الأحواز في الإعلام العربي

#أحوازنا-المزماة: النظام الإيراني والمتجارة باللاجئين الأفغان

حين وصلت موجة اللاجئين الأفغان الأولى إلى إيران عقب الغزو السوفييتي مباشرة عام 1979، لم تتح أمام هؤلاء اللاجئين فرصة الحصول على التعليم والعمل إلا بعد أن ذاقوا الأمرين، فتمكن بعضهم من الاندماج في المجتمع الإيراني بعد معاناة شديدة، على عكس إخوانهم اللاجئين الأفغان الذين لجأوا إلى دول الجوار من جمهوريات الاتحاد السوفييتي المتفكك، حيث كانت حياتهم نعيماً إذا ما قورنت بحياة إخوانهم من لاجئي إيران، إذ أصبح يعيش نحو 97 بالمائة من الأفغان خارج مخيمات اللاجئين، وبحسب الإحصائيات فإن 3 ملايين من الأفغان يعيشون الآن في إيران، منهم 800 ألف من الأطفال المحرومين من أبسط حقوق الإنسان.
وما إن جاء الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001 ثم تلاه سقوط نظام طالبان، حتى بدأت إيران باعتماد قوانين أكثر عنصرية وطائفية لتقييد هجرة الأفغان، وحتى لو كانوا من الطائفة الشيعية، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات البيروقراطية والقيود القاسية على حركتهم، ثم انطلقت عمليات القمع والترحيل وتشتيت الأسر التي كانت تفر وتستجير من الرمضاء بالنار.
لقد شكلت إيران الصفوية ملجأ للأفغان الفارين من الحروب القذرة في بلادهم ولكن تدهور الظروف المعيشية في إيران وتفشي الفساد والانحلال الأخلاقي تحت حكم الملالي أجبر كثيراً من الأسر الأفغانية على مغادرة إيران إلى سورية قبل حرب الرئيس بشار الأسد الطائفي وقتله وتنكيله بشعبه السوري الذي حاول أن يتنسم الحرية، وكانت لهؤلاء المهاجرين الأفغان أعمال تجارية ضخمة في سورية، ومعظم هؤلاء الأفغان ينحدرون من عرقية هزارة الشيعية التي تسكن في وسط أفغانستان، كما أن قسماً كبيراً منهم غادروا أثناء حكم طالبان لأفغانستان، ولجأ آلاف منهم إلى سورية خوفاً من تعرّضهم للعنف والقتل.
إن اللاجئين الأفغان في إيران، شكلوا لقمة سائغة لحكومة الملالي، فهم الفئة الأكثر عدداً التي نجحت طهران الحاقدة على العروبة في تجنيد العديد منهم للقتال إلى جانب الجيش السوري النظامي وزجهم في ساحات القتال الطائفي بعد تعبئتهم عقائدياً وشحنهم عنصرياً وإغرائهم بالمال والنساء والمخدرات لتستخدمهم وقوداً للحرب الطائفية التي تشنها ضد الشعب السوري، وتستغل إيران حاجة اللاجئين الأفغان الفقراء وتغريهم برواتب تصل إلى 500 دولار مع الإقامة الدائمة فيها حال ذهابهم إلى سورية، ورغم نفي السلطات الإيرانية وقوفها وراء تجنيد الأفغان، إلا أن مصادر أفغانية أكدت انخراط الأفغان، وبتحريض من إيران في الحرب الدائرة على أرض سوريا وتواطؤ بعض علماء الدين من الأفغان لذين يعيشون في إيران.
وكشفت مصادر الملالي أن طهران الصفوية تحرّض الطلبة الأفغان بالجامعات والمدارس على القتال في سورية عن طريق أساتذة الجامعات وعلماء الدين الذين يفبركون قصص تفجير المسلحين لمراقد شيعية من أجل حث ودفع الطلاب الأفغان من مدن طهران ومشهد للقتال في سورية. وهو ما يتطابق مع قصة الطالب رضا إسماعيلي في جامعة مشهد، الذي قتل في حلب على أيدي الجيش الحر العام الماضي، أما الأفغان الذين يقبعون في السجون الإيرانية، من المحكومين بالإعدام أو السجن المؤبد، فيشكلون فرصة ذهبية لإيران، كي تطلق سراحهم من سجونها على شرط أن ترسلهم لقتال المعارضة السورية.
كما أن ظهور اللواء المقاتل والذي يحمل اسم “فاطميون” أواخر عام 2012، بعد أن ازدادت خسائر النظام السوري وتضاعفت أماكن المعارك مع الثوار، هو خير دليل على أن إيران تقوم بإرسال مقاتلين أفغان مرتزقة، ميزتهم أن أسعارهم وأجورهم زهيدة، نظراً لأنهم في الأساس لاجئون في إيران، ويعيشون في ظروف إنسانية ومادية سيئة، إلى جانب أن الحرس الثوري الإيراني مايزال يعمل على تجنيد شبان أفغان من خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، مقابل مبلغ 500 دولار، وإعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال في سوريا، ومعظم هؤلاء الشبان الشيعة المغرر بهم هم من اللاجئين الأفغان في إيران، وممن تعود أصولهم العرقية إلى قومية الهزارة، الذين يتكلمون اللغة الفارسية ويسكنون أماكن وسط أفغانستان وآسيا الوسطى وإيران ويقال إنهم ينحدرون من العرق المنغولي، حيث انضم العشرات منهم في البداية إلى “لواء أبي الفضل العباس”، ومن ثم توزعوا على بعض الميليشيات، وخاضوا المعارك في جبهات دمشق وريفها مساندة لقوات النظام، ولكنهم فيما بعد شكلوا ميليشياتهم الخاصة، وهذه الميليشيات هي “لواء فاطميون ولواء خدام العقيلة”، وهما ينتسبان لما يسمى حزب الله أفغانستان.
المصدر: مركز المزماة للدراسات والبحوث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى