جنازير الكلمات

….. يتابع تموج الاطياف ، شاهد طفل يحمل غصن زيتون لحمامة أنكسر جناحيها بواسطة ريح الصفراء للتفريس .
في تلك الأثناء ترك السكون في مخبىء . دارك تضاريس الرحلة ومشقة مساحة المسافات ، ومزاح المحيط . لكن بوصلته تشير عن أنحراف سكة العنوان ، الجرف بعيداً ، متيقن بان الزورق يرسى على الجرف ذات يوم ، وليس الجرف يبحر للزورق …….. شم رائحة من منفذ المطبخ لدولة التفريس …… سحب قدميه و جرته نحوصهيل خلف المرايا ليجتاح تطبيق الصمت ، وينافس النفي . رسم صورة على جدار الآمل ليهزم الرجف الممل ، ليتحدى التصور المزعوم ……… سحب جدارية الليل و انغض عليها بشمعة .
شاهد في ضل نجوم الفنادق كانت تتراقص الكؤوس ، و في عمقها كانت خيوط ظفائرحبل مشنقة توقع على نص اللجوء للغرب وتدفع ثمن تذكره ، واداء واجب لرقبة شهيداً يكون رفع اليد احتراماً لنشيد الغزو تحت علم التنكيل الذي خطط وسعى لمحو هوية شعب !!! جنازير الكلمات تدعس الحقائق تحت اشعة شمس ………… كان الله يشاهد كلمات التمجيد من فوق المنبر الزجاجي ،. انسكبت دمعة ام شهيد و انخلطت مع ماء كارون المثقل بالتلويث ……. ملك اليسار الشاهد الاول كان خجولاً يسجل تقريرغزل الردة . مرجسد يغطيه تشويه وحريق لجاندارك لتلك الصالة حينما تسامرت الكلمات في عاصمتها ….. كانت الصالة مزدحمة بخطابات التزيف ، وبصمات انامل التقسيم لبلادالشام وهلال الخصيب مهيمنة وضوء نجمة داوود يعم الحفل وقبطان السفينة المثقوبة في رأس قمة الهرم ميلياردر بغيض يوزع صك الغفران لمن أمن و اجتازغسل التعميد .
هدهد سليمان كان ينقل سطورالعريضة للأخبار الى عاصمة الضباب ، وكان عيلام يشاهد منظر الخنوع من بوابة التاريخ …… رجفت النخلة وعانقت الأرض وصرخت بان الدم طرياً ولم تفلح عصابة قورش بتجارة الدم المباح في حانوته ، فالرصيد الازلي يكمن بنوايا الصدق والثبور ……. الوطن منذ زمن طويل دق مسماره الآخير في نعش التخطيط ، وحرق الورقة الآخيرة للكواليس .
في هذا الوسط حبر قلم كان في حيرة من امره بان يزخرف الكلمات على صمت الورق بدون أرادته ، كم تمنى ان يكون سيفاً بالتعبير بوجه الأجرام والجلاد معاً ، ويصرخ بجمع المتخاذل ان الأرض أمانة باعناق كل الشرفاء .
كان الراوي ينطق بلغة اجنبية وفي الضجة ضاع عدد العشرين من نيسان ، وكان الخوف يهمس باذنيه ان لايتجاوز مراحل الغفـز ولوي عنق التاريخ ويصبح في قائمة الغوغاء!!! صب تعابريه على معبر الريح ، وكان الاستسلام يهطل من فمه , وبنى صرح خيالي وانهال المعبر ، ولم يجراء ان يزيح ذبابة غازية من على فم طفل عربي مازال يرضع حب الأرض من نهدالثورة ، ريح المسرح الهزلي كانت تأخذ اردافه نحو الشمال تارتاً وتارتاً آخرى نحو اليمين وينهال التصفيق . تناسى المتحدث بان مادام الفقر يبني الصفيح في ضل الغزو يبقى الصراع ازلي حتى الساعة ، وعليه ان يدرك بان حتى العاصفيرتبقى تغرد بلغتها وتختارالمأوى ولم تصاحب الغربان . ومهما حاولت الاطراف وتعرت الكلمات عن رداءيها ………. كان وقتها النخيل بخارطته المنسية يصارع الجدل بشموخ ، في ذلك المحفل سماسرة كانوا يتجادلوا على ثمن الجذور ليقتلعوا تاريخ السوس من أرض عيلام . في الضفة الآخرى من المشهد كان رسول الموقف صامداً
يتلو سورة الفاتحة على روح شهيد ويقبّل نجمة خضراء بدائرة علم , بصق بوجه القرار , وعض على جرح الالم ، شدعلى ساعديه الايمن ليمنع سكيناً تنحر ماتبقى من أشلاء وطن …………. صرخ تخسو ………………. ستبقى للوطن كلمة الحسم .