بيان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في الذكرى الواحد والتسعين لاحتلال الأحواز
بسم الله الرحمن الرحيم
التحية والإكبار لشعبنا الأحوازي الصامد في الداخل والمهجر بمناسبة إحياء ذكرى نكبة الاحتلال…
التحية لجميع مناصري القضية الأحوازية عن مواقفهم الداعمة والمساندة لنضال شعبنا وهو يواجه آلة القمع الفارسية، وسياساته العنصرية.
في مثل هذا اليوم من عام 1925 أكملت القوات الفارسية احتلالها لقطر الأحواز العربي بمساعدة بريطانيا الدولة الاستعمارية التي أطلقت يدها حينذاك للعبث بمصائر شعوب المنطقة بما يضمن استمرار مصالحها في المنطقة، وفي تحول أعتبر انتهاء لمرحلة الاستعمار المباشر وبداية لمرحلة التحكم عن بعد، إذ قامت الأخيرة بتكليف حلفائهم الفرس لإدارة مصالحهم في المنطقة، جزاء دورهم التأمري على شعوب المنطقة.
كانت الأحواز في تلك الفترة إمارة ذات سيادة مستقرة، بل كانت أكثر إقليم مستقر في المنطقة، إلا أن موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية أغرت الفرس لتحقيق أحلامهم التاريخية، وكان لهم ما أرادوا عبر حليفتهم بريطانيا، ثم الحقت إلى مشروع تكوين الدولة الإيرانية (حلم الإمبراطورية الفارسية) مناطق أخرى تابعة لشعوب كانت تتطلع إلى التخلص من المستعمر والحصول على استقلالها.
كان هذا اليوم البداية الفعلية لمأساة شعبنا التي امتدت آلاماً إلى يومنا هذا، ولكنها كانت سجلاً من مآثر المقاومة التي سطرها شعبنا بثوراته وانتفاضاته على امتداد ربوع الأحواز، ثورات العشائر والقبائل، وانتفاضات العمال والطلبة، وانتفاضات ضمت كل فئات الشعب الأحوازي… لم تتوقف المقاومة الشعبية للمحتل الفارسي، بل تنوعت وتطورت وكانت انتفاضة نيسان 2005 القاسمة التي كسرت الحصار الذي عزل شعبنا بداخله بتواطؤ دولي صريح. خرجت القضية الأحوازية من شرنقة الحصار بفضل الصمود الأسطوري لشعبنا وبفضل نضاله الذي لم يلن ولم يهادن.
تمر ذكرى هذه المناسبة، والمحتل يمعن في سياساته الإجرامية، ويرتكب في غفلة مصطنعة من المجتمع الدولي، أفظع الجرائم في حق الشعب الأحوازي من قتل وتشريد وتهجير… في محاولة يائسة لاستعادة قبضته الأمنية على الأحواز التي عمتها المقاومة. وكانت آخر هذه الجرائم تدمير عشرات القرى والبلدات وإغراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بفيضان مصطنع. الأمر الذي نتج عنه تدمير كامل للمحاصيل الزراعية التي قيد الحصاد، بجانب خسائر كبيرة في الممتلكات، هذا فضلاً عن التشريد وتبعاته لسكان هذه القرى والبلدات.
نحن نعلم أن هذه الفيضانات مصطنعة، وإن مياه الأنهر خلف السدود العملاقة التي حرم منها الشعب الأحوازي لفترة طويلة وعانى على إثرها الجفاف والعطش، جاء وقتها المناسب لتفتح هذه السدود حتى تلحق به أكبر الخسائر المادية والمعنوية، وتعرضه للتشرد والعوز. ونحن نتوقع من المحتل الفارسي الذي تحركه دوافع الحقد والكراهية، أسوأ مما كان يفعل، إلا أن شعبنا عودنا الصمود وعدم الخضوع لإرادة المحتل.
نحي اليوم الذكرى السنوية الحادية والتسعين لنكبة الاحتلال، والشعب الأحوازي كله عزم وإرادة لانتزاع حقه، ونحن في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، نجدد في هذه الذكرى عهدنا في مواصلة الطريق حتى تحقيق هدف شعبنا في الحرية وتطهير أرض الأحواز من رجس الفرس. وسيأتي إن شاء الله اليوم الذي نحتفل فيه بيوم الاستقلال، وإن غداً لناظره قريب.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
20 نيسان 2016