الأخبار

كلمة حركة النضال العربي في مجلس الشيوخ الإيطالي

السادة الكرام أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من دواعي السرور والغبطة، أن تتاح لنا فرصة التحدّث أمام مجلسكم الموقّر، مجلس الشيوخ الإيطاليّ الذي يعتبر من أعرق المجالس التي تصون الديمقراطية والحكم الرّشيد في عالمنا، في وقتٍ تعجّ فيه المشاكل السياسية، والأزمات الاقتصادية، والحروب المدمّرة، حيث تتحكم قوى عالمية، بمصير الشعوب الأخرى، حيث نأت إيطاليا بنفسها عن خوض غمار الحروب والصراعات، وعرف عنها إيثارها للسلام في حلّ النزاعات ، ونجدة المتضررين من أثر الحروب والكوارث الطبيعية، وهذا خير دليلٍ على التوجّه والمكانة التي تتمتع بها دولتكم الكريمة، في الحفاظ على السلم العالمي.

السادة أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالى

إنه لشرفٌ عظيم أن نصل بنضالنا وجهودنا الدؤوبة من أجل حرية وكرامة شعبنا، أن نقف هذا الموقف التاريخي، لمخاطبة مجلسكم الموقر، فهو مكسبٌ حقيقي كبير لصالح قضيتنا، فهو يشكّل نقلة نوعية لنضالنا الوطني، لما لمجلسكم من تأثير على السياسية الدولية.

إنّ شعبنا الذي أبتلي منذ عام 1925 باحتلالٍ بغيضٍ من قبل الدولة الإيرانية بمساعدةٍ بريطانية، توقف منذ ذلك التاريخ، عن حياته الطبيعية، وبات رهين صراعٍ مستمرٍ لحماية نفسه، بعد تعرّضه لحملات إبادةٍ جماعية، وذاق صنوف الانتهاكات بحقوقه المدنية والإنسانية، فضلا عن محاولة إلغاء تاريخه كشعب عاش آلاف السنين على أرضه، وأنشأ خلالها حواضر وآثار ثقافية ما تزال شواهدها باقية حتى الآن، تحمل فيها هوية تميزه عن الشعب الفارسي.

يعاني شعبنا من كلّ أشكال الظلم والقهر، حيث فرض المحتل بالحديد والنار، وجوده فوق أرضنا، وخلال تعاقب أنظمة حكمه الديكتاتورية، كان نصيب شعبنا هو الأكبر في إراقة الدم وإشاعة الرعب والموت في كلّ مكان، أمّا دساتير وقوانين هؤلاء الحكّام، فقد حاولت كسر إرادة شعبنا، وإخضاعه لطاعتهم والولاء المطلق لهم، دون مراعاة لأبسط الحقوق.

ولم يشذّ الخميني عن هذه القاعدة، رغم شعاراته عن الحكم باسم الإسلام، والقول بنشر العدل والمساواة، والعمل بمبادئ الإسلام السمحة، فقد تبيّن خداع الخميني للشعوب المضطهدة المنضوية تحت خارطة إيران السياسية، بعد أن استبشروا خيرا بشعاراته، فسرعان ما افتضح أمره، عندما أنكر على الأحوازيين حقهم في المطالبة بحقوقهم بطرقٍ سلمية، بعد وعوده لهم، بتقرير مصيرهم ، وهكذا قام بارتكاب مجزرة المحمرة وعبادان، والتي راح ضحيتها أكثر من 300 مواطنٍ أحوازي والمئات من الجرحى والآلاف من الأسرى ، وكانت هذه بعد أشهرٍ قليلة من انتصار الخميني ووصوله إلى سدّة الحكم.، واستمرت هذه الأعمال الإجرامية عبر عقود في سلسلة طويلة من القتل والتنكيل والتشريد للأحوازيين.

السادة أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي

من المفارقات التي يعيشها الشعب الأحوازيّ، هي أنه مصنفٌ ضمن الشعوب التي تعيش تحت خط الفقر، وهذه حقيقة تؤكدها المنظمات والهيئات الدولية المعنية، ولكن الحقيقة التي يتجاهلها الجميع، هي أن الشعب الأحوازي يعاني الفقر والجوع فوق أغنى أرضٍ تزخر بالثروات الباطنية والموارد الزراعية، والثروات البحرية… وغيرها.. ويمكن تقدير ثروات الأحواز إذا علمنا أن 85% من الدخل القوميّ للدولة الإيرانية، تأتي من الأحواز، فالدولة الإيرانية التي تعرف بأنها دولةٌ نفطية، تعتمد على حقول النفط والغاز المستخرج من الأراضي الأحوازية بمعدل 90%، هذا بالإضافة إلى الإنتاج الزراعيّ والثروات البحرية، فكيف يستقيم المنطق أن يصنف شعبٌ يمتلك كلّ هذه الثروات بأنه من أفقر شعوب الأرض؟

إذا هي سياسة التفقير الممنهجة التي تتبعها دولة الاحتلال الإيراني، لإجبار شعبنا على الخضوع، فلم تتوقفْ هذه الدولة عن مصادرة الأراضي الزراعية من الأحوازيين، لإجبارهم على الهجرة، واستخدمت سلاح المياه، بتجفيف أنهار الأحواز الوافرة، والتي يعتمد عليها الأحوازيون في الريّ والشرب، من خلال إقامة السدود، وحجز المياه خلفها صيفا، وفتح منافذ السدود شتاء لإغراق الأحوازيين بالسيول، وبينما تستجرّ المياه للمناطق الفارسية في الشمال، فإن الشعب الأحوازي يعاني من العطش والجفاف.

وبالرغم من كل هذه التجاوزات والإنتهاكات، بحق الشعب العربي الأحوازي، فإن شعبنا لم تثبط عزيمته وهو يتابع نضاله لانتزاع حقوقه المشروعة، ويوثق هذه الجرائم الشنعاء لتبقى حية في ذاكرة الأجيال، لأن القصاص العادل للضحايا، أحد أبرز أهدف نضالنا من أجل العدالة والحرية والعيش الكريم.

ونحن على ثقةٍ تامّة، بأن دوام الحال من المحال مهما طال الزمن، وما تشهده منطقة الخليج العربي، من تهديدات وفي مقدمتها الأحواز، تحمل معها بوادر النهاية لإرهاب النظام الإيراني.

السادة الكرام أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي

نحن في حركة النضال العربيّ لتحرير الأحواز، وبالتحالف مع الشعوب غير الفارسية التي تشاركنا المعاناة التي يعيشها شعبنا في دولة الظلم والفصل العنصري، نتطلع أن نصل بدعمكم وبدعم كل القوى الداعمة لإشاعة الأمن والسلام حول العالم، إلى إقرار حقّنا في تقرير المصير، وأن تتاح لنا فرصة اختيار ما يناسبنا من خياراتٍ تضمن حرية وكرامة شعبنا، والمدخل لذلك هو دعمكم لنا في المحافل الدولية، والدعوة إلى فتح ملف قضية شعبنا والشعوب غير الفارسية.

نحن لسنا دعاة حربٍ واستخدام العنف للوصول إلى حقوقنا، بل نناضل بالطرق والوسائل السلمية للوصول إلى حقوقنا. ونطمح أن يمهد لنا الطريق إلى ذلك بدعمكم ومؤازرتكم الكريمة.

شكرا لإتاحتكم لنا هذه الفرصة العظيمة، وشكرا لاستماعكم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى