الكلمه الختاميه لمؤتمر حركة تحرير الجنوب في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمه
الختاميه لمؤتمر حركة تحرير الجنوب في العراق
الاخوه
والاخوات الحضور
تحية
وتقدير..
ماذا بعد الانسحاب الأمريكي من
العراق ؟ سؤال يتردد في أذهان الكثير من المهتمين والمتابعين للشأن العراقي ، على مدار
السنوات التي تلت الاحتلال والى يومنا هذا والأيام القادمة والمشاكل والخلافات التي
ظهرت جلياً على الوضع السياسي حتى قبل أكمال الانسحاب .. لكن هل ستنتهي مشاكل ومصاعب
العراق السياسية و ألأمنية بخروج أخر جندي أمريكي في نهاية العام الحالي ، وهل هذا
ألانسحاب سوف يتزامن مع انسحاب أخر ومهم بل أخطر وهو احتلال القرار السياسي والتدخل
في الشأن العراق من قبل قوات الاحتلال ، نعم احتلال القرار السياسي هو نوع من ألاحتلال
المقيت والذي يجلب الويلات وألاهات للوطن والشعب لأن مصير البلد وقتها سيكون بيد الآخرين
والغرباء كما هو الحال منذ عام 2003 ، وحتى لو أمنا بحصول كل تلك الانسحابات العسكرية
والسياسية للمحتل من العراق ، فأين نحن من ذلك الاحتلال الأخر بمختلف المسميات السياسية
والاجتماعية والأمنية التي قام ومازال النظام ألإيراني بالعمل على ترسيخها ودعمها بكل
الطرق والوسائل عندما وجد تلك الأرضية المناسبة لجعل العراق مرتعاً وملعباً لأهدافه
المسمومة محاولاً تصدير كل المشاكل التي تمر على الشعب ألإيراني من اضطهاد وسلب الحقوق
، بل أراد من خلال ذلك التدخل أن يجلب أنظار العالم على كل الأفعال التي يحركها في
الباطن ، فشاهدنا ما فعله النظام في مملكة البحرين والخلايا الأخرى التي تم ألقاء القبض
عليها في بعض دول الخليج ، مروراً بتدخلهم العلني والمعروف في العراق منذ عام 2003
والى يومنا هذا ، نعم أنه اخطر من ذاك الاحتلال العلني والمعروف الذي عاشه العراق من
خلال تدخل وتواجد القوات العسكرية الأجنبية على أراضيه من خلال الاحتلال الأمريكي للعراق.
أحبتي ألأعزاء .
قد يتهمنا البعض بأننا نتهم النظام
ألإيراني جزافاً ، وأننا نحمل له ذلك الكره من منطلق غير وطني ، لكن من خلال متابعتنا
المستمرة للوضع في العراق ، لاحظنا وشخصنا الكثير من بواطن الخلل الخطيرة من جراء ذلك
التدخل ، فأصبحت بعض محافظات الجنوب وعلى وجه التحديد مدينة البصرة الفيحاء تدار وتحرك
من قبل توابع ذلك النظام الذي أراد اتخاذها مقراً للعديد من المسميات التي يدعمها النظام
ألإيراني ، وكذلك أرادها منطلقاً للتدخل وتحريك الخلايا النائمة في بعض دول الجوار
للعراق.كذلك كان الدعم الواضح وأللا محدود للمليشيات المسلحة بالمال والسلاح وكذلك
الكثير من الأحزاب السياسية عاملاً في أن يجعل النظام الإيراني صاحب قرار وهيمنة واضحة
على الكثير من مفاصل الحياة السياسية والأمنية والاجتماعية ، حتى أصبحت الكثير من العادات
والتقاليد والمظاهر لا تحمل ذلك الطابع العراقي العربي ألأصيل ، بل تم تهجينها لتواكب
رغبات وتطلعات وأفكار نظام طهران الدموي ، الذي أثبتت كل الأدلة والوقائع ما فعله بشعبه
عندما خرج متظاهراُ ورافضاً لنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة , وشاهدنا معاً والعالم
أجمع أن القمع والإرهاب والقتل والسجون هو الحل الذي فعله ذلك النظام بشعبه ، فلنا
أن نتخيل كيف يكون دوره عندما يتدخل بشؤون وقرارات العراق.
ولكن يتساءل البعض ويقول ما هو
الحل ؟ أن الحل لكل المشاكل التي تواجه الوضع العراقي سياسياً لا بد أن تأتي من منطلق
الوطنية وحب البلد والشعب أولا ، وليس وفق الشعارات الرنانة التي أشتهر بها الكثير
من قادة وكتل العراق وبالأخص في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، والحل كذلك ينطلق
من مبدأ أيجاد كل الوسائل والحلول لجميع تلك الإشكالات وفق منظور علمي متطور ودراسات
للواقع السياسي وليس وفق التنظير ورمي الكلام في الهواء وإثارة النعرات الطائفية والبغضاء
بين أبناء الشعب الواحد .
وعليه نوجز بعض ألأمور التي من
شأنها أن تؤسس لأرضية جيدة وناجحة لمعالجة الكثير من ما يجري ألان من تخبط سياسي وعلى
النحو ألأتي:.
1: توحيد الموقف السياسي لكل الكتل
المشاركة في العملية السياسية ، وعدم التفرد بالقرار لأي كتلة كانت حتى لا يكون ذلك
التفرد منفذاً لتدخل الآخرين ، والعمل على تفسير مواد الدستور التي تحتوي بعض الإشكالات
بصورة واضحة ودقيقة حتى نزيل كل الاسباب التي أحياناً تكون البداية لصراعات كثيرة ،
ونحن الان نعيش بعضها بسبب عدم الفهم الصحيح والتفسير الواقعي لمواد الدستور.
2: العمل على إنهاء تدخلات أي دولة
كانت بالشأن العراقي ، وهذا الانتهاء لا يأتي بالكلام بل من خلال التطبيق لكل المعاهدات
والمواثيق الدولية التي تضمن امن وسلامة العراق براً وبحراً وجواً.
3: فتح صفحة جديدة مبنية من التسامح
والعفو عن كل سلبيات الماضي التي عمت على كل أبناء الشعب ، وعدم السماح بعمليات الاعتقال
التي جرت وتجري إلا وفق الضوابط القضائية والقانونية ، وليس وفق رغبات البعض ، كذلك
من المهم جداً ترسيخ مبدأ استقلالية القضاء لأنه ألأساس لبناء مجتمع حقيقي وناضج.
4: العمل على تهيئة وأعداد القوات
العسكرية بمختلف أصنافها وأبعاد التدخلات الحزبية والطائفية عنها لأنها سور الوطن والحامي
والمدافع عنه ضد كل الأطماع والمخاطر الخارجية.
5: العمل على أنجاز قانون الأحزاب
، من أجل الترسيخ الحقيقي لمفهوم الديمقراطية وعدم تفرد البعض بالعراق ، وحتى نصل للبداية
الصحيحة للعمل الديمقراطي .
6: توجيه الأعلام الحكومي المرئي
والمسموع والمطبوع ، لعدم الميل والكيل بمكيالين لأنه يحمل صفة تجعله تابعاً لجميع
أبناء الوطن وليس لمسميات محددة.وكذلك عدم نشر بعض الأمور التي تثير التفرقة بين أبناء
الوطن الواحد.
7: ألاستفادة من الخبرات الكبيرة
التي يحتويها المجتمع العراقي لأنها الأكثر فهماً وإدراكا للاحتياجات التي تعتبر أساسية
للنهوض بالواقع العراقي .
8: العمل على توفير الجزء الأكبر
من مطالب الشعب في الخدمات وحرية التعبير والمساواة ، لان الشعب العراقي عندما قدم
التضحيات الكثيرة فأنه ينتظر اليوم الذي يعيش فيه بحقوقه المسلوبة منذ سنوات ، وذلك
من خلال توزيع عادل للثروات على مختلف أبناء الشعب من الشمال إلى الجنوب.
أيها
الحضور الكريم
هذه
بعض مما قد يسهم في تصحيح الوضع الحالي ، ونحن هنا باسمنا نحن حركة تحرير الجنوب في
العراق ، نعلن عن استعدادنا للتعاون والعمل مع كل جهد ونفس وطني شريف وعراقي غيور من
اجل الوطن والشعب وليس من اجل أي أجندات خارجية ، وكما نعلن عن استعدادنا للتعاون مع
مختلف القوى السياسية التي تحمل الحس والفكر الوطني حتى يكون صوتنا واحداً موحداً بوجه
كل الأطماع والتدخلات الخارجية ، فالعراق بلدنا والشعب العراقي هم أهلنا وواجب علينا
أن نضحي ونعمل من اجل حاضرهم ومستقبلهم
.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي
العبــــــاسي
المكتب السيــــــــاسي
رئيس اللجنه التحضيريه
26\11\11