آراء ومقالات

الأحواز ودورها في أمن الخليج العربي

من المؤكد أن أمن الخليج العربي قد شكل هدفا رئيسيا للدولة الفارسية وتحديدا نظام الملالي في قم وطهران منذ قيامه عام 1979 حين وضع زعيمه خميني الخطة الخمسينية للتغلغل في البلدان المجاورة وخاصة العربية الخليجية منها.

وبالرغم من إنكشاف خطة نظام الدجل هذه إلا أنها غابت –سهوا أو عمدا- عن الدول العربية التي "كان من المفترض" أن تضع إستراتيجية قوية للحفاظ على أمن شعوبها وبلدانها، وتكون الأحواز المحتلة التي يواجه شعبها ومقاومته الدولة الفارسية علانية على أرض الواقع، على رأسها.

وعلى هذا النحو سارت المنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج العربي نحو أحداث أو بالأحرى فتن إستطاعت الدولة الفارسية إثارتها بشكل خفي وأيضا معلن في أنحاء كثيرة ومختلفة، كان أخرها فتنة البحرين التي مازالت حتى اليوم تدعم من قبل هذه الدولة على الصعيد السياسي، الإقتصادي، الإعلامي وحتى العسكري. هذا ناهيك عن تصريحات مسؤولي هذه الدولة التي أعلنت في بعضها الحرب بشكل واضح على بلدان الخليج مثل الدكتور مصطفى ملكوتيان أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران وأحد أهم منظّري الحرس الثوري، الذي أكد خلال تصريح له على موقع رجا نيوز التابع للرئيس الفارسي أحمدي نجاد على أهمية استهداف آبار النفط في البحرين والسعودية على يد من وصفهم بـالثوار البحرينيين وذلك ردا على هاتين الدولتين اللاتي قامتا بالتصدي لهذه الفتنة التي لاتعود مصالحها إلا لملالي قم وطهران.

وبالطبع لم يكن هذا التصريح الأول ولا الأخير لهذه الدولة التي وضعت البلدان العربية على أولوية أولوياتها بدل الكيان الصهيوني العدو المبين للأمة العربية والإسلامية.

إلا أننا رأينا جميعا أن الدول والشعوب الخليجية قد كشفت أخيرا أهداف هذه الدولة التوسعية وإن كان هذا الإكتشاف قد اتى في الوقت بدل الضائع في اللعبة القذرة التي بدأتها الدولة الفارسية، حيث أننا رأينا تحرك عدد لايستهان به من المثقفين العرب والمؤسسات الخليجية لمواجهة هذا العدو من خلال دعم القضية الأحوازية التي "إن دعمت" سوف تكون كسابق عهدها قبل الإحتلال السد المنيع في مواجهة أي تدخل فارسي في منطقة الخليج العربي.

وقد كان أخر هذه التحركات مؤتمر "عروبة وأمن الخليج العربي" الذي اقامته جمعية الوسط العربي الإسلامي والذي دعي إليه وفد المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز "حزم" المتشكل من السيد احمد مولى رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز والسيد عادل السويدي مسؤول المكتب المكتب الإعلامي لمنظمة حزم. وبكل تأكيد فإنه قد عقدت سابقا مؤتمرات تناولت هذا الموضوع الهام –أي عروبة وامن الخليج العربي- إلا أن ما يميز هذا المؤتمر بالذات هو طرح ملف القضية الأحوازية فيه بشكل قوي ودورها الكبير في الحفاظ على عروبة وأمن الخليج العربي.

وإذ أقول أن تناول القضية الأحوازية يميز هذا المؤتمر، ذلك لأن الدولة الفارسية قد تمادت كثيرا ليس في دول الخليج العربي فقط بل في العديد من الدول العربية الأخرى مثل لبنان ومصر بعد الثورة وسوريا التي يعاني شعبها اليوم القتل والدمار بسبب دعم الدولة الفارسية اللامحدود لنظام الأسد منذ إنطلاقة الثورة السورية بوجه الطغيان قبل عام حيث ان لا رادع لهذه الدولة المعتدية إلا بدعم ملف الشعوب غير الفارسية في جغرافيا ما تسمى بإيران والقضية الأحوازية، التي إن أعطيت حقها سوف لن يكون بإمكان الدولة الفارسية إثارة الفتن والدسائس في الوطن العربي بعدها، لأنها حين إذن ستنشغل بإنتفاضات الشعوب الواقعة تحت نير إحتلال هذه الدولة الغاشمة.

إلا أن ذلك لايعني أن أمن الخليج قد تحقق بمؤتمر او مؤتمرين أو تحركات هذه المؤسسة وتلك المنظمة، بل يتحقق أولا بوضع إستراتيجية بعيدة المدى  تتكاتف من أجل وضعها وتطبيقها جهود الجميع –مثقفين وشعوب وحكام- تكون على رأسها قضية الشعب العربي الأحوازي وتليها نقاط الضعف والثغرات الكثيرة الموجودة في دولة الإحتلال الفارسي. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى