شعر و أدب

الطريق إلى الجنة

 

ليلةٌ
يسودها الظلام ويشتدّ فيها الدُجى كل حين ، حيث لا يوجد في قاموسها مفهوم لطلوع
الشمس..

وفي
تلك الليلة ، امرأة شهيدٍ، كباقي النسوة من أخواتها في الوطن ، لها فتىً إسمهُ
” حَسَن ” ، الذي فقدَ أباه و هو رَضيع

وفي
كل ليلةٍ قبل المنام ، يسئلُها عن كل شئ بــلماذا وكيف وماذا وأين!!!!!

 إلّا إنها
فوجأت في تلك اليلةُ وهاجت عبراتها ، حيث سألها وصوته يعزف على وتر الحزن و يشدو
الأسى..

اُماه
.. اُماه … أين أبي؟؟!..

وسال الدمع واحمرّت وجنَتاه

!! ونظرت  اليه
ومعالم الحزن تبدو في نظراتها وكأنها صرخات مدوية

.. فيا لهفي لها بما ولهت

فتمالكت
نفسها وأوقفت ذرف الدموع وأجابت عن سؤاله قائلةً:

….. يابني .. أن أباك في الجنة

وقال
حسن يا اماه ! أين هي الجنة ؟ هل أنها نائية !!؟ كيف وصل اليها أبي ؟ وهل لي أن
اتّبعُه ؟ إني جزوعٌ لرؤيته..

لا
أخاف وحشة الطريق واتحداه مهما كان وعر!!…

!!!! أم أن لا سبيل الى الوصال ؟

فأجابته
والدمع مدراراً وقالت يا بني..

يا
حسن .. هنا ارضك الأحواز .. عرين الأسود والمكارم والجود..

لا
تبعد الجنة عنها سوا خطوات..

.. وهي أن ترفض الذل وتنتفض بوجه الظلم والطغيان

وأن
تفخر بعروبتك وأن تعرف أنك جزءاً لا يتجزأ منها..

 وأن خليجك
الخليج العربي..

.. وإخوانك في العراق

.. وأعمامك  في
الكويت

.. وأخوالك في الامارات

.. وأجدادك في اليمن

 وانصارك في
السعودية…

 واصدقائك في
الاردن ولبنان…

.. و رفاقك في سورية

.. وأعدائك خلف جبال النار هذه

.. لا راية سلمٍ لك معهم حتى أن يسلموا

فها
هو سبيل  وصالك الى الجنة ..وهنيئاً لك
الجنة حينها..

فابتسم
حسن وقال فرحاً مبتشراً..

.. اُماه

.. اُعِدّي لي العُدةَ يا اُماه

.. فإني سوف أذهب غداً

الصبح..

 اليس الصبح بقريب!!!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى