#أحوازنا-محللون إيرانيون: التحالف العسكري الإسلامي يهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني
أجمع المحللون الإيرانيون على أن التحالف العسكري الإسلامي الذي أسسته المملكة العربية السعودية في 14 من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري يهدف بالدرجة الأولى إلى مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، مؤكدين على أهمية الدور الإيراني في المنطقة وأن استبعاد إيران وحلفاءها من هذا التحالف يتعارض مع الواقع السياسي في المنطقة على حد وصفهم.
والملفت في الأمر غياب الحديث عن التحالف العسكري الإسلامي في أوساط الساسة الإيرانيين باستثناء التصريحات الهيسترية التي أطلقها اللواء حسن فيروز آبادي رئيس هيئة الأركان القوات المسلحة الإيرانية حيث دعا زعماء الدول الإسلامية المشاركة في التحالف أن يعلنوا براءتهم أمام شعوبهم والعالم من هذا الاتحاد المزيف والمصطنع الذي يدعي محاربة الإرهاب حسب زعمه.
وفي هذا الإطار عمل الإعلام الإيراني على التشكيك بالدور السعودي وأهداف التحالف والسعى إلى إعطاء التحالف صبغة طائفية إذ أنه يستهدف مايسمى بمحور المقاومة والمنظمات والأحزاب الشيعية في الدول العربية والإسلامية.
التشكيك بالدور السعودي في تشكيل التحالف ودوافعه
حاول الإعلام الإيراني التشكيك بالدور السعودي في تشكيل وقيادة التحالف العسكري الإسلامي حيث قال الكاتب الإيراني جعفر بلوري في افتتاحية جريدة كيهان يوم 19ديسمبر/كانون الأول قال: لايمكن للسعودية التي لم تستطع مواجهة عدد من الصحراويين المحاصرين في اليمن، أن تقوم بتشكيل تحالف يدعى محاربة الإرهاب وتدخل في مواجهة ثانية؟! لذا من المستبعد أن تقف السعودية خلف هذا التحالف.
وتابع بلوري أن مهمة هذه التحالف تخدم المشاريع الغربية في المنطقة على حد تعبيره مما يعني أن من شكّل التحالف هي الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي محاولة لتشكيك بالدوافع التي أدت إلى تشكيل هذا التحالف أضاف بلوري أن الهدف من وراء تشكيل هذا التحالف ليس محاربة الإرهاب لأن من يغذي الأفكار الإرهابية هم الوهابيون في السعودية على حد وصفه.
ومن جانب آخر قال المحلل السياسي الإيراني د.حميدرضا عزيزي في مقاله الذي نشرفي موقع تابناك أن بالنظرإلى تركيبة الدول المشاركة في التحالف نرى بعض الدول مثل موريتانيا، بنين والمالديف مقارنة بالأردن والإمارات لاتملك القوة العسكرية التي تؤهلها إلى خوض معارك دولية ضد الإرهاب خارج حدودها.
وأضاف عزيزي أن السعودية تسعى إلى جمع الدول الإسلامية الموافقة لها في إطار تحالف سياسي أكثر مما هو تحالف عسكري مؤثر لمحاربة الإرهاب. وبعبارة أخرى هذا التحالف يظهر رغبة السعودية وادعاءاتها الدائمة بقيادة الأمة الإسلامية من خلال رؤية انتهازية استغلت القلق العالمي من الإرهاب.
ويتابع عزيزي في تحليله ويقول إن تصاعد الانتقادات الغربية للسعودية وحلفائها في محاربة الإرهاب بالمنطقة بسبب عدم مشاركتهم الفعالة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة جعل السعوديين يقومون بهذه المبادرة التي تهدف إلى إبراز الدور السعودي وإظهاره بمظهر المحارب للإرهاب.
إضفاء الطابع الطائفي على التحالف
المحور الثاني الذي حاول الإعلام الإيراني العمل عليه بغية تشويه الصورة الحقيقية للملكة والدول المشاركة في التحالف، هو التركيز على موضوع الطائفية من خلال توصيف التحالف بأنه تحالف سني تكفيري يسعى إلى مواجهة الشيعة في العالم العربي والإسلامي.
وفي هذا السياق قال موقع بولتن الإخباري الناطق باللغة الفارسية والمقرب من الحرس الثوري إن الهدف من وراء تشكيل هذا التحالف سياسي بامتياز، وتسعى السعودية عبر هذه الخطوة إلى الخروج من عباءة التبعية للدول الغربية إلى مربع قيادة العالم السني، ويمكن لمس هذا الأمر من خلال الدول المشاركة في التحالف.
وفي تحليل سياسي نشرته وكالة فارس للأنباء قال د.رضا سراج الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الاستراتيجية إن فكرة تشكيل هذا التحالف تنبؤ بظهور استراتيجية جديدة لإدارة منطقة غرب آسيا من قبل الدول الغربية. وفي هذه الاستراتيجية الجديدة ستعلب السعودية دورا محوريا.
وأضاف سراج في تحليله متهما المملكة بالسعي إلى إقامة دولة سنية في غرب العراق وشرق سوريا لمليء الفراغ الذي سيحصل بعد هزيمة داعش خوفا من سيطرة قوات الحكومة العراقية وقوات الأسد على هذه المناطق.
ويتابع بالقول إنه سيتم إقامة هذه الدولة بالتعاون مع المنظمات التكفيرية المرتبطة بالسعودية والتي تعمل على اضمحلال محور المقاومة-إيران، نظام الأسد وحزب الله والحكومة العراقية-.
ويشير سراج أن من أهداف هذا التحالف التأثير على محور المقاومة وروسيا ويقول: إن هذا المشروع قد تم تداوله خلال لقاء أوباما مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في كمب ديفيد، وكان الهدف تشكيل محور تكفيري مقابل المحور الشيعي في المنطقة؛ للحد من النفوذ الإيراني، وذلك من خلال إشغال المقاومة بحرب سنية-شيعية.
الهدف النهائي للتحالف هو استهداف إيران
في هذا الجانب ركز الإعلام الإيراني على موضوع استبعاد إيران وحلفائها من المشاركة في التحالف واعتبره مخططا يهدف إلى مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة حيث يقول المحلل والكاتب الإيراني د.حميد رضا عزيزي إن غياب إيران وحلفاؤها من التحالف يؤكد على عزم السعودية واصرارها في مواجهة إيران خارج المنظور إقليمي ليكون عبر إطار أوسع وهو العالم الإسلامي.
ويضيف عزيزي علينا بالقول علينا أن لانغفل عن نقطة هامة وهي أن تعريف السعودية للإرهاب لايشمل منظمات إرهابية معروفة مثل أحرار الشام بينما تعتبر المنظمات المدعومة من إيران مثل حزب الله منظمة إرهابية.ومن المنتظر أن نرى في المستقبل القريب باسم محاربة الإرهاب ستتزداد الضغوط على المنظمات المقربة من إيران في دول عديدة.
وفي هذا السياق رأى موقع بولتن أن من بين الأهداف الأصلية لهذا التحالف هو مواجهة النفوذ الإيراني الواسع في المنطقة، وحذر موقع بولتن إن منطقة شرق الأوسط لها وضع حساسا ومعقدا نتيجة تراكم الأزمات فيها فمن هذا المنطلق أن الخطوات الاستعراضية والمتسرعة مثل ماقامت به السعودية خيرا كما يصفها لن يحل هذه المشاكل بس ستزيدها تعقيدا وقد تتحول الفرص إلى التهديدات خطيرة.
محمد حطاب الأحوازي
المصدر: مركز مستقبل الشرق للدراسات والبحوث