تقارير

حقائق تنشر للمرة الأولى علاقة الحركتين الوطنيّـتين الأحــوازيّة والفلـسطـينيّة

تخليداً للذكرى الرابعة لاستشهاد الزعيم أبو عمّار

علاقة الحركتين الوطنيّـتين الأحــوازيّة والفلـسطـينيّة

تزخر الذاكرة الأحوازية بالكثير من المواقف العربية والقومية المشرّفة التي سجـّلها القائد العربي الفلسطيني "ياسر عرفات"،أهمها زيارته لمدينة الأحواز عام 1979 ليكون أول زعيم عربي يزور الأحوازيين في سجنهم بعد الاحتلال الإيراني عام 1925،حيث وقع اختياره لهذا البلد العربي المحتل ليلقي خطبته الشهيرة هناك، حيث وصف الأحواز بالأرض الطيبة الطاهرة، كما وصف كل من إيران وتركيا وإثيوبيا برجل الغراب.
وعرف عن أبو عمار مواقفه العربية القومية الشجاعة،ومهما كلفه الأمر،فانه لن يسبق له التراجع عنها يوما، وقد شهد له بذلك الكاتب الصحفي القدير محمد حسنين هيكل حيث قال بان أبو عمار لم يخرج يوما عن إرادة غالبية الشعب العربي الفلسطيني،ففي الحرب الإيرانية – العراقية مثلا،كان لأبو عمار موقفه الواضح والصريح بالوقوف إلى جانب العراق التي وصفها بالشقيقة بعد أن وصف إيران بالدولة الصديقة، الأمر الذي أثار حفيظة الدولة الإيرانية فصارت تحاربه منذ تاريخ ذلك التصريح وحتى يومنا هذا، فإنها لازالت تشن حربا شعواء ضد نهج أبو عمار.
وتجسيدا لهذه المواقف القومية،وقع اختيار أبو عمار على مدينة الأحواز العربية لإلقاء خطبته فيها، وتدشين مكتبا لفلسطين في هذه المدينة ليصبح العلم الفلسطيني، أول علم عربي يرفع على ارض الأحواز بعد الاحتلال الإيراني لها. ورغم أن هذا القرار قد جلب العديد من الصعاب والمخاطر لشخص أبو عمار وكذلك مسيرته النضالية، ألا أن ذلك لم يثنيه قط عن الاستمرار في نهجه العربي النضالي من ناحية، وعن مد أواصر أطيب العلاقات مع الحركة الوطنية الأحوازية من الناحية الأخرى.
أحمد الأحوازي وأبو عمّار:
وعودة للذاكرة الأحوازية الزاخرة بالعديد من المواقف،كان لنا حديثا مطولا مع "أحمد الأحوازي"،أحد مؤسّـسي "حركة الشباب العربي الأحوازي" و"حركة التجمع الوطني في الأحواز" فيما بعد،ومن ثم "المنظمة الوطنية الأحوازية"،والذي شغل منصب نائبا لمدير مكتب فلسطين في الأحواز،وفي إحدى لقاءاته مع شخص الزعيم أبو عمار في العاصمة الأردنية عمّـان،عرّفه مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط،بمدير مكتب فلسطين في الأحواز. فوقع اختيار "الأحوازي أحمد"،على البعض من المحطات التي رأى من الضروري التوقف عندها، تخليداً للذكرى الرابعة لاستشهاد الزعيم أبو عمار.
يرى أحمد الأحوازي بان اختيار أبو عمار لمدينة الأحواز سواء لإلقاء خطبته أو لتدشين ممثلية فلسطين لم يكن اعتباطياً،إنما كان ذلك عملاً مدروساً ومحفوفاً بالمخاطر في نفس الوقت،وينبع ذلك عن مواقف أبو عمار القومية،ومدى بصيرة هذا الرجل الاستثنائي،ونظرته الحاذقة للمستقبل الأحوازي،ولعلّ الاستقبال الجماهيري الأحوازي المنقطع النظير للزعيم العربي الفلسطيني،وترديد الجماهير الأحوازية هتاف "يا أبو عمار أهلاً بيك،الشعب الأحوازي يحييك"،الذي دوى في سماء الأحواز،يؤكد البعد القومي لدى المواطنين الأحوازيين، وإيمانهم الصادق بقضيتهم العربية الفلسطينية، رغم تحملهم عناء قضيتهم العربية الأحوازية.
إن هذا التآلف والتكاتف والانسجام العربي الأحوازي – الفلسطيني،أثار حفيظة النظام الإيراني الجديد،مما دفع بجلاوزة النظام المتمثل في الحرس الثوري المجاور للمثلية الفلسطينية بمدينة الأحواز،لشن هجوماً وحشياً على الممثلية حين كانت فارغة من الموظفين والعاملين فيها، فتم مداهمة الممثلية،وخلعت أبوابها،ولفقت للمثلية العديد من التهم، أبرزها التعاون والترابط فيما بين الحركة الوطنية الأحوازية والحركة الوطنية الفلسطينية. ليأتي المدعو "علي شامخاني" الذي كان يشغل قائد الحرس الثوري في إقليم الأحواز آنذاك، محاولاً تهدئة الخواطر،إلا أن ذلك لم يجدي نفعاً، فانتهى الأمر بإغلاق تلك الممثلية عام 1982 بواسطة النظام الإيراني.
ولعل من أهم العوامل التي أدت إلى إغلاق الممثلية الفلسطينية في الأحواز، كان توافد قوافل من المتطوعين الأحوازيين عليها،من طلاب مدارس وجامعات وشباب قادمين من شتى المدن والمناطق والأرياف الأحوازية للإعلان عن تطوعهم للذهاب إلى لبنان والانخراط في صفوف الثوار والمقاتلين ضد الاحتلال إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت. إذ وصل عدد هؤلاء المتطوعين إلى الثمانين متطوع في اليوم الواحد.
وبعد إغلاق الممثلية الفلسطينية في الأحواز، زاد سخط الجماهير الأحوازية على التصرف الإيراني من جهة، ومن جهة أخرى فان الدولة الإيرانية راحت تصعد في مواقفها ضد منظمة التحرير الفلسطينية وعلى وجه الخصوص شخص الرئيس أبو عمار. ذهب الأمر إلى حد الاصطدام بين الجماهير الأحوازية وعناصر الاحتلال الإيراني في الأحواز بسبب ما هتف به إمام جمعة مدينة الأحواز،الفارسي ………. حين قال:"الموت لعرفات"،فهاجمته الجماهير العربية الأحوازية الغاضبة،وبلغ بها حدة الغضب حد تكسير أغصان الشجر ومداهمة مراكز ومقرات الاحتلال الإيراني.
لقاءات أحوازية ورموز النضال الفلسطيني:
العلاقة فيما الحركة الوطنية الأحوازية والحركة الوطنية الفلسطينية لم تكن حصرا على فتح الممثلية الفلسطينية في الأحواز أو زيارة أبو عمار للأحواز، إنما يؤكد العديد من المناضلين الفلسطينيين الذين التقيتهم،وجود العديد من المناضلين الأحوازيين وقفوا جنبا إلى جنب وأشقائهم الفلسطينيين في خندق نضالي واحد ضد الاحتلال الإسرائيلي،وهناك من تدرب في المعسكرات الفلسطينية سواء أكان ذلك في لبنان أو في بلدان عربية أخرى.                                                                                   
وعلى اثر هذه العلاقة والتعاون،قام ممثلي "حركة الشباب العربي الأحوازي" بلقاءات عدة مع شخص الزعيم الراحل أبو عمار،تمثل أولها في لقاء "لأحمد الأحوازي" مع الزعيم الراحل أبو عمار في العاصمة الأردنية عمان سنة 1885، ليشرح له تفاصيل وخبايا وخفايا القضية الأحوازية والوضع الراهن آنذاك وأخر المستجدات على الساحة الأحوازية، وما يتعرض له الشعب العربي الأحوازي من مظالم واضطهاد وعنصرية على يد الدولة الإيرانية المحتلة.
وحين حمّل"احمد الأحوازي" الزعيم "أبو عمار" رسالة عتب شفهية،اخبره فيها كيف أن منظمة التحرير الفلسطينية تدعم حتى ثوار نيكاراغوا إلا أنها لم تلتفت إلى الأحوازيين، قال أبو عمار:"نحن مستعدون لدعم أشقائنا الأحوازيين حتى وان كان ذلك على الصعيد الشخصي". وطلب الزعيم أبو عمار من احمد الأحوازي تزويده بالبرنامج السياسي لحركة الشباب،وكان هذا اللقاء بداية لسلسلة من اللقاءات الأحوازية مع شخص الرئيس أبو عمار،وخطوة على طريق التعاون الجدي فيما بين الحركتين الوطنيتين الأحوازية والفلسطينية.
الزعيم أبو عمار، في استقباله لأحمد الأحوازي
وبعد أن ساهمت "حركة الشباب العربي الأحوازي" في تأسيس "حركة التجمع الوطني في الأحواز" فانضمت إليها،قامت الحركة بجلب عدد من الشباب الأحوازيين ليلتحقوا بصفوف منظمة التحرير الفلسطينية،وكان الفقيد "منصور سيلاوي أهوازي" رحمه الله،احد هؤلاء الشباب،وجاء ذلك وفقا لما تم الاتفاق عليه فيما بين حركة التجمع ومنظمة التحرير الفلسطينية. ولم تتوقف لقاءات الأحوازيين على شخص الرئيس ابو عمار، إذ أن الأحوازيين قد عقدوا لقاءات عدة مع العديد من الشخصيات والرموز الوطنية الفلسطينية.
ففي لقاء آخر لأحمد الأحوازي والشهيد البطل "خليل الوزير" (أبو جهاد) عام 1986 في منزله المتواضع،يبين احمد الأحوازي،بان أبو جهاد رحمه الله كان متواضعا جدا في استقباله الحافي وترحيبه التام بالقضية الأحوازية وقد نصح الرجل بالتحلي بالصبر. أما الشهيد أبو أياد، والذي كان يلقب بالرجل رقم 2 في صفوف منظمة أبو جهاد، أب الانتفاضة الفلسطينية التحرير الفلسطينية بعد الزعيم أبو عمار،فهو الآخر وفي نفس العام التقاه أحمد الأحوازي في بيته عدة مرات ليشرح له تفاصيل القضية الأحوازية،وقد طلب الشهيد أبو أياد المزيد من التعاون وتوسيع دائرة العمل الأحوازي – الفلسطيني فيما يخدم كلا القضيتين العربيتين العادلتين.
الجانب الإنساني لدى الزعيم أبو عمار:
من الواضح جدا أن الشهيد أبو عمار كان جديراً بكل الألقاب التي نالها كالزعيم والقائد والرمز والمناضل والوالد أو الأب،خاصة وان هذا الرجل،والى جانب صفات المناضل التي يتمتع بها، فهو يتمتع بالعديد من الصفات الإنسانية والأخلاقية العالية كالتواضع والكرم والأدب وغير ذلك من الصفات التي تميزه عن غيره.
كان رحمه الله يكن حباً خاصاً للأحوازيين وللقضية الأحوازية، ومنح أوّل جواز سفر دبلوماسي فلسطيني لأحدهم حيث يزاول عمله حتى هذه الساعة كمستشار، وفي إحدى المرات طلب الوفد الأحوازي لقاء الزعيم أبو عمار،ورغم أن أبو عمار كان على موعد مسبق مع سفير دولة صديقة لها وزنها ومكانتها في آسيا،إلا انه عجّل في لقاء الأحوازيين وأجـّل لقاءه مع سفير تلك الدولة ليستمع إلى مظالمهم الناجمة عن الاحتلال الإيراني لبلدهم، وكان أبو عمار مستمعاً جيداً ودقيقاً جداً في ملاحظاته وكان احمد الأحوازي وكاتب هذه السطور ضمن أعضاء الوفد الأحوازي المتكون من ثلاثة أفراد والذين التقوه لإحاطته بمستجدات الأحداث.
وفي إحدى المرّات،كان أبو عمار في زيارة سريعة لبلداً ما،وقد طلبنا اللقاء به،ورغم قلة وقته وما كان يتعرّض إليه من ضغوطات بسبب الأوضاع العربية والدولية بشكل عام،فقد استدعانا على طاولة السحور في شهر رمضان، وبمجرّد وصول كل من احمد الأحوازي وكاتب هذه السطور،قام أبو عمّار من مكانه على رأس طاولة متواضعة جداً، ليجلس أحمد الأحوازي في مكانه على رأس الطاولة،وأجلسني مقابله،كما كان احد المناضلين اللبنانيين على يمينه، بحضور مناضل عراقي وكذلك مدير مكتبه.وبمنتهى البساطة والتواضع، تناولنا ذلك السحور مع هذا الرجل الذي كان مهتماً بغيره أكثر مما كان مهتما بنفسه حتى في الطعام. فبين الحين والآخر يضع يده اليمنى على كتف احمد الأحوازي، مردداً كلمات" أهلا وسهلاً يا ابني"،كما كان يحث الآخرين على المزيد من تناول الطعام، قائلا: "كلوا أولادي، انتم مازلتم شباب".
مثلما كان أبو عمار يمتلك القدرة على إدخال الذعر والرعب في قلوب أعداءه، فانه كان قادراً فعلاً على إدخال التفاؤل والأمل في قلوب من يحبهم، فمن يرى أبو عمار ينتابه نوع من الشعور بالتفاؤل وخاصة الشعور بالحرية المطلقة،إذ يشعر المرء وكأنه لا توجد أي سلطة أو قوة في العالم من شانها تقييده،ولا غرابة في الأمر كهذا، فقد عُرِف عن أبو عمار كونه زعيم الأحرار. إذ جمعتنا وأبو عمار مناسبات عديدة ولقاءات كثيرة لاحظنا من خلالها مدى دقته وذكائه وكرمه وعطفه الأبوي وطاقاته الفريدة من نوعها في العمل المتواصل لساعات طويلة دون كلل أو ملل، ومتابعته للأمور بمنتهى الدقة والحزم والصرامة.

فمن عمل مع الرئيس أبو عمار يدرك جيداً مدى نشاطه في العمل،إذ أن المعروف أن مكتبه (مكتب الرئيس) يداوم على مدى 24 ساعة دون انقطاع. كما لا يمكن التنبؤ بمواعيد نومه واستيقاظه ومتابعته للعمل. فهو يقرأ كل ما يرد عليه ويتابعها بمنتهى الدقة ويرد عليها ويبدي رأيه ويسجل ملاحظاته ويستخدم الألوان حسب أهميّة الرسائل. وكانت للحركة الوطنية الأحوازية مراسلات عدة مع أبو عمار تتضمن شرح الوضع الأحوازي والتطلعات المستقبلية وإحاطته بالمستجدات وما يطرأ على الساحة الوطنية الأحوازية،إضافة إلى تبادل التهاني أو التعازي في المناسبات.
ويمكننا القول بان أبناء الحركة الوطنية الأحوازية قد رافقوا الزعيم أبو عمار ماديا ومعنويا طوال فترة حياته المحفوفة بالمخاطر والمليئة بالأحداث،منذ حصار بيروت ومرورا بسقوط طائرته في الصحراء الليبية عام 1991 حيث ذهب احمد الأحوازي لتهنئته بالنجاة من هذا الحادث الأليم والاطمئنان عن صحته ناقلا إليه رسالة الشعب العربي الأحوازي الذي أبدى قلقا شديدا على مصير الزعيم أبو عمار، وكذلك عودته إلى ارض الوطن بعد غياب طويل واندلاع انتفاضة الأقصى المباركة، ووصولا إلى الحصار الشديد الذي تعرض إليه في الآونة الأخيرة من حياته في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله،حيث انهالت عليه العديد من الرسائل الأحوازية نقلها إليه احمد الأحوازي.
وبعد الحصار الأول التقينا العديد من الذين قضوا فترة الحصار معه في رام الله، فنقلوا إلينا تفاصيل الموقف، ومدى استبسال أبو عمار وقدرته على التحدّي والصمود في تلك الأيام العصيبة، وكيف كان أبو عمار يسأل عن الجميع وعن هموم شعبه وأمته رغم ظروف الحصار وقصف الدبابات ووابل الرصاص العشوائي للجنود الإسرائيليين نحو المبنى، فتابع أبو عمار عمله ودوره كقائدا للمسيرة النضالية العربية الفلسطينية طوال النهار والليل، مستعينا بضوء الشموع بسبب قطع التيار الكهربائي عن المبنى من قبل قوات الاحتلال.
أبو عمار تحت الحصار
وتلقى أبو عمار في تلك الأيام رسالة أحوازية نقلها له احمد الأحوازي،معبرا فيها عن تضامن الشعب العربي الأحوازي والشعب العربي الفلسطيني الشقيق،أدان فيها الحصار الظالم الذي تفرضه قوات الاحتلال على شخص الرئيس أبو عمار باعتبار أنها يتنافى وكافة المقررات الدولية،كما أن مثل هذه الأعمال لا يمكنها أن تثنيه عن مواقفه الثابتة والراسخة والداعية إلى إعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فاستحسن أبو عمار الرسالة الأحوازية ورحب بها على حد قول من كانوا معه في مبنى المقاطعة. وفي تلك الأيام الحرجة، لم نجد أفضل من القرآن الكريم مخطوطاً بماء الذهب وبخط اليد لنهديه إلى شخص الرئيس أبو عمار،عله يكون نعم الرفيق والصديق له طوال فترة الحصار.
ورافقه أبناء الحركة الوطنية الأحوازية حتى مستشفي بيرسي العسكري ،فانهالت الرسائل الأحوازية علينا لنقلها إلى القيادة الفلسطينية،وبعثنا برسالة تضامنية إلى الرئيس أبو عمار في المستشفي،وقع على الرسالة كل من احمد الأحوازي وأبو فراس (طالب المذخور) وأبو بشير وجاسم الكعبي وأبو فاروق وكاتب هذه السطور،فنقل احمد الأحوازي الرسالة إلى القيادة الفلسطينية التي رافقت أبو عمار في المستشفي.
وورد فيها،منذ الإعلان عن نبا مرض الرئيس فان الاتصالات والرسائل الأحوازية الواردة علينا من داخل وخارج ارض الوطن لم تنقطع، وان العديد من مشايخ العشائر وقياديين وكوادر العديد من التنظيمات السياسية الأحوازية وغيرهم من مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية، ينتظرون سماع ما يسرهم عن صحة الرئيس. كما استنكر الأحوازيين في رسالتهم بشدة، العدوان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي تستهدف الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الباسلة الذي يأخذ من شخص الرئيس أبو عمار قائداً ورمزاً له ولمسيرته النضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إلا أن أمل الجماهير الأحوازية، لم تتلقى خبراً ساراً يدخل الفرحة في قلوبها، وشأنها شان مئات الملايين من محبي الزعيم أبو عمار،تلاشى أملها شيئا فشيء، وقبل الإعلان عن نبأ استشهاد أبو عامر،وفي أول لقاء لنا بعدد من مرافقي الرئيس أبو عمار، وقبل إلقاء التحية عليه،سألناه عن صحة الرئيس،فاخبرنا بالعامية "ما ظلتش صحة والله". آنذاك أدركنا بحجم النكسة فانتاب الجميع الشعور بالحسرة واللوعة والمرارة لفقدان قائداً فذاً وزعيماً حراً، قاد ثورة عالمية معاصرة، قل نظيره في عالمنا هذا.
فحتى وان كان أبو عمار غاب جسدياً،إلا انه يبقى خالداً في أذهان الكثيرين ممن يناضلون في سبيل الحرية والكرامة، وتبقى مقولاته الشهيرة قدوة للثوار والمناضلين والأحرار في كل العالم،ولعل من أشهر مقولاته في السنوات الأخيرة من عمره، وحين أحاطته المخاطر المتأتية من قبل أعدائه،هي:«يا جبل ما يهزك ريح»، أو حين قال بملأ الفم وهو تحت الحصار في مبنى المقاطعة: «يريدونني قتيلاً أو أسيراً أو طريداً، ولكني أقول لهم، شهيداً شهيداً شهيدا».
وحتى بعد استشهاد الزعيم أبو عمار،لم تتوقف العلاقات فيما بين أبناء الحركة الوطنية الأحوازية والحركة الوطنية الفلسطينية،إذ أن "حركة التجمع الوطني في الأحواز"،وبرفقة كل من "الحزب الوطني العربستاني"وكذلك –وليد انتفاضة الإرادة الأحوازية– "حزب التكاتف الوطني الأحوازي"،وعدد من "رموز الحركية الوطنية الأحوازية"،قد ساهمت بتأسيس «المنظمة الوطنية الأحوازية»، فانضمت إليها، لتبقى محافظة على تلك العلاقة المليئة بالأحداث والمستجدّات فيما بين الحركتين الوطنيتين الأحوازية والفلسطينية. وحتى وان كان الزعيم الراحل أبو عمار لا يحتاج إلى شهادة اعتزاز أو إكبار أو تقدير، إلا انه كان لابد من التوقف عند بعض المحطات الهامة في حياته لنضيف شهادة عربية أحوازية إلى ملايين الشهادات التي نالها الزعيم الراحل أبو عمار.
 ونختم هذه السطور بالقول:«من البوابة الشرقية لوطننا العربي الكبير،الأحواز ،وحتى قلب هذا العالم،فلسطين،يداً بيد،متضامنين متكاتفين ضد الإحتلالين الأجنبيين الإيراني والإسرائيلي على حد سواء».

* مادة نشرت في العدد الثاني من مجلة : الأحواز العربية

التي تنشر وتطبع في القاهرة

سبتمبر 2009

المصدر: موقع عربستان الاحوازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى