الأحواز في الإعلام العربي

سبق:

"سبق" تستعرض صفحات من المدينة الصامدة بعد حادثة التسمم

أعادت حادثة التسمم الجنائي لـ ٦٠٠ مواطن عربي أحوازي بينهم أطفال، والذي نشرت "سبق" تفاصيله الليلة الماضية، قلعة كنعان لمشهد النضال الأحوازي القائم، مواصلةً صمودها أمام التمييز العنصري والممارسات اللاإنسانية من جانب حكومة الملالي ومخابرته المتهمة في تدبير الحادثة.

وجاء هذا الحادث ليعطي دلالات واضحة كما يصفها الثوار الأحواز، على تمييز نظام الملالي العرقي تجاه العرب عموماً شيعة وسنة، الأمر الذي يضع علامات الاستفهام حول تأييد بعض الشيعة العرب خارج إيران لهذا النظام العنصري العرقي تجاه شعبه غير آبه بالنسبة الكبيرة للشيعة العرب ضمن تركيبة السكان في البلدة المتضررة من الحادث.

"سبق" تستعرض صفحات من تاريخ "قلعة كنعان" وهي إحدى البلدات الأحوازية، وتبعد 12 كيلومترا شرق الأحواز العاصمة. وتتبع إداريا لقضاء كوت عبدالله، هذا القضاء الذي اقتطع مؤخرا من الأحواز العاصمة في إطار تغيير التركيبية السكانية للأحواز.

وتقطن هذه البلدة عشائر عربية معروفة مثل: الزرقان، البوبالد، العمور، السميرات، النواصر، الخنافرة، حزبة، البوشوكة، الغرابات، السميرات والمجدم، وتعود في نسبها إلى قبائل عربية عريقة منها قبيلة كعب المنتمية إلى كعب بن عامر بن صعصعة من بطون هوازن، وقبائل تميم وجهينة وتغلب والأشراف وغيرها.

ويقدر عدد سكانها بأكثر من 30 ألف نسمة كلهم عرب أقحاح، وسط امتناع الدولة الفارسية عن ذكر هذا العدد أو إعطاء إحصائية حقيقية، إذ ما زالت تعتبرها قرية، وتصر على التكتم عن الإحصائية الحقيقية حتى لا تصبح بلدة أو مدينة فيستلزم ذلك بعض الواجبات الإضافية على عاتق الدولة الفارسية تجاه سكانها.

وتعود تسمية "قلعة كنعان" إلى الشيخ كنعان الناصري الذي كان يملك بيتا كبيرا فيه العشرات من الغرف. وكانت القرية صغيرة وتسكنها العشرات من الأسر الأحوازية، لكن بعد أن بدأت الحرب الفارسية ضد العراق هاجرت المئات من العوائل الأحوازية من مدينتي عبادان والمحمرة قراهما إلى قرية قلعة كنعان.

وتوسعت القرية ودبت الحياة فيها أكثر من السابق وانتعشت الزراعة والتجارة والصناعة فيها. وبعيد انتهاء الحرب الفارسية الجائرة ضد العراق رجعت بعض العوائل الأحوازية إلى مدنها وقراها، ولكن الجزء الأكبر منها فضل العيش في قلعة كنعان.

ومن الشخصيات المعروفة في بلدة قلعة كنعان الشاعر الأحوازي المعروف وداعة البريهي، والشاعر حسن البريهي، والشاعر الوطني أبو سمير الناصري وشاعر عاصفة الحزم أحمد سبهان الذي اعتقل بعدما أيد عاصفة الحزم وامتدح الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ويشتكي قاطنو بلدة قلعة كنعان من إهمال حكومي متعمد وسياسة عنصرية واضحة تستهدف الأحوازيين وهويتهم. كما تعاني البلدة من عدم وجود مرافق خدمية، إذ لا يوجد فيها مراكز صحية لمعالجة المرضى وإسعاف حالات الطارئة، ولا توجد فيها مدرسة للمرحلة الثانوية، وإضافة لذلك شوارعها غير معبدة والنفايات تملأ شوارعها.

وتقع قلعة كنعان بالقرب من "شركة فولاذ" – أكبر شركة في شرق الأوسط-، ولكن أبناء القلعة لم يجنوا من الشركة العملاقة سوى التلوث البيئي وازدياد الأمراض الرئوية وتفشي البطالة بينهم.

من جهته، أشار حميد الكعبي، عضو اللجنة التنفيذية لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز إلى أن العدو الفارسي ينتهج سياسية الضغط الاقتصادي على ساكني هذه البلدة حتى يدفعهم لهجرها وتركها إلى أمكان أخرى. فبعد ذلك يسهل على العدو توطين غير العرب فيها والقضاء على عروبتها.

وأضاف الكعبي في حديثه لـ "سبق" إلى أن سياسة "القمع الاقتصادي" معتمدة عند الاحتلال الفارسي ومارسها في العديد من المناطق الأحوازية، واليوم يمارسها على قدم وساق في هذه البلدة. مشيراً إلى أن معاناة الأحوازيين في قلعة كنعان لا تقتصر على الظروف الاقتصادية المزرية بل الدولة الفارسية تضيق عليهم أمنيا وخدميا وتمارس القمع والتنكيل تجاههم.

وتابع الكعبي: "تعتبر قلعة كنعان من أهم المناطق الثائرة والمناوئة للاحتلال الفارسي وينتشر بقوة الفكر الوطني الأحوازي في هذه البلدة، كما أن قاطنيها يتوزعون بين أتباع مذاهب أهل السنة والجماعة وبين الشيعة العروبيين، وكلهم يرفضون الاحتلال ويؤيدون الدول العربية ومواقفها في الصراع الجاري في المنطقة، ولا سيما مواقف المملكة العربية السعودية وقراراتها".

وأردف: "إذ كان تأييد أبناء قلعة كنعان واضحا لعاصفة الحزم وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وذلك من خلال قصيدة ألقاءها شاعر عاصفة الحزم الأحوازي العروبي أحمد سبهان الحزباوي تؤيد قيادة المملكة وقراراتها وتحركاتها تجاه أعداء الأمة وخاصة الدولة الفارسية".

ولفت الكعبي إلى أثر المواقف الصريحة والمعلنة لأبناء القلعة ضد العدو الفارسي، بما عاشت فيه البلدة من حملة مداهمات واعتقالات جماعية، كما أن البلدة أعطت شهداء في سبيل القضية الأحوازية منهم الشهيد مهدي النواصري والشهيد عبدالرضا النواصري اللذين تم إعدامهما في عام 2006م على الملأ العام في الأحواز العاصمة.

يذكر أن البلدة قد تعرضت مساء أمس الأول إلى هجمة بغاز الكلور السام مما أدى إلى انتشار حالات التسمم بين المئات من الأحوازيين في هذه البلدة إذ أكثر من 600 أحوازي نقلوا إلى مستشفيات الأحواز العاصمة.

وعلى خلفية هذا الحادث قال شهود عيان أحوازيون إن أشخاصا مجهولين ومقنعين أفرغوا قنينات غاز الكلور في أطراف البلدة ثم لاذوا بالفرار، وسط غياب التفاعل من الشرطة والإسعاف مع بلاغاتهم، إذ قطعوا ١٥ كلم في ٤ ساعات، الأمر الذي وجه أصابع اتهام القوى الأحوازية للمخابرات الفارسية في تدبير الحادث.

مشاري الحنتوشي

المصدر:سبق

سبق3

سبق2

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى