الأخبار

سبق:”الأحوازيون” في رمضان: موائد وقرقيعان.. و”المحيبس” سيدة المشهد

الأحوازيون يصلون التراويح سراً ويصومون ويفطرون مع السعودية

لا تختلف كثيراً عادات شعب الأحواز العربي في إيران عن بقية الشعوب العربية؛ إذ يحرص الأحوازيون على إعداد موائد إفطار الصائمين الجماعية، واستغلال ليل الشهر الطويل في العبادة وصلة الرحم.

ويحرص الكثير من أبناء الأحواز في هذا الشهر على ارتداء الزي العربي، كما يستغلون وقت الفراغ في بعض الألعاب الجماعية، خصوصاً لعبة “المحيبس”، متحدين ما تواجهه هذه اللعبة من رفض سلطات الاحتلال لها، واعتقال من يمارسها، نحو تصرفات يهدف بها المحتل لتغيير هوية أبناء الإقليم الثقافية.

 دخول وخروج الشهر

ويحرص الأحوازيون على إحياء سنة الترائي، إذ لا يلتزمون بما يعلن من دولة الاحتلال الفارسية، فإن لم يتسن لهم رؤية الهلال فيصومون على الإعلان الصادر من المملكة العربية السعودية، إذ تقرع الطبول طيلة الليلة الأولى من الشهر؛ لإعلام الناس هناك بدخول الشهر.

كما ينظم الأحوازيون احتفال “القرقيعان” في ليلة الرابع عشر من شهر رمضان المبارك، وهو شبيه بما يتم خلال ليالي العيد في بعض الدول الخليجية من مسيرات الأطفال وتوزيع الهدايا والحلويات والمكسرات عليهم.

ويفطر الأحوازيون كذلك على رؤية هلال شهر شوال أو مع السعودية بنفس طريقة دخول الشهر، إلا أن الإفطار يكون أحياناً سراً دون احتفال بالعيد في حال اختلف الإعلان بين الدولتين؛ حتى لا يقعون تحت عقاب الدولة الفارسية القمعي تجاه تلك التصرفات.

 الإفطار والسحور

يحرص الأحوازيون على إعداد موائد الإفطار الجماعية للصائمين، ودعوة الفقراء والمحتاجين، وتكون المائدة في الغالب على مرحلتين: إفطار أول وإفطار ثانٍ يفصلهما صلاة المغرب، ويحتوي القسم الأول على التمر أو الرطب والماء واللبن واللقيمات، فيما يحتوي القسم الآخر من الإفطار على الشوربة والطواجن مثل مرق البامية، وهي الأكلة الشعبية عادةً في رمضان، إضافة إلى بعض الحلويات مثل الفرني أو المحلبية، أما في السحور فيحرص الكثير من الأحوازيين على أكل السياح (يصنع من طحين الأرز) مع القيمر أو البيض.

 صلاة التراويح

تؤدي الطائفة السنية في الأحواز صلاة التراويح سراً في منازلهم بسبب تضييق سلطات الاحتلال عليهم، ومنعهم من أداء الصلاة، وذلك في إطار خطط الملالي الرامية إلى ممارسة المزيد من التضييق والقمع العرقي في الأحواز، خصوصاً لعروبتهم مقارنة ببقية الأقاليم المحتلة كبلوشستان وكردستان، إذ يحذر جهاز الاحتلال الإيرانى سنوياً مشايخ أهل السنة هناك باعتقالهم إذا ما تجاوزوا هذا القرار.

 المحيبس

يحيي الأحوازيون أوقات فراغهم في ليالي شهر رمضان، ببعض الألعاب الجماعية، وأهمها لعبة “المحيبس” المشهورة في العراق كذلك، إذ يجتمع العشرات من الشباب والمسنين للعب، ويتقسمون إلى فريقين، وأحد الفريقين يستخدم خاتماً “محبساً” يخفيه في إحدى كفوف أيدي الفريق، ثم على الفريق الثاني كشف المحبس.

ويتخلل هذه اللعبة قصائد وأهازيج شعبية، كما يتم تقديم الشاي والقهوة والعصير وبعض المأكولات الشعبية، ويأتي حرص الأحوازيين على تحدي قمع المحتل لهذه اللعبة وإقامتها في جميع قرى ومدن الأحواز لأنها تميزهم عن الفرس، وتعتبر جزءاً من التراث الأحوازي.

مشاري الحنتوشي

المصدر:صحيفة سبق الإلكترونية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى