شعر و أدب

في مربدِ اليوم للأحواز أغنية قيلتْ في مهرجان المربد عقد في بغداد 1987م

العسكريان والسكيت دونكُمُ… وهاشم وابن معوق وغيرهُمُ

سَلوهم ان نسيتمْ اهلكمْ فلهمْ… عِلمٌ بما كان من مجدٍ بَنوا لكُمُ

سلوهم ههنا حق السؤال لكمْ… منهم وان تنصفوا في الحكم حَقهُمُ

يا أيها الأدباء استرجعوا صُوراً… من الدم العربي الحرِّ قد رسموا

أيها الشعراء استطقوا حجراً… يكادُ ينطق ما قالوا وما نظموا

يا محنة الحرف ان لم تصدِّقوه هوىً… ويا جحيم الهوى اِن ماتت الكلِمُ

الحرفُ وهو يمين صادقٌ أفقُ… بكلِّّّّّّّّ منسِيةٍ عصْماء يزدَحِمُ

تلمّسوهُ تروا قبّان عامرة… بألفِ فكر وعبادان تحتدِمُ

سلوا حروفكم عمّا بنته لها… يدُ الحويزة مِمّا ليس ينهَدِمُ

انْ تسْترَ وبقايا الدورق انتعشت… عقولنا والى التاريخ نحْتكِمُ

فمُ المحمّرة المدفونُ في رئتي… يا قوم والله حتى اليوم يبتسِمُ

لا تسألوني عنها فهي مذبحة… من الضحايا ومأساة ومنتقمُ

حياتُها أن يرى الأحواز حرفكم… مع الضحى عربياً ناره الألمُ

وعيدُها اليوم أن يدنو لمسْمعها… صوتٌ يقول لها ميعادنا الهَرَمُ

وحيثما ارتاحَ منزوفُ الدماء فلن… يكون أرحمَ مِن آلامهِ الندَمُ

 

وفي شفاهِك يا بغداد أغنية… شعارُها وقفة وضّاءَة ودَمُ

في مربدِ اليوم للاأحواز أغنية… تحدّث السيفُ عنها وانتخى القلَمُ

 

يا سادتي ما ارتدينا ثوبَ أمّتنا… اِلّا ليصدق في أحلامِنا القسَمُ

وما انتمينا لأجدادٍ لهمْ زمن… اِلّا لتنقلبَ الدنيا ونحن هُمُ

يا سادتي لو وقفنا حيثما وقفوا… ولو وشمنا السرايا مثلما وشموا

 

لواحتمى سيفُ سعْدٍ في ضمائرنا… لما تلاعب في أعراضِنا العَجَمُ

يا سادتي شرفُ الأحواز أنكمْ… هنا وان روابي دجلةٍ حَرَمُ

 

قولوا لِمَن نكثوا عهداً لأمّتهمْ… ولم تسِرْلهم في افقها قدم

يرضيكم ابن انو شروان معتديا… على ابنتي وانا يا قوم بعضكُمُ

يرضيكم ابنة كسرى فوق منبرنا… أميرة وصبايا أهلنا خدَمُ

يرضيكم ان يعيشَ النخل منحنيا… فماءُ كارون في أعراقه حِمَمُ

يرضيكم العار محمولاً على كتفٍ… قد كان محمولها العلياءُ والشممُ

سلوا الجزيرة ما زالت مخضبة… جبالها تتمطى فوقها القِمَمُ

سلوا العروبة عن سابور هل علمتْ… بأنه اليوم في الأحواز ينتقمُ

هناك يا سادتي للحقد أشرعة… صفراء يغطسُ في أعماقِها الرّحمُ

هناك ما عرف القرآنَ قارئه… فكلّ مَنْ قرأ القرآنَ متهَمُ

يا سادتي غضبُ الأحواز ملحمة… غدا تخوض مراميها فتضطرمُ

لمن يصافح مسلوب الرداء يدا… جنت عليه وكفا ملؤها سقمُ

مالي أسالم قوماً عندهم ترتي… لاسالمتني يدُ الأيام اِن سلِموا

 

أحواز خلّي العتاب المرَّ وارتقبي… يوما يغازل فيه جفنك الحُلمُ

يوماً ترين به هي الوجوه ضحى… يلفُّ مربدَها في حضنِك الكرمُ

سنعبرُ الشط اِن الشط مقنصَة… للطامعين ومبغاة لمن هجموا

سنعبرُ الشط يا أحواز خاوية… أمامنا جثث الأعداء والرمَمُ

ما كان أبلغه درساً لواهِمةٍ… بان صمْت السواقي في الدجى صَمَمُ

ما كان أمضاه سيفا لم يعد خبرا… ولاغفت دونه الأعوامُ والأمَمُ

سيفاً تمرّد حتى وهو مدّثرٌ… بالغمد ما راعه نومٌ ولا قدمُ

من قادسيتنا الأولى محوّلة… لقادسية أحواز بها الذممُ

أحواز طلت بها السيف فانعطفي… لحيث لاوهن يخشى ولا برمُ

وحيثما اختار سيف الله حامله… كرارُ فالله فيما بيننا الحكمُ

بمثل نهريكِ كان الحقُّ معتصماً… من قبلُ واليوم في النهرين يعتصمُ

ما قال اِلا وكان النصر قولته… وبسمة في فم الأطفال ترتسِمُ

ستون عام احتلال سوف نمحقها… بعزم كرار فهو العزم والهممُ

لا يعرف النصر اِلّا مَنْ تكفله… كرارُ والزبدُ المغرورُ منهزمُ

 

ولن يفوت العلا اِن العراق لها  مهدٌ واِن زمان اللهِ مُحترَمُ

وان أحواز شمسٌ يستضاء بها… لأنها السيفُ والأيمان والحَكمُ

سمى بكفك يا أحواز مؤتلقاً… سيفُ العروبة والاسلامُ والعلمُ

 

معصوبة أعين في الأحواز كم ندبتْ… وما أجاب نداها مبْصِرون عموا

لولا الحمية لأنهارت بغاصِبها… وقد أبتْ ذلكَ الأعراض والقيمُ

حتى مددْتُ لها كفا وسرتُ بها… الى ضرائح لم يعبدْ بها صنمُ

وقلتُ لو أن أحوازية فقدتْ… خمارَها فمآقينا لها حَشمُ

 

وقلتُ ما عاش في الأحواز مغتصِبٌ… ما دام في الرافدين الماءُ والشممُ

يا ربّ ليس لها اِلاكَ صارخة… وامنقذاهُ وهذا أنت معْتصِمُ

 

النهر يا سيدي ما كنت تصنعهُ… يوما تطول به أيامك الحرمُ

وساعة لم يعي الأعداء سكرتها… من شدّةِ الطعن اِلّا عندما انهزموا

غفت رياحُ مجوسي واستفاق على… بلواه واهتز في أوصاله الهرمُ

وطارحته بكاءَ الذلِّ عاشقة… من المجوس وأقزام به التزموا

يا سيدي سوف يستفديك عمته… غداً فلا تنسى اِن المُفتدى ورَمُ

واِنْ مَن سَحَقت رجلاك هامته… لابدَّ يتحدّى ريحَه العدَمُ

هذي اِرادتنا يا سيدي ولنا… حقٌّ عليكَ وانتَ الفيصلُ الحَكمُ

كانت لنا من عدونا الف تجربةٍ… سوداء هاهي في آفاقِنا ظلمُ

وحيثما يستعيد الليلُ عاصفة… هوجاء ينسلُّ سيفٌ أو يقولُ فمُ

ومن فلسطين لا زالت خناجرنا… تعي الدروسَ بطولاتٍ وتغتنِمُ

أيا هدىً رياحُ الشرق ناطقة… بكلِّ ما قلت والتاريخ يسْتلِمُ

والطائر العربيُّ اليوم منطلقٌ… بساعديكَ فلن يرتدَّ منقسِمُ

 

قصيدة: هذه المحمّرة الحمْراء ناقمة/ ديوان: من علم كارون الشعر/ للأديب العلامة ضياء الدين الخاقاني: 1933 المحمرة العربية – 2008 النجف الاشرف.

المصدر: شبكة البصرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى