تقارير

#أحوازنا –تقرير:تصعيد سياسي فارسي ضد السعودية

"أحوازنا"

أزدادت الهجمة الإعلامية وحِدة التصريحات السياسية والإعلامية في الفترة الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية، بل تعدت ذلك بكثير بعدما هاجمت عناصر من ميليشيا الباسيج السفارة السعودية في طهران ونهبت ممتلكاتها وأضرمت النار فيها، على غرار ما حدث في مدينة مشهد المعقل الثاني لآيات الشيطان إذ اعتدت ميليشيا الباسيج على القنصلية السعودية والحقت الأضرار بها.

وفي إطار التجييش السياسي والإعلامي ضد المملكة العربية السعودية، نشرت وكالة "فارس للأنبار" التابعة للحرس الثوري تقريرا تحت عنوان " مدى صحة فرضية  تغيير الملك السعودي  مبكرا"  ومستندة لتحليل أحد الخبراء الروس. وفي هذا التقرير زعمت أن خادم الحرمين الشريفين يسعى إلى تغيير هيكلية انتقال الحكم في المملكة (من الأخ إلى الأخ) إلى هيكلية جديدة (من الأب إلى الأبن) حتى يرث أبنه الأمير محمد الحكم. ولكنها لم تسند هذه الادعاءات بأي دليل منطقي لكي يقتنع بها القارئ.

وقالت الوكالة إن الملك سلمان يعاني من مرض الزهايمر مما أفقده قدرة اتخاذ القرارات حتى في أبسط القضايا السياسية.  ادعت هذه الوكالة  إن  وسائل إعلام قطرية وإماراتية ذكرت في تقاريها أن الملك سلمان لا يتمتع "بصحة جيدة" مما دفع بشيوخ السعودية أن ينعتوه "بالملك الأب". ولكنها لم تحدد أسم الوسائل الإعلامية ولم تذكر ما المقصود "بالملك الأب" في حال تم استخدام هذا المصطلح في الإعلام الخليجي. وزعمت الوكالة أن حالة الملك الصحية أصحبت وخيمة ولا سيما في الأسبوع الأخير وأنه ينوي التنحي عن الحكم لصالح أبنه "محمد بن سلمان".

وفي هذا التقرير نسبت هذه الوكالة معلومات لوسائل إعلام خليجية -دون أن تذكرها- إذ تفيد  أن عائلة آل سعود بالإضافة إلى شيوخ القبائل المهمين في المملكة غير راضين عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد وبالأخص غير مرتاحين لانخفاض رواتبهم. وبينما الدولة الفارسية تتهم المملكة العربية السعودية بخفض أسعار النفط بغية إلحاق الضرر بها وبروسيا ولكنها في هذا التقرير تشير أن السعودية تعاني من أوضاع اقتصادية متدهورة بسبب أسعار النفط. فكيف يقبل العقل بهاتين المعلومتين في آن واحد، فلا يمكن الجمع بين خطة سعودية لخفض أسعار النفط لكي تضر الدولة الفارسية وروسيا، وبين تدهور أوضاع  السعودية الاقتصادية وتأزمها بسبب انخفاض أسعار النفط .

وتزامنا مع هذا التقرير تشير المعلومات أن الدولة الفارسية بالرغم من الاتفاق النووي ورفع الحظر عن أموالها والتعامل معها ولكن الأوضاع الاقتصادية لم تتحسن وهذا ما صرح به مسؤولون في هذه  الدولة المارقة. إذ حسب تصريح محمد باهنر، نائب رئيس البرلمان الفارسي أن في الوقت الحاضر يوجد في إيران 8 مليون عاطل عن العمل  ويوجد ما بين 7 و8  غير مسجلين في دائرة العمل والشؤون الاجتماعية.

واعتبر التقرير إعدام الإرهابي نمر النمر انتقاما من الدولة الفارسية وحزب الله. وبالرغم من إيران تعتبر انتقاد الساسة العرب والحقوقيين لانتهاكاتها في الأحواز وبلوشستان تدخلا في شؤونها، ولكنها تتدخل مباشرة في الشؤون العربية وتمد ميليشياتها بالسلاح والمال والمواقف السياسية لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية.

وأضافت وكالة "فارس" أن الغرب وأميركا وقفا بجانب الدولة الفارسية في هذا الصراع السياسي الدائر لأنهما يريدان الاستثمار الاستراتيجي في مشاريع النفط والغاز، واعتبرت المملكة العربية السعودية أصبحت ورقة محترقة.

واستمرت بافتراءاتها وتزوير الحقائق والمعلومات بغية حشد أكبر عدد ممكن من "الشارع الإيراني" لصالح توجهاتها السياسية ومشروعها في المنطقة بعد ما واجهت مشكلة في اقناعه بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية المزرية وذكرت الوكالة  أن الملك سلمان قد اتخذ قرار التنحي لصالح أبنه الأمير محمد وذلك سيؤدي إلى حرب داخلية في المملكة.

واعتبرت الوكالة أن في هذه الأيام  يسعى خادم الحرمين الشريفين لإحالة "آل سعود" إلى التقاعد من أجل تغيير هيكلية انتقال الحكم في البلاد، بينما في ذات التقرير كانت تقول أن الملك سلمان فقد قدرة اتخاذ القرارت حتى حول أبسط القضايا السياسية. مما يبين التناقض الموجود في التقرير وتحوير المعلومات لكي تضلل القارئ وتؤثر عليه لصالح مشروعها الصفوي في المنطقة. وتوقعت الوكالة أن تبوء الأمير محمد بن سلمان حكم البلاد سيؤدي بالأول إلى انفصال المناطق الشيعية في شرقي المملكة ثم المناطق المحاذية لليمن -اعتبرتها تعود لليمن وقاطنوها من الحوثيين والشيعة- ستنفصل وتلتحق باليمن.

وفي غضون هذا الكم الهائل من الافتراءات ادعت الوكالة أن هيكلية انتقال الحكم  المتوقعة –من الأب إلى الأبن- ستنتهي عند الأمير محمد بن سلمان لأنه بسبب الإدمان على الكوكائين فقد قدرة انجاب الأطفال ولا يملك من الذرية إلا طفلتين. بينما في الحقيقة أن الأمير محمد بن سلمان عنده ولدين وفي صحة جيدة وقد أصبح كابوسا يؤرق الدولة الفارسية بسبب مواقفه الشجاعة ووقوفه بوجه المد الصفوي في المنطقة. وزعمت الوكالة أن السعودية اليوم تواجه أزمة سياسية حادة بسبب اعتماد اقتصادها على عائدات النفط وبسبب الحرب في اليمن وسوريا. وتنتقد الدولة الفارسية المملكة باعتبارها تعتمد على النفط في ميزانيتها ولكنها تعتمد بدرجة أساسية في ميزانيتها على عائدات النفط الأحوازي ومشتقاته.

وأشارت الوكالة أن السعودية الآن توجه خطر التفكك من الداخل نتيجة سياساتها ونتيجة انخفاض اسعار النفط واهمال أوضاعها الداخلية. وأضافت متوعدة السعودية بطريقة مبطنة أن المملكة والمنطقة ستواجه عدم الاستقرار في حال استمرت في ترويج "الأفكار الوهابية" والسعي لعزل إيران سياسيا، ملمحة أن هذه المرة عدم الاستقرار في المنطقة لا يمكن التنبوء بالاشكال الذي سيتخذها.

كما نشرت ترجمة لمقالة "نائف العسيري" وقالت إنها نشرت في موقع  "النشرة" زاعمة أن إعدام الإرهابي نمر النمر أتى تغطية على خلافات داخلية وصراع على كرسي الحكم والهزائم الخارجية. وفي النهاية اتهمت المملكة العربية السعودية بمحاولة تشويه سمعة "إيران" والصاق تهمة الإرهاب بها وحشد العرب ضدها. وتأتي هذه الاتهامات ضد السعودية في وقت انفضحت الدولة الفارسية ومشرعها في المنطقة بسبب جرائم ضد الإنسانية ومجازر جماعية ترتكبها بحق الشعب العربي في سوريا والعراق واليمن.

وفي سياق منفصل ذكرت وكالة فارس للأنباء أن مجموعة من البرلمانيين في اجتماع يوم الاثنين الموافق 25-01-2016 م  طالبوا وزير الخارجية بتحريك دعوى قضائية في المؤسسات الدولية ضد المملكة العربية السعودية حول حادث تدافع مشعر منى وقضية الاعتداء المزعوم على الزوار الفرس في مطار جدة.  

وبحسب موقع"بولتن" الإخباري والمقرب من الحرس الثوري وصناع القرار، أن في الفترة الأخيرة وقعت خلافات بين الأمير محد بن نائف والأمير محمد بن سلمان وما زالت مستمرة، دون أن يسند هذه المعلومات المزيفة بدليل منطقي. وزعم الموقع في تقريره أن بين الأميرين تنافس شديد حول تبوء الحكم بعد الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأضاف أن في الوقت الراهن يوجد سباق بين الأميرين حول أي منهما يكون قادرا على تطبيق توجهاته المتطرفة. كما ادعى "بولتن"  أن خادم الحرمين الشريفين يعاني من مشكلة صحية وخيمة وأنه في أثناء اللقاءات السياسية ترسل له الأجوبة عبر "الأي بد"ipad    لكي يأخذ عبرها "مساعدات" في أثناء الناقش.

 وفي تقرير أخر لـ"بولتن" اتهم هذا الموقع الإخباري المقرب من الحرس الثوري، خادم الحرمين الشريفين بتصفية "اتباع" المرحوم ملك عبدالله وتهيئة الأجواء لتبني أولاده الحكم في البلاد. وتوقع "بولتن" أن الأوضاع ستسوء في المملكة بسبب إقصاء العديد من أفراد عائلة آل سعود.

الإرهابي نمر النمر حاضر في تصريحات الفرس وتقاريهم

وفي غضون ذلك نشرت وكالة "تسنيم نيوز" المقربة من الحرس الثوري تحليلا لباسم العوادي، المستشار الإعلامي للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق. وفي هذا التحليل ذكر أن مجموعة أسباب أدت إلى إعدام "الإرهابي" نمر النمر منها التهديد الداخلي الذي يشكله هذا "الإرهابي"، لأنه يطالب باصلاحات حسب زعم العوادي وأنه شخصية مرشحة للعب دور على غرار حسن نصر الله في لبنان. والسبب الثاني، إرضاء لولي العهد السعودي محمد بن نائف لأن نمر النمر انتقد المرحوم نائف بن عبدالعزيز في أوقات سابقة وهذا ما جعل ولي العهد يحمل الضغينة تجاهه ويتحين الفرص لإعدامه. أما السبب الثالث من أجل الضغط على مشاعر الدولة الفارسية وجرها إلى المواجهة  المباشرة، لأن الأوضاع مناسبة لدعم السعودية من قبل الأشقاء والأصدقاء. أما السبب الأخير لكسب دعم "الوهابيين" -حسب تعبير الوكالة ومستشار المجلس الأعلى- ولكي لا ينتقدوا حالات الإعدام الأخرى التي نفذت بحق الإرهابين.

إلى ذلك نشر موقع "تابناك" التابع لأمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، تقريرا مستندا إلى أحد التقارير الأجنبية تحت عنوان "إيران والسعودية، صراع الحضارة والبدواة". وفي هذا التقرير قال "تابناك" الآن حرب باردة تدور بين الدولة الفارسية والمملكة العربية السعودية. وفي هذه الحرب يوجد تنافس بين الحضارة والبدواة، وبين التقدم والتخلف، بين الحداثة والبربرية، بين الظلام والجهل من جهة وبين الإنسانية والعقل من جهة ثانية.

كما أن  وكالة "مهر للأنباء" نقلت حوارا أجرته قناة العراقية -الموالية لملالي قم- مع رئيس برلمان الدولة الفارسية، علي لاريجاني اتهم فيه السعودية بالتطرف، وقال إن المسلمين وخاصة الشيعة لم يتطرفوا في مواقفهم وأنما نرى التطرف من الوهابيين والسعوديين -حسب إدعائه. كما أنه استمر في تهجمه على المملكة العربية السعودية  واتهمها بدعم الإرهاب في افغانستان والعراق زاعما أن المملكة تقوم بقتل الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية. 

وفي سياق منفصل اتهم آية الله حسين نوري همداني، أحد كبار مراجع الحوزة الصفوية المملكة العربية السعودية بدعم الإرهاب وقال لوكالة "مهر للأنباء"  إن بعض الدول الإسلامية مثل السعودية تستخدم عادات النفط والغاز بغية تنشئة وتدريب عناصر داعش.

وبالرغم من هذه التصريحات والتقارير العدوانية التي تكشف الدولة الفارسية واستراتيجيتها العدوانية تجاه المملكة العربية السعودية ولكن ما زال البعض من الأشقاء العرب يأملون الخير من الدولة الفارسية! كما أن بعض وسائل الإعلام العربية تحاول أن تحور أي تصريح فارسي  لكي تروج للدولة الفارسية في الأوساط العربية وهذا ما حدث في الأونة الأخيرة عندما فسرت تصريحات خامنئي في غير محلها وحملت فوق حجمها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى