من المسئول؟

اكتب هذه الكلمات عن السجناء و عوائلهم و عن الأسباب التي ادت لزجهم في سجون الاحتلال الفارسي طبقا لما رأيته من خلال تواجدي في سجون الاحتلال بعدما سجنت مرتين دون ذنب ارتكبه وانما لأني احمل هموم شعبي المظلوم و المضطهد.
ان قضية المعاناة التي يعاني منها الالاف من السجناء الأحوازيين داخل سجون الاحتلال الفارسي وعوائلهم لا تكفي بكتابة شطر أو مقال أو كتاب فقط لأنها قضية وسيعة مليئة بالالام والمآسي والجراح.
كم من المعتقلين الأحوازيين الذين اعتقلوا ليس على ذنب ارتكبوه أو جريمة اجرموها بحق الاخرين وانما ذنبهم هو الانتماء للقومية العربية و التمسك بهويتهم العربية و دفاعهم عن حقوق شعبهم المضطهد المسلوبة خيراته و المنهوبة ثرواته من قبل الاحتلال الفارسي البغيض.
ان الاحتلال الفارسي بدلا من بناء مؤسسات ثقافية و مراكز تربوية تنطق باللغة العربية و تكون ناطقة بلسان حال المواطن الأحوازي لتحد من حدوث الجرائم و تقوم بتوعية المواطنين قام ببناء العديد من السجون في الأحواز المحتلة التي ملئت بالاف من السجناء، منها سجن كارون و معتقل سبيدار و سجن فجر للأطفال في مدينة الأحواز و سجن (كلينيك أو مجتمع كار اموزي و كار درماني) في مدينة رامز و سجن في مدينة معشور و سجنين في مدينة عبادان و لا زالت سلطات الاحتلال تبني المزيد من السجون ناهيك عن معتقلات المخابرات و الحرس الثوري و قوات الأمن ففي كل فرع من المخابرات و الحرس الثوري و قوات الأمن في المدن الأحوازية هنالك معتقل للتعذيب و الاستجواب وسجن المواطنين . لأن الاحتلال الفارسي لايهتم بتوفير الخدمات و فرص العمل و بناء المستشفيات و المراكز الصحية و المؤسسات الثقافية والتربوية للمواطنين الأحوازيين انما المهم والأهم لدى سلطات الاحتلال الفارسي البحث عن ذريعة لسجن المواطن الأحوازي.
فأن الانسان الذي يمتلك الضمير الحي لو يرى ما يعانيه السجين الأحوازي و عائلته فان قلبه سيبكي دما ولا اظن هنالك شعبا اخر يعاني مثل معاناة الشعب العربي الأحوازي.
كم من الأمهات اللواتي من كثر البكاء المفرط على ابنائهن في سجون الاحتلال فقدن البصر و كم من النساء اللواتي من طيلة فراق ازواجهن و عدم الحصول على لقمة عيش لأطفالهن بدأن يشحذن لقمة العيش من هذا وذاك وكم من الأطفال الذين لم يروا ابائهم ولم يتربوا في احظانهم لذلك سلكوا طريق الإدمان على المخدرات للهروب من الأمر الواقع وكم من العوائل التي تفرقت,الرجل مسجون و المرأة تطلقت و الطفل اصبح شحاذا،مدمنا أو سارقا.
من يتحمل المسئولية الكاملة عن هذه الجرائم التي ترتكب اليس الاحتلال هو الكفيل عن حياة هذه الشريحة الواسعة من المجتمع؟ اليس الاحتلال هو المسئول عن تربية هؤلاء الأطفال و اعطائهم لقمة العيش؟ اليس الاحتلال هو المسبب في تمزيق هذه العوائل ام المسئولية تقع على عاتق مجهول ومرة اخرى المتهم الأول و الأخير هو المواطن الأحوازي!؟
اذا كان الأحوازي يتهم لأنه ليس مثقفا ولم يكن حاملا لشهادة جامعية فالمسئول الأول هو الاحتلال لأنه سرق كل شئ من المواطنين الاحوازيين و جعل المواطن الأحوازي لايستطيع أن يوفر مصاريف الدراسة لذلك لم يستطيع أن يكمل دراسته واذا كان البعض من المواطنين الأحوازيين بدأوا يسرقون او يبيعون المخدرات فالمسئول الأول هو الاحتلال الفارسي لأنه لم يوفر لهم فرص عمل لكي لا يسلكوا هذه الطرق المرفوضة في المجتمع.
حينما اتحدث عن هذه الأمور لا اريد أن أبرر السرقة و الادمان و غيرهن من الجرائم و انما لاني سجنت مرتين و بفضل الجمهورية الاسلامية الايرانية!!!! قد تنقلت في اربعة سجون و عشت مع مئات من السجناء ومن كافة اطياف المجتمع الأحوازي و قد سألتهم عن الأوضاع التي كانوا يعيشون فيها و عن الاسباب التي جعلتهم أن يسلكوا هذه الطرق فلم أجد مسئولا أو مسببا لهذه الجرائم سوى الاحتلال الفارسي البغيض الجاثم على صدورنا اكثر من 86 عاما.
1-فيا ترى هل هنالك دولة عربية تتبنى القضية الأحوازية وتدافع عن حقوق الشعب العربي الأحوازي؟
2-وياترى هل هنالك مؤسسات حقوقية تدافع عن الشعب العربي الأحوازي وحقوقه المحروم منها؟
3-ياترى هل هنالك احزاب سياسية احوازية تدافع عن الاحوازيين باخلاص وايمان وجدية تامة أم من اجل مصالح حزبية ضيقة؟
4-ياترى هل هنالك من يشعر بهموم المواطنين الأحوازيين و يتكلم عنها بلسان صدق أم الكلام و الحديث ليس الا لسويعات و من اجل التظاهر و التباهي امام الاخرين فقط؟
5-ياترى هل من احد سأل عن متطلبات هذا الشعب المضطهد و مايريده أم كل يغني على ليلاه؟
اترك الاجابة على هذه الاسئلة لكل اصحاب الضمائر الحية الذين لازالوا يعتبرون انفسهم جزءا من هذا الشعب و حاملين رسالة خالدة و هي الدفاع عن قضية قد تناستها الامة العربية بسبب تخاذل حكومات لاتفكر الا بالبقاء على سدة الحكم و ان كانت على حساب قضايا الامة العربية.