إيران تطلق صرخات ما قبل النهاية المأساوية

"ناصروا ولي الفقيه لتفادي وقوع الكارثة"،بهذه العبارة هدّد لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني،دول الخليج العربي، وخاطب الولايات المتحدة قائلاً “إذا كانت أمريكا ترغب في الأرض المحروقة لأصدقائها في المنطقة، فلا مانع لدينا”. وأكد الجنرال فيروز آبادي، قائد القوات المسلحة الإيرانية، أن “إيران ستتبنى استراتيجية التهديد مقابل التهديد”.
وعودة إيران إلى استراتيجية التهديد المباشر للعرب، والتلويح بقرع طبول الحرب، مردّها حالة التوتر التي تشهدها، وقناعة رموزها باقتراب وقوع الكارثة، وما هذه التهديدات إلا عبارة عن زوبعة في فنجان، فإيران اليوم تختلف كلياً عن إيران قبل 33 عاماً.
وإيران اليوم تبدو هزيلة بسبب الضغوطات الاقتصادية، والعزلة الدولية، وضغط الشارع، وتراجع عدد المدافعين عن الدولة، وتفاقم الخلافات والانشقاقات بين قادتها. ثم إن الوعي القومي قد نما بشكل لافت للانتباه لدى الشعوب غير الفارسية التي تعيش ضمن جغرافية ما تسمى بإيران.
فالآذريون البالغ عددهم أكثر من عشرين مليون نسمة تقف وراءهم جمهورية آزربايجان، وكذلك هي الحال بالنسبة إلى التركمان المتاخم لإقليمهم لجمهورية تركمنستان، ويستفيد الأكراد كثيراً من حكومة كردستان العراق، ويسعى البلوش للاستفادة من الانفلات الأمني في كل من أفغانستان وباكستان. أما الأحوازيون الساعون إلى التحرر من إيران، فيبحثون عن مصادر دعم عربية لتحقيق هدفهم المنشود.
كما تستنزف إيران في العراق ولبنان وسورية واليمن والبحرين، وفي عدّة دول عربية وإسلامية أخرى، والاقتصاد الإيراني لا يمكنه تحمّل عبأ المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة؛ ما يبرهن على حتميّة تآكل هذا المشروع داخلياً وخارجياً، وبالتالي فإن هذه التهديدات لا تخرج عن كونها مجرّد صرخات ما قبل النهاية المأساوية، وهي الموت المحقق للدولة الإيرانية.