شعر و أدب

اﻟﻨﻬﺮ و اﻟﻘﺮاﺑﻴﻦ (ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮة)/ﺳﻴﺪ ﮐﺎﻇﻢ اﻟﻘﺮﻳشي

أﻋﺎد ﻋﺪّ اﻟﻨﻘﻮد .. ﮐﺎﻧﺖ دراﻫﻢ ﻣﻌﺪودة .. أﻃﻠﻖ واﻫﺔ ﺗﺼﻌّﺪت إﻟﯽ اﻟﺴﻤﺎء .. وﺻﻠﺖ أﻟﯽ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﻄﺔ( اﻟﺮاﺳﺨﺔ ﻋﻠﯽ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻨﻬﺮ) ﺑﻌﺪ ﺻﺮاع ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ .. إﺳﺘﺠﺎب ﻟﻀﻐﻮط أﺑﻨﺎءه .. و ﺑﺎع ﻣﺎ ﺗﺒﻘﯽ ﻣﻦ ( ﺑﮑﺸﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ ).. إذ ﻣﺎﺗﺖ أﻏﻠﺒﻬﺎ إﺛﺮ اﻟﺠﻔﺎف .. ﻧﻈﺮ إﻟﯽ اﻟﻨﻬﺮ .. أو ﺑﺎﻷﺣﺮی إﻟﯽ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﯽ ﻣﻨﻪ .. ﻓﺮﺿﺖ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﯽ ﻗﺎع اﻟﻨﻬﺮ ..ﺑﻌﺪ ﻣﺎ .. اﻧﺴﺤﺒﺖ اﻟﻤﻴﺎه دون رﺟﻌﺔ أﺣﺐّ ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺮ ﻣﻨﺬ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ .. و ﺗﻔﺎﻧﯽ ﻓﻲ ﺣﺒّﻪ ﻟﻪ.. رﻏﻢ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺌﺎﺳﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﮐﺖ ﻧﺪوﺑﻬﺎ ﻋﻠﯽ روﺣﻪ و ﺟﺴﻤﻪ .. ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﮏ .. اﻟﺬﮐﺮی اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﺎرﻗﻪ ﻗﻂ ﺣﺘﯽ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً .. إذ .. ﻗﺪّم ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﺛﻤﻴﻨﺎ ﻟﻪ .. ﻟﻴﺘﺪﻓﻖ ﻟﻴﺘﻤﻮّج .. ﻟﻴﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة.. و ﻳُﻌﻄﻲ اﻟﺤﻴﺎة .. ﮐﻤﺎ ﻗﺪّم ﻟﻪ آﺧﺮون ﻗﺮاﺑﻴﻦ أﺧﺮی ..

ﮐﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﻤﺤﻤّﺮة ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء.. ﻳﺨﺮج أﻳﺎم اﻟﺴﺒﺖ ﻣﺒﮑّﺮاً ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻌﺒﻮدي إﺣﺪی ﻗﺮی اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ .. ﻳﺘﺮک زوﺟﺘﻪ و اﺑﻨﻪ ذي اﻟﻌﺎم اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺑﻨﺘﻪ اﻟﺒﮑﺮ إﺛﺮ إﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑﻤﺮضٍ ﻋﻀﺎلٍ.. ﻳﮑﺪح ﺑﺸﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎر .. و ﻳﻨﺎم ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﯽ ﻣﺘﻦ إﺣﺪی اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺮاﺳﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﻴﻨﺎء .. و ﻳﺄﮐﻞ اﻟﻨﺰر اﻟﻴﺴﻴﺮ .. و ﻳﻌﻮد ﻓﻲ وﻗﺖٍ ﻣﺘﺄﺧﺮٍ ﻣﻦ ﻣﺴﺎء ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء.. ﻣﺤﻤّﻼً ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ و اﻟﺘﻌﺐ و اﻟﺸﻮق و ( اﻟﻤﺴﻮاگ ).

ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ و اﻟﮑﺪّ.. و ﺑﻌﺪ ﻣﺎ إﺟﺘﺎز اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﺘﺮاﺑﻲ اﻟﻤﻮازي ﻟﻠﻨﻬﺮ.. ﺣﻴﺚ ﮐﺎﻧﺖ .. أﻣﻮاﺟﻪ ﺗﺼﺪر ﻣﻮﺳﻴﻘﯽ ﻫﺎدرة و اﻟﻤﻴﺎه ﺗﺪاﻋﺐ ﺣﺎﻓﺘﻪ.. و أﺳﻤﺎک اﻟﺨﺸﻨﻲ ( ﺗﺘﺮاﻗﺺ ﻣﻊ اﻷﻣﻮاج ) ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺎت ﮐﺒﻴﺮة.. دﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ ..ﻓﻲ ﻣﺴﺎء ﯾﻮم رﺑﻴﻌﻲ ﻣﻦ آذار أﺧﺬت زوﺟﺘﻪ اﻷﮐﻴﺎس ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻋﺪا ًﮐﯿﺲٍ ﺻﻐﻴﺮ .. إﺧﺮج ﻣﻨﻪ ﺣﺬاء .. وردﻳّﺎً و ذﻫﺐ ﻧﺤﻮ ﻣﻬﺪ اﺑﻨﻪ .. اﻟﺒﺴﻪ اﻟﺤﺬاء و ﺣﻤﻠﻪ ﻳﺪاﻋﺒﻪ ﮐﺎن اﻟﺤﺬاء ﻳﺼﺪر ﺻﻔﻴﺮاً ﻋﻨﺪ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﯿﻪ ..

ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح و ﻋﻨﺪﻣﺎ ﮐﺎﻧﺖ زوﺟﺘﻪ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﻋﻦ اﺑﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺠﻴﻦ .. ذﻫﺐ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﺤﺬاءه و ﺻﻔﯿﺮه ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻬﺮ..

أﻓﺎﻗﺖ اﻷم.. ﺻﺎرﺧﺔ .. ( ﻳﻤﻪ اﺑﻨﻲ ) .. ﮐﺎﻧﺖ ﺗﻄﻔﻮ ﻋﻠﯽ اﻟﻤﻴﺎه ﻓﺮدﺗﺎ ﺣﺬاءٍ وردﻳﺘﺎن .. ﺗﺘﺸﺒﺚ ﺑﻬﻤﺎ رﺟﻼ ﻃﻔﻞٍ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﻌﺎم اﻟﻮاﺣﺪ ﻓﻲ (ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺑﻴﺖ إﻣﺸﺘﺖ).. ..

ﻧﻈﺮ ﻟﻠﻤﺮّة اﻷﺧﻴﺮة إﻟﯽ اﻟﻨﻬﺮ .. القرابين متشبثة  بقاع اﻟﻨﻬﺮ ..

ﺳﻴﺪ ﮐﺎﻇﻢ اﻟﻘﺮﻳشي

المصدر: موقع بروال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى