الأخبار

وثائق سرية تميط اللثام عن تاريخ طويل من التآمر

الكيان الفارسي ونزعة التآمر

وثائق سرية تميط اللثام عن تاريخ طويل من التآمر

لا شك أن استهداف الفرس لسيادة الأحواز التي يؤكدها التاريخ القريب المعاصر والبعيد الموغل في القدم ، جاء عبر خطط ممنهجة لها أبعاد سياسیة واقتصادية بإستراتيجيات غربية فارسية تتعلق بمجمل المنطقة ، وسعى الفرس لابتلاع الأحواز بأساليب مختلفة واهمها توجيهات سرية  مغزاها المبطن استهداف المجتمع الأحوازي وجميع مكوناته لهدف السيطرة عليه سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا. وكشفت هذه التوجيهات عبر وثائق سرية سربت تباعا. فأول وثيقة سربت من هذه الوثائق تكشف عن خطط استهداف سيادة الاحواز، وهي وثيقة تحمل رائحة طائفية أرسلت إلى جميع علماء الشيعة الصفويين تستعين بهم ضد الأمير خزعل الكعبي لهدف عزله كمقدمة للسيطرة على الاحواز بتواطؤ بريطانية.

و استمرت المؤامرة الفارسية داخل الأحواز بعد أن آلت لهم زمام الأمور، بأساليب مختلفة لطمس الهوية العربية وتفريس المجتمع الأحوازي ببناء المستوطنات لغرض تغيير التركيبة السكانية ، واعتماد الترهيب لتنفيذ خططهم لإخضاع الإنسان الأحوازي بمحاصرته اقتصاديا بدت في مصادرة الأراضي والتهميش والتشريد….. ، وبتضييق الخناق عليه أمنيا بالاعتقالات والملاحقات الأمنية والإفراط في استخدام العنف وتنفيذ أحكام الإعدام في الساحات العامة….، ولازالت ذاكرة الشعب الأحوازي تستعيد تفاصيل مجزرة المحمرة التي قام  بها مدني بأوامر من أسياده في طهران . وراح ضحیتها المئات من الشهداء والجرحى والمعتقلين وسميت بمجزرة الأربعاء الأسود . وكذلك أيضا التوسع في بناء المستوطنات وتجفيف الأنهر ، وتفريس مناهج التعليم ….

واعتمد أزلام النظام الطائفي في طهران الإساءات العنصرية لإنكار حق الشعب العربي الأحوازي  في أرضه بنعته بأوصاف مثل (الكواولة) وعرب اللسان ، و المهاجرين .. محاولين إلصاقها بهذا الشعب الأصيل صاحب الأرض وهي ما ليس من حقيقته في شيء ، فشأن الفرس في ذلك شأن محاولاتهم اليائسة في تزيف تاريخ المنطقة بأسرها لمصلحتهم . إلا أن  كل محاولاتهم هذه لم تحقق سوى التأكيد على حقيقة كونهم احتلال عابر ولو طال الزمن ترفضه أرض الأحواز قبل إنسانها .

الوثائق التي تتسرب تباعا تكشف عن مدى مؤامرات الفرس ضد الشعب العربي الأحوازي وخبايا سياساتهم في تهجير وتفريس واستيطان لا تعد ولا تحصى وأهم تلك الوثائق وثيقة ابطحي التي تحمل في سطورها خطط المحتل الفارسي  لتفريغ الأحواز من أهلها العرب، وتغيير التركيبة السكانية ، وتلتها وثائق أخرى لا تقل خطورة عنها . فانتفض الشعب الأحوازي بثورته عام 2005 تنديدا بتلك الخطط التي كشفتها الوثائق  المسربة ، لذلك ما شاهدته الأحواز من انتفاضة عارمة التي عمت جميع المدن الأحوازية أحدثت تحولا كبيرا في النضال الأحوازيين في مواجهة المحتل الفارسي، ولا تختصر انتفاضة نيسان على وثيقة ابطحي ، بل الانتفاضة كانت نتيجة لتراكم معانات الشعب وتطور أعمال المقاومة الوطنية طيلة السنين الماضية ، وهذه الانتفاضة كانت القفزة النوعية للقضية الأحوازية إذ فرضتها على الإعلام العربي والدولي .

وفي هذا الأيام التي يعاني فيها النظام الفارسي من أزمات وتوترات داخلية وخارجية صار يتخبط من إثرها ويحرك كل ما لديه من أوراق سياسية التي أصبحت مكشوفة للعالم بأسره ، تسربت مؤخرا وثيقة هامة  وليست الأخيرة صادرة من مرشدهم خامنئي يأمر فيها بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ما سماهم بالمعارضة . وهذا يعني أن الحراك السياسي والإعلامي للشعوب الغير الفارسية في الداخل والمنفى أصبح مؤثرا ومهددا للنظام الطائفي في طهران، وصاروا بنشاطهم ونفوذهم في المحافل الدولية والإقليمية يشكلون تهديدا لهذا النظام ، لذلك أمر خامنئي بتصفية القيادات والناشطين منهم في الخارج لكي يسكت صوت الحق، ولكن يبدو أن الحقيقة التي لا يعيها هؤلاء هو أن لا مؤامراتهم الدنيئة ولا خططهم الخبيثة قادرة على إسكات صوت الحق  ، لأن قضايا الشعوب غير الفارسية تجاوزت خططهم الإرهابية التي يترصدها العالم . فاليوم القضايا الأحوازية والبلوشية والكردية والتركية أصبحت معروفة من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ، ولا يمكن أن تمر جرائمهم وفق خططهم المدانة سلفا.           

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى