حال الأسرى في المعتقلات الفارسية

أن تكون معرفة الحقيقة هو الشرط اللازم لتحقيق العدالة يعتبر من المسلمات التي تنص عليها المواثيق الدولية ، إلا أنه من الغريب والمستهجن من الفطرة السليمة أن يكون الحصول عليها أي(الحقيقة) عنوة بالتعذيب وبمخالفة كافة الشرائع التي تصون شروط العدالة . ولكن هذا الاستغراب والاستهجان لا يلبس أن يزول إذا كان الأمر في واقع تكون القاعدة فيه استثناءاً والاستثناء قاعدة ، فالواقع واقع احتلال ، القاعدة فيه تزييف الحياة وتزوير التاريخ ، فما بالك بالعدالة التي تنافي وجودهم كمحتلين .
فمن الإفراط في المثالية أن نتوقع أو نطلب ما ليس فيهم . ولكن أملنا يظل قائما في مخاطبة الضمير العالمي وإسماعه صرخات الشعب الأحوازي في ظل الاحتلال الفارسي ، علّنا نجد فيه بعض من العدالة التي عزت على شعبنا وهو ينتظره من المجتمع الدولي .
فواقع السجون في الأحواز السليبة لا تتوفر فيه أبسط الشروط التي يمكن أن تتوفر في سجون أكثر دول العالم انتهاكا لحقوق الإنسان .
فالسجين الأحوازي في السجون الفارسية يجد الرحمة في الموت ليكون نسيا منسيا من ما يجده من عذاب جسدي وضغوط نفسية … ولا يمكن لنا أن نحيط بكل ما ترتكبه سلطات الاحتلال الفارسي من جرائم ضد الإنسانية في الأحواز المحتلة كسجن كبير يعاني فيه الشعب الأحوازي ، وواقع الحياة في السجون التي تضم عشرات الآلاف من الأحوازيين لا لجرم ارتكبوه سوى كونهم أحوازيون . هذا عدى عن مناظر المشانق وعمليات الإعدام ، والمعوقين خريجي السجون الفارسية الذين أصيبوا بعاهات مستديمة أصبحت كلها مناظر مألوفة في المدن الأحوازية.
فهذه صورة للمواطن الأحوازي المناضل عيسى مهدي الفاخر بعد أن منّ الله عليه بالخلاص من الأسر الفارسي بثمان أشهر تظهر مدى بشاعة المحتل الفارسي وآثار التعذيب التي لم تمحيه طول المدة الزمنية ولا العلاج الطبي.