الأخبار

مذكرة لجنة الأمن القومي العربي في المؤتمر السياسي الأول لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز

” أحوازنا”

تقدمت لجنة الأمن القومي العربي المعينة من المؤتمر بمذكرة تتضمن بما تم النقاش حوله بخصوص الأمن القومي العربي وكيفية مواجهة خطر الدولة الفارسية ودعم القضية الأحوازية. قرأ المذكرة الدكتور ضرغام الدباغ.

إليكم نص المذكرة :

“تمتد الأحواز العربية المحتلة، والتي تعد امتدادا جغرافيا وبشريا طبيعيا للوطن العربي، على مساحة تصل إلى 375 ألف كيلومتر مربع، على الضفة الشرقية للخليج العربي، وحدودها من مدينة عيلام شمالا إلى مضيق باب السلام (المسمى زورا وبهتانا مضيق هرمز) جنوبا، ويصل تعداد الأحوازيين إلى أكثر من عشرة ملايين نسمة من العرب الأقحاح.

على الرغم من عدم تبلور مفهوم الدولة الوطنية القُطرية في الوطن العربي بصورته النهائية، والذي حرصت الدول الاستعمارية على تضمينه قنابل موقوتة قُبيل رحيلها عن الوطن العربي، تشمل التأسيس لمشكلات طائفية واجتماعية، مثالا تفضيل بعض الأقليات والعرقيات، وبما أدى لاحقا إلى صعوبة التأسيس لحكم القانون والمؤسسات.

كانت النتيجة في مرحلة لاحقة، أن وصلت إلى سدة الحكم أنظمة فاشية آثرت أنظمتها الحاكمة مصالحها الضيقة على مصالح الشعوب، وسخرت كل مقدرات الدولة من أجهزة أمنية واستخباراتية لحماية ذواتها، وبصرف النظر عن التبعات الدامية على الكيانات الوطنية، مما أدى إلى ثغرات بنيوية يسهل على أعداء الأمة العربية، ومن ضمنهم الدولة الفارسية، اختراقها.

لقد تطور مفهوم الأمن القومي من معناه التقليدي بحيث لم يعد يقتصر فقط على الأمن العسكري والاستخباراتي وتأمين الحدود والأجواء فحسب، بل امتد ليشمل نواحي حياتية أخرى، مثل الأمن الثقافي والاجتماعي والمائي واللغوي.. إلخ.

إن النظر في مفهوم الأمن القومي العربي، وخصوصا في ما يتصل بالأحواز، يتطلب النظر في العقلية الفارسية الحاكمة، والتي لطالما كانت محصورة بين أقوام قوية، ومن ضمنها العرب والترك، ولذا عاش الفرس دائما في حالة عقلية من الخوف من القوميتين القويتين المجاورتين: العرب والترك.

كانت اللغة التركية هي لغة البلاط الفارسي، كما تغيرت اللغة الفارسية بعد الفتح الإسلامي، ولذا يشعر الفرس بالحقد على العرب والترك، ونتج عن ذلك إحساس عارم بالدونية والاستعلاء في آن.

لذا، فإن النزعة العنصرية والنظرة الاستعلائية المهيمنة على العقل الجمعي الفارسي، وبصفة خاصة ضد العرب تعود إلى أحقاد تاريخية، وسعي محموم لإعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها الفتح الإسلامي.

إلا أن المؤشرات السياسية العلمية تدل إلى بداية انحسار البرنامج التوسعي الإيراني.

أما على صعيد العمل الميداني التخريبي في الدول العربية، فقد عملت الدولة الفارسية على الجبهات التالية:

أولا: دعم الأقليات الشيعية في المنطقة العربية، والسعي لتحويلها إلى جهات تدعم المشروع التوسعي الفارسي، وبما يحوّل الولاء من الدولة الوطنية إلى الدولة الفارسية. جدير بالذكر أن تلك المحاولات غالبا ما تفشل نتيجة لتمسك تلك الأقليات الشيعية بعروبتها وانتماءاتها الوطنية.

ثانيا: الدعم المالي غير المحدود لتلك المكونات الطائفية، ولأسباب استراتيجية وإيديولوجية، وبصرف النظر عن المردود المادي المحسوس، ويتجلى ذلك في دعم حزب الله والحوثيين.

ثالثا: محاولة الهيمنة على اقتصادات الدول العربية، وبصفة خاصة الخليجية، عن طريق توطين التجار ورجال الأعمال الفرس في الدول العربية بهدف السيطرة الاقتصادية، علاوة على توطين أعداد غفيرة من الفرس في تلك الدول، وتحويلهم لاحقا إلى طابور خامس يعمل لصالح النظام الفارسي، وضد مصالح الدول العربية. شهدنا ذلك عمليا في مواقف بعض الشخصيات المزروعة في المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية اليمن.

رابعا: استخدام مكونات التنوع الاجتماعي والعرقي والتوزع الديموغرافي في الدول العربية بأساليب خسيسة بهدف زرع بذور الفتن، وشق الصف الوطني.

خامسا: الإساءة إلى التاريخ والحضارة والثقافة العربية، ومحاولة زرع روح الإحباط والقنوط في أوساط الشباب العربي، لاسيما الأحوازيين، ويستند ذلك إلى تراث عميق من الاحتقار والاستعلاء العرقي الفارسي ضد العرب، وأكبر دليل على ذلك أن الملحمة الشعبية الأشهر لدى الفرس “الشاهنامه” ليست إلا مجرد منشور عنصري لاحتقار العرب.

من منظور تاريخي، عقدت الدولتان العثمانية والفارسية ستة عشر معاهدة عدم اعتداء، لكن الدولة الفارسية لطالما نقضت العهود، ولاحقا تعاونت أنظمة الحكم الفارسية مع الدول الغربية، وتحالفت معها ضد العرب، وتمثل ذلك جليا في بدء المرحلة الاستعمارية للوطن العربي، حيث تحالف الفرس مع البريطانيين، وكانت ذروة التعاون المأثوم في تسليم البريطانيين الأحواز للشاه رضا بهلوي.

في المرحلة الراهنة، نجد أن الدولة الإيرانية التي يهيمن على مقدراتها الفرس، تسعى دائما لتصدير أزماتها، ويعد ذلك محورا تكتيكيا تلجأ إليه دائما في اللحظات الحرجة، فنجد على سبيل المثال وليس الحصر، أن الضغط المتزايد على النظام الفارسي في ثورة الأحواز سنة 2011، قد أدى إلى سعيها لاصطناع أحداث دامية شهدتها مملكة البحرين.

إن سعي الدولة الفارسية لاستخدام الورقة الطائفية، والادعاء الزائف بمظلومية الشيعة في الدول العربية، ليست إلا ذرائع ومسوغات لاختراق الأمن القومي العربي، ولاستمرار الاحتلال الفارسي للأحواز، ولتهديم الوطن العربي، واستعادة حضارة زائلة ما زال الفرس يحلمون بإحيائها من الاندثار.

توصيات

1. دعم الثورة الأحوازية لمواجهة الخطر الإيراني المحدق، وتفعيل دور المقاومة الأحوازية بكافة الوسائل المشروعة في إطار منظومة الأمن القومي العربي.

2. إنشاء مركز دراسات استراتيجية خاصة بإيران.

3. تعزيز العلاقات مع مختلف القوميات والطوائف الموجودة فيما يسمى بجغرافية إيران، وذلك لقطع الطريق على السعي الفارسي لاحتوائها.

4. في مقابل الهجمة الإعلامية الفارسية الشرسة، تأسيس أجهزة إعلامية باللغة الفارسية لمخاطبة كل الشعوب الناطقة بها.

5. تقديم الدعم الإعلامي العربي للأحوازيين، وبصفة خاصة السعي لتوضيح الصورة الحقيقية بأن الأحوازيين، وبهم نسبة كبيرة من الشيعة، يتعرضون للاضطهاد على أساس قومي، وبذلك يتم فضح الزيف والادعاءات الفارسية بحماية الشيعة في كل مكان، ويتطلب ذلك وضع استراتيجية موحدة للعمل الإعلامي العربي الأحوازي في إطار يعلو على التنظيمات السياسية.

6. إقامة روابط وثيقة بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية العربية والتنظيمات الأحوازية، وأن تضغط تلك المنظومات على حكوماتها من أجل الاعتراف بحقوق الأحوازيين، وتسعى لدعم كفاحه بكافة الطرق والأساليب.

7. رصد مساعي الدولة الفارسية لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز، وتوثيق عمليات التهجير والتوطين وإعادة صياغة الخريطة الديموغرافية، وبما يمثل انتهاكا صارخا لمواثيق الأمم المتحدة، وضرورة توثيق تلك الاعتداءات ونقلها بشكل مستمر إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة.

8. الاهتمام البالغ بالمحافظة على الهوية الحضارية والثقافة الشعبية واللغة العربية في الأحواز، وخصوصا في مواجهة محاولات الفرس المستمرة لطمسها، وفرض سياسة التفريس الثقافي واللغوي، وهدفها النهائي (كما هو معلوم) إنهاء القضية الأحوازية على المدى الطويل.

9. معالجة أسباب فشل التواصل السياسي الأحوازي مع الحكومات العربية، وإنشاء منظومة للعمل المرحلي والمستقبلي، وبما يحقق الفائدة للقضية الأحوازية. علاوة على طرح القضية بشكل مستمر على صعيد الجامعة العربية.

10. إعادة النظر والهيكلة الجذرية لأهداف وآليات العمل الأحوازي على مستوى حقوق الإنسان، واعتماد أساليب فاعلة تحقق المطلوب.

11. السعي لتحويل القضية الأحوازية إلى قضية دائمة البحث والعرض على صعيد الأمم المتحدة ومؤسساتها، بطرق التوثيق والنشر والتعريف والحشد والضغط.

12. محاربة الدعوات الضالة للكونفدرالية وغيرها من أساليب الاستخذاء والاستسلام، والتمسك بثوابت نيل التحرير الأحوازي بالوسائل المشروعة، علاوة على مكافحة العملاء والمندسين والجواسيس الذين تحاول الأجهزة الفارسية زرعهم في أوساط المناضلين بهدف نشر البلبلة، وإثارة الفتن بهدف التخريب.

13. التركيز على الضرورة القصوى لوحدة الصف الوطني الأحوازي.

14. اعتبار النظام الفارسي في إيران دولة معادية، لأنها أشهرت العداء ضد الأمة العربية، وليس ضد قُطر عربي بعينه، وهو عداء له صفحاته السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.

15. تشكيل لجان متابعة لمقررات وتوصيات المؤتمر، وتقديم تقارير لقيادة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، ليتم نشرها عبر وسائل الإعلام.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى