الإصلاحيين أشد حقدا على العرب وأكثر تمسكا بالأراضي العربية المحتلة

في حالة من الغضب وحشدا للرأي العام الجماهيري ضد سياسات نظام ولي الفقيه، نشر موقع الحركة الخضراء خبرا هاما عنوانه "تراجع خلف الكواليس" لدولة الاحتلال الفارسي في موضوع الجزر الإماراتية الثلاثة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى) المحتلة إيرانيا، تدعي فيه المعارضة الفارسية "الحركة الخضراء" إن علي لاريجاني رئيس البرلمان الفارسي في زيارته الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة ناقش موضوع الجزر الإماراتية وتم الاتفاق بين الطرفين على تعيين الإمارات وإيران مندوبان لكل منهما لحل موضوع الجزر الاماراتية وبناءا على تلك الاتفاق تم تعيين ثمرة هاشمي الشخصية البارزة و المتنفذة في حكومة احمدي نجاد وشيخ منصور من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة لبحث ملف الجزر الإماراتية المحتلة، كما ان سلم شيخ منصور المسودة الأولى لملكية الإمارات للجزر الثلاثة إلى السفارة الفارسية في ابوظبي.
إذا سلمنا جدلا بصحة ما ورد بهذا الخبر الذي تم في الخفاء بين دولة الاحتلال الفارسي والإمارات العربية المتحدة ولم تعلن عنه دولة الاحتلال حسب زعم الحركة الخضراء(الإصلاحيين) ماذا يوحي هذا الأمر للمتابع والمراقب ؟
في عام 1971 م حينما كانت دولة الإمارات تستعد ليوم الاتحاد بين شركائها تركت بريطانيا ألجزر الإماراتية الثلاثة التي كانت تسيطر عليها وبتوافق خياني غاشم سهلت الدخول العسكري للقوات الفارسية الغازية، ومنذ ذلك الحين أعلنت الإمارات رفضها التام لاحتلال أراضيها وطالبت الدولة الفارسية بالانسحاب، وبقيت الدولة الشاهنشاهية مصرة على الاحتلال حتى اندلعت ثورة الشعوب في جغرافية ما يسمى بإيران وتم إسقاط الحكومة البهلوية الملكية وجاءت مكانها دولة إسلامية ظاهريا، وبعد وصول الخميني إلى سدة الحكم استبشر العرب بالخير عموما ودول الخليج العربي على وجهة الخصوص، فلم يتغير الرد الفارسي تجاه مطالب دولة الامارات المشروعة فحسب، بل زاد اكثر تصلبا و عداءا من السابق حيث صرحت الدولة الفارسية ولأكثر من مرة، لا حوار ولا نقاش مع دولة الإمارات حول الجزر الثلاثة الإيرانية حسب زعمهم، و الأكثر بشاعة قيام هذه الدولة بطرد سكانها الأصلين من الجزر الإماراتية واستبدلت مكانهم مستوطنين فرس .
ان المحتل الفارسي المصر على الاحتلال والرافض للحوار اجبر دولة الامارات على ان تسلك طريق الامم المتحدة وتقوم بدعوة قانونية في هذا الخصوص و تسجل احتجاجا في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، لكن كل هذه المحاولات لم تأتي بنتائج ملموسة حتى اليوم وبالتالي تبقى الإمارات أمام خيارات عدة أهمها:
1- الانتظار و التأمل للمعجزات السماوية
2- السكوت والانصياع للأمر الواقع و التخلي عن أراضيها التاريخية
3- إرادة المخلص الأجنبي المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية و الغرب
4- الاعتماد على الذات متوكلة على دعم الأشقاء العرب وهو الخيار الأنسب
في رأيي المتواضع إذا ثبتت صحت هذا الخبر، يجب القول ان دولة الاحتلال الفارسي أدركت و بيقين بأن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي دخلت في مرحلة اليقظة وإن كانت متأخرة، بعد أن جربت الحلفاء الغير صادقين في قضية العراق وتركه بمحنته فريسة للدولة الفارسية وتخلي الحلفاء ايضا عن مبارك وبن علي، فهذا الأمر جعل دول مجلس التعاون الخليجي أمام خيار واحد لا ثاني لهما وهو تشكيل جبهة عربية خليجية واحدة للمطالبة بحقهم وللحفاظ على كيانهم، ويبدو ان مؤشرات تشكيل هذه الجبهة تتضح من خلال المواقف التالية لدول مجلس التعاون:
1- الرد السريع في دخول قوات درع الجزيرة للبحرين و قطع اليد المتطاولة للفرس الطامعين.
2- تصريح الملك عبد الله للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.
3- بعد زيارة صالحي وزير استخبارات الدولة الفارسية للمملكة السعودية صرح الأمير سعود الفيصل بتزويد الإنتاج النفطي للمملكة في حال قللت ايران من بيع نفطها في الأسواق العالمية ، وكان هذا التصريح تحديا للدولة الفارسية وتهديداتها المتكررة.
4- دعوة المملكة العربية السعودية للأحوازيين وبعض الشخصيات الوطنية العراقية وأيضا شخصيات من المعارضة إلايرانية.
5- موقف دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لدعمها اللامحدود للثورة السورية وهذا هو المهم في إيقاف التمدد الفارسي والقضاء على مشروعهم الكسروي.
إذن صاحب القرار السياسي الفارسي من خلال حنكته السياسية البرغماتية والممزوجة في التقية، الباطنية، الشعوبية والصفوية ينساق للحق مرغما، في حال أدرك ان لا حول له ولا قوة امام الحق العربي الواضح، ومن المؤكد انه ينساق إلى القاعدة الكونية التي اكتشفها الفارابي ونظّر لها حين قال: من العدل الطبيعي سيطرة الغالب على المغلوب. نتمنى كأحوازيين و نحن جزءا من هذه الأمة العربية على ان تتمسك دول الخليج العربي بحقها في استرداد اي جزء عربي خليجي مغتصب وهي تملك عناصر القوة ومن العدل الطبيعي ايضا أن تسيطر دولنا الخليجية على مجالها الحيوي في الخليج وتحقق تلك القاعدة الكونية ان أرادت ذلك.
هنا نتساءل ولنا الحق كأحوازيين من مبدأ الإسلام و العروبة وايضا تلاقي المصالح في مواجهة عدوا مشترك، نتسائل من المسئول و صاحب القرار السياسي العربي و الخليجي خاصة:
1- لماذا المعارضة الإيرانية الفارسية المتمثلة بالحركة الخضراء والإصلاحيين في حالة من الغضب، تحشد رأي العام الجماهيري في جغرافية ما تسمى بإيران ضد سياسات الحكومة الحالية، حول خبرا لم تتأكد صحته بعد "عنوانه تراجع خلف الكواليس" لدولة إيران في موضوع الجزر الإماراتية الثلاثة، المحتلة إيرانيا ؟ وتسمي هذا الموقف من الحكومة الحالية بموقف الانهزام والتخلي من الحق الايراني لصالح دولة الامارات العربية المتحدة .
2- كيف يتعامل صاحب القرار السياسي في دولنا الخليجية إذا ما وصلت المعارضة الإيرانية المتمثلة بحركة الخضراء (وهي ربما حصلت على تأييد عربي خليجي) إلى سدة الحكم في حال سقوط النظام الحالي وهي اكثر عنصرية وتشددا ضد العرب من نظام ولاية الفقيه ؟
3- ماذا تفعل دول الخليج في حال وصول الحركة الخضراء إلى السلطة، متنازلة عن البرنامج النووي!!! وفق تحالفت غربي يسمح لها بالسيطرة على الخليج العربي مثل ما فعل الشاه وهو أمر متوقع ؟
4- لماذا لم تؤخذ التجارب التاريخية مع الفرس بعين الاعتبار وهي دروس تتجدد مضامينها في كل يوم، لقد جربنا معاملة الجار الحاقد قبل الإسلام حين ما أرسل كسرى لطلب بنت النعمان بن المنذر ملك الحيرة طوعا أو زورا للزواج ورفض الملك النعمان هذا الطلب الباطل، حتى اضطر للجوء إلى هانئ بن مسعود رئيس قبيلة بني شيبان، فاستودعه أهله وماله وسلاحه، ثم عاد فاستسلم لكسرى وتم قتلة ثم تجاوز كسرى على الأراضي العربية حتى هزم هزيمة نكراء في معركة "ذي قار" وتكرر هذا الأمر بعد مجيء الإسلام عدة مرات فلماذا لم نتعظ ؟
عنوان الخبر في موقع الحركة الخضراء( الإصلاحيين)
http://www.irangreenvoice.com/article/2012/mar/04/20157