الشعوب غير الفارسية بين سندان وثيقة خامنئي و مطرقة التجاهل الدولي

ليس غريب من دولة طالما صنفها الأحوازيون قبل عقود على أنها دولة تنتهج الإرهاب لتمرير مخططاتها التوسعية في المنطقة و العالم، أن يكشف أمرها عبر وثيقة تتحدث عن توجيهات صادرة من خامنئي لوزير مخابراته حيدر مصلحي لتنفيذ عمليات اغتيال لقيادة التنظيمات الشعوب غير الفارسية المقيمة في المنفى ، إلا ان ما يلفت النظر في هذه الوثيقة هو توقيتها المتزامن مع تفاعلات الربيع العربي التي تجتاح المنطقة كالنار في الهشيم، وطالت بلظاها أعتا أنظمة القمع العربية ، منهم من احترق في أتون هذه الثورة المباركة ومنهم من ينتظر. ما يعني أن النظام الفارسي إستشعر الخطر الذي يهدد -ليس فقط- مشروعه التآمري على شعوب المنطقة بل يهدد أيضا وجوده ككيان ، لذا بدت مبادرته الإرهابية هذه وكأنها خطوة يشوبها ما يمكن وصفه بتخبط من فقد الصواب وأخذ على حين غرة ، علها تحول دون وقوع الواقعة التي ستأتي على كامل أحلامه، لأن النظام السوري حليفه الإستراتيجي وامتداده التآمري على الوطن العربي كان أبرز الذين طالتهم نيران الثورة العربية . لذا دق ناقوس الخطر في عاصمة الإرهاب و الدجل طهران خوفا من أن يتحول هذا الربيع العربي إلى خريف فارسي بعد أن بدأت تحركات مكثفة للقوى الوطنية الأحوازية و الكردية و الاذرية و البلوشية لتهيئة الشعوب المحتلة كي يواكبوا التطورات التي تعصف بالمنطقة وتبشر بتحولات جذرية لصالح شعوب المنطقة.
الوثيقة تكشف جانب من التخوف و التخبط الفارسي لمجريات الأحداث في المنطقة، في الوقت الذي يبدو فيه الموقف الدولي أكثر حزما لاتخاذ التدابير اللازمة في وضع حد لتعنت الدولة الفارسية ومراوغاتها بشأن ملف برنامجها النووي المثير للجدل لتكتمل ملامح الصورة التي بثت الذعر في أوصال النظام ، و لعل هذا التخوف أصبح واقعا بعد ما تعرضت له الدولة الفارسية قبل أيام لحادث الإنفجار الكبير الذي طال أحد مقرات الحرس الثوري و أهم شخصية في الحرس الثوري و الذي يعد أب برنامج الصواريخ البالستية و هو ما يؤكد ان الحدث لم يكن عرضيا بل كان مخطط له و مدروس بدقة .
حادث الانفجار في طهران لم يكن الأخير بل رافقه إنفجار هائل في مدينة أصفهان و هو ما جعل بعض الخبراء يتحدثون عن بدء المواجهة التي هدد بها الغرب إذا لم تلتزم الدولة الفارسية بالتزاماتها الدولية بخصوص ملفها النووي. هذه الإنفجارات و ما سبقتها من تصفيات لبعض العلماء النوويين يكشف و بوضوح عن مشروع غربي مخابراتي لمواجهة المشروع النووي الفارسي الذي أصبح يقلق الغرب قبل الجيران وهو تخوف مشروع لِما لهذه الدولة المارقة من سجل عريق في الجرائم الإرهابية لتمرير مخططاتها و مشاريعها التوسعية .
الغرب و العالم العربي اليوم أصبح أكثر معرفتا و فهما لحقيقة الدولة الفارسية و هو ما يتطلب بذل المزيد من الجهود لوقف الجرائم البشعة التي ترتكبها هذه الدولة بحق الشعوب المحتلة كما يتطلب الوقوف إلى جانب هذه الشعوب و دعمها للقضاء على المخاطر التي تشكلها هذه الدولة على المجتمع الدولي، فلا يعقل أن يصمت العالم على ما جاء في هذه الوثيقة و هي دعوة صريحة لممارسة إرهاب دولي لأن العديد من قيادات التنظيمات يتواجدون على الأراضي الأوروبية و الأمريكية و تصفيتهم على تلك الأراضي كما أمر خامنئي هو تعدي على سيادة الدول و التشجيع للفوضى و تهديد الإستقرار فيها.