دولة الاحتلال الفارسي تجفف أهوار الأحواز

تفيد المعلومات الواردة من الأحواز المحتلة أن أهوار الأحواز تواجه أزمة جفاف حادة كما حصل للأنهر في الأحواز بسبب سياسات المحتل الفارسي التي طبقها لقتل الحياه في هذه الأرض، و من يرى الأهوار والأنهر الأحوازية اليوم سيرى الفرق الشاسع بينها وبين ما كانت عليه سابقا.
فحاول المحتل الفارسي من خلال بناء 22 سد على الأنهر الأحوازية أن يغير مجرى الأنهر إلى المحافظات الفارسية الأخرى بالرغم من إعتراض الشعب على هذه السياسات إلا أن الدولة الفارسية لم تهتم برأي الناس فقد كان هدفها هو الإستفادة قدر الإمكان من أرض الأحواز قبل أن تضيع ويسطع نور الحرية عليها.
و هذا الجفاف الذي حل بالأنهر الأحوازية أثر بشكل مباشر على الأهوار في الأحواز، حيث إنها تتغذى من تلك الأنهر مثل نهر الكرخة وكارون، لذا أي جفاف سيؤثر على هور الفلاحية وهو العظيم الذي يعتبر من أكبر الأهوار في كافة جغرافيا ما تسمى بإيران، ولكن بسبب سياسات المحتل الفارسي أصبح وضع تلك الأهوار متدهور جدا، فالمحتل الفارسي بات يأتي بحجج مختلفة لتدمير الأهوار التي تحتوي على نباتات، طيور، أسماك وحيوانات نادرة جدا كالحجة التي أتبعها قبل أعوام وهي شق طريق رئيسي وتطبيقه أدى إلى إقتطاع قسم كبير من هور الفلاحية وأيضا هور العظيم. هذا إضافة إلى إكتشاف النفط في تلك االمنطقة وأيضا تقطيع أوصال هور العظيم وتقسيمه إلى أحواض صغيرة بحجة منع إنتقال المياه إلى الجانب العراقي –علما بأن ثلثي هور العظيم يقع في العراق و3/1 في الأحواز-
كل تلك الحجج كانت سببا في الأزمة التي تواجهها الأهوار اليوم، فبسبب تطبيقها قلت مساحة هور الفلاحية بشكل كبير أي وصلت إلى 327.765 الف هكتار بعد أن كانت مساحته تبلغ 450 الف هكتار ويحتوي على أكثر من 200 نوع من انواع الكائنات البرية والمائية النادرة ولكن تعرضت وتتعرض هذه البيئة للتدمير بسبب صب مجاري شركات قصب السكر فيها عن طريق قناة كبيرة، صب مجاري الصرف الصحي للمدن والمصانع فيه، عبور أنابيب النفط من داخل الهور، طمر نفايات المدينة، تأسيس مصنع الفولاذ. وأما أكبر كارثة بيئية حصلت لهور الفلاحية هي عندما قامت بلدية مدينة عبادان في اكتوبر 2004 بإستخراج 35 الف متر مكعب من مخلفات النفط من الأرض وصبها فيه، هذه تعتبر من أهم الأسباب التي أدت إلى تدهور وضع هور الفلاحية.
ولكن هور العظيم فكانت تبلغ مساحته 500 الف هكتار وتقلص هذا العدد إلى 300 الف هكتار، أيضا بسبب التدمير الذي يواجهه من قبل الدولة الفارسية و يوجد في هور العظيم العديد من الكائنات المائية والبرية كالدلافين، البط الرخامي وغيره وأيضا يوجد فيه 12 نوع من أنواع السمك.
وتعتبر الأهوار من أهم المناطق البيئية بسبب إحتوائها عدد كبير من الكائنات البرية والمائية النادرة إضافة إلى ذلك تتميز هذه البيئة بميزات كثيرة منها: تساعد في تنقية الجو من خلال جذب الذرات الترابية المعلقة، منطقة مهمه لإجراء الدراسات العليمة حول البيئة وايضا تعتبر إحدى أهم المناطق لجذب السياح و مصدر رزق الكثير من المواطنين الأحوازيين.