى بعده حذيفة بن اليمان، ففتحت نهاوند، وكان نصراً عظيماً مبيناً. ثم واصل المسلمون تقدمهم، وفتحوا اصبهان، وقاشان (قم) وكرمان.

انسياح المسلمين في فارس (23-22 هـ) (643-642م):
كان عمر يرفض انسياح المسلمين في فارس الواسعة، خوفاً عليهم من الضياع حتى أقنعه الأحنف بن قيس بذلك، بعدها انساحت الجيوش الاسلامية على أرض فارس.
-1 فتح نعيم بن مقرن همدان ثم الري (طهران)، وصالح أهل (جرجان) وطبرستان، ووصل الى بعض بلاد أذربيجان.
-2 فتح سراقة بن عمر باب الأبواب (دربند) على سواحل بحر الخزر الغربية.
-3 فتح الأحنف بن قيس بلاد خراسان.
4- فتح عثمان بن أبي العاص بقية أصطخر وشيراز وأرمينيا.
-5 فتح عاصم بن عمرو التميمي سجستان.
-6 فتح سهيل بن عدي كرمان.
-7 فتح الحكيم التغبلي مكران.
-8 وفتح عتبه بن فرقد شمال غرب بلاد فرس.
وهكذا قضى على الامبراطورية الفارسية من على الوجود، يخيل للانسان كأن الجزيرة العربية تحولت الى جيش يجاهد في سبيل الله، لنشر الاسلام في بقاع الأرض.
وهكذا كانت نهاية دولة فارس، وانتهت فعلياً وعسكرياً ودخل معظم سكان بلاد فارس في الاسلام من الفرس وغيرهم، الا بعضهم استمر في عدائه للاسلام حقداً على سقوط دولة فارس بين المسلمين وخصوصاً الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأخذوا يكيدون المؤامرات، وكانوا وراء كثير من الحركات الباطنية والتي تهدف الى هدم الاسلام من الداخل واحراف المسلمين عن عقيدتهم وكانت أول مؤامراتهم اغتيال الخليفة نفسه، فقد قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه طعناً على يد أبي لؤلؤة المجوسي وهو ملى فارسي بخنجر مسموم وهو يصلي الفجر بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم.. واستمر الفرس عبر التاريخ في حقدهم الدفين على عمر بن الخطاب، ومن قبله الخليفة الأول أبو بكر الصديق.
ملاحظة: المعلومات التاريخية نقلاً عن كتاب موجز التاريخ الاسلامي، تأليف أحمد معمور العسيري.

altabtabae@hotmail.com  

المصدر: جريدة الوطن الكويتية 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى