آراء ومقالات

بدعم الثورة الأحوازية تأمين لسلام ووحدة الخليج العربي

سياسة التقسيم والتشطير وإشعال الفتن المذهبية ودعم الجماعات الإرهابية المسلحة وخلق جيوب الفتنة الداخلية  جميعها أدوات ووسائل عرفت منذ ثلاثة عقود يستعملها النظام الإيراني اليوم بطريقة تخادمية ذكية وخبيثة لدعم تسلله لدول المنطقة و لتنفيذ الصفحة الثانية من أجندته التخريبية ممثلة في تحريك الخلايا التخريبية الإيرانية الساكنة ، وإشعال حروب إرهاب داخلية في دول المنطقة كما حصل في البحرين في قرية العكر وبشكل يعيدنا لأحداث الثمانينات المتفجرة في شوارع الكويت تحديدا! والتي شكلت وقتذاك واحدا من أهم التحديات الأمنية والسياسية وبروز معادلة المفاضلة بين الأمن والديمقراطية ، النظام الإيراني يسير على النهج العدواني السابق نفسه وهي سياسة إيرانية وسنة سلطوية متبعة لاتغيرها الأزمان ولا تتبدل بتبدل الظروف  فنهح تصدير الخراب والموت وأمراض الطائفية وصفة إيرانية ثابتة لامحيص عنها ولا مخرج منها، وسياسات الإستفزاز الإيرانية معروفة و موثقة وقد تجاوزت كل الحدود وتعالت على مختلف سياقات العمل الديبلوماسي وحتى الأخلاقي ، وما الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس النظام الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة إيرانيا منذ العام 1971 وتصريحاته العدوانية والإستفزازية هناك ضد عرب الخليج العربي وحول ما أسماه بتفوق الحضارة الفارسية على الثقافة العربية إلا نقطة في بحر السياسة العنصرية والإستعلائية التي تميز الخطاب والعقل السياسي الإيراني المغطى بأغطية شفافة من الدعايات الدينية المبهرجة والحاملة لشعارات الوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي نفاقا ورياء وكجزء من عملية تمويه تكتيكي تاريخية ومعروفة و مشخصة جيدا لدى كل من عرف التفكير السلطوي الإيراني من الداخل ، اليوم يعتقد الإيرانيون بأن ساحة المواجهة مع عرب الخليج العربي ومن خلفهم العالم العربي هي الساحة المثالية لأنها تتضمن مغاليق وأسرار الطموح الإقليمي الإيراني ، وهو طموح واسع المدى ومتعدد الملفات والأهداف ويمتلك أدوات عمل ميدانية فاعلة و نشيطة في العمق العربي وهو بمثابة إستمرار ذكي لمشروع تسلل تخادمي نسجت خيوطه وتأسست خلاياه منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي وجاء وقت حصاده وإستثمار أرباحه في الوقت الراهن ، فالهجمة الإيرانية المتوحشة على البحرين مثلا والمستمرة بوسائل وأدوات مختلفة لكنها معروفة ومفضوحة تمثل جانبا واحدا من طموح إيراني واسع جدا للهيمنة على المنطقة ، ومحاربة الثورة السورية الشعبية عبر إستخدام الأدوات الطائفية الإقليمية هي مسألة حياة أو موت للمشروع العدواني الإيراني الذي تواجهه شعوب المنطقة وأنظمتها من خلال القوانين الدولية وملفات إدارة الأزمات الإقليمية ووفق مبدأ حسن الجوار الذي لايفهمه النظام الإيراني إلا من خلال تغليب منطق الإرهاب ودعم خلاياه والتدخلات الفظة والإستفزازية في شؤون دول المنطقة الداخلية ، وأعتقد أن الأوضاع في العراق وهيمنة النظام الإيراني هناك تعطي الدليل الأصدق حول طبيعة المشروع الإيراني الجهنمي الخبيث ، النظام الإيراني يحرك الملفات ويتصرف بطريقة مريحة له بالكامل ، فهو الذي يبدأ على الدوام بأخذ زمام المبادرة? وهو الذي يحدد الأولويات ? كما أنه من يبدأ الفعل بينما تكتفي دول المنطقة برد الفعل ودائما مايكون باهتا وضعيفا لايتناسب حجم إستجابته مع مستوى التحدي ! ، ورغم أن النظام الإيراني وهو يعربد ويهدد ويتوعد يعاني من ثقوب ونقاط ضعف داخلية هائلة إلا أن المشروع العربي والخليجي تحديدا قد أهمل للأسف مراعاة تلك الحالة ، ففي الوقت الذي يحاول النظام جاهدا تخريب الحالة في البحرين وتصعيد الأوضاع الإرهابية هناك والإنتقال بالعمل المعارض نحو مسألة رفع السلاح بوجه الشرعية الدستورية وبالشكل الذي يخرب البلد ويزعزع الأمن الإقليمي بالكامل ، فإن الرد العربي لايتعدى صيغة بيانات الإستنكار والشجب والإدانة!!، وهي مصطلحات وصيغ فاقدة لمعناها بالكامل ولا تمثل أي رادع حقيقي لدهاقنة نظام الحقد الإستيطاني العنصري ، والإهمال العربي المؤلم لأهم ملف ستراتيجي إقليمي وهو ملف الثورة الشعبية الأحوازية ودعم ثورة الشعب العربي هناك ضد الإحتلال الإستيطاني الأشد بشاعة حتى من الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والأقدم منه بكثير هو إهمال يصب في مصلحة السياسة العنصرية العدوانية الإيرانية التي تمتلك الحرية المطلقة في تحريك الملفات بينما يظل الشعب الأحوازي العربي المحتل يعاني من سياسات تسلط وإجتثاث وتطهير عرقي وعنصرية حاقدة ومريضة ولايجد من يحتضنه أو يدافع عنه من أشقائه العرب الذين بإنتصاره وتحقق أهدافه التحررية والإنسانية السامية سينتصرون في النهاية ? لقد تمادى رؤوس وقادة النظام الإيراني في إطلاق التهديدات وفي الإستخفاف بالعالم العربي بينما يخوض الشعب الأحوازي ومنذ مايقارب التسعة عقود دموية عجفاء كل صور التحدي والنضال من أجل تكريس و تعزيز هوية وعروبة الأحواز وحق شعبها في التواصل والتوحد والإندماج مع محيطه العربي وكف يد النظام الإيراني عن نهب ثرواته الوطنية وتحويل عوائدها في خدمة المشروع الإرهابي العنصري الإيراني المعروف ، لقد جاء وقت نفض الغبار عن ملف الثورة الأحوازية ، وآن أوان تقديم الدعم العربي لها والعمل على توحيد فصائلها في مشروع جبهوي وطني أحوازي موحد وبما يعيد رسم الملفات والأولويات في المشهد الستراتيجي الخليجي ، جربوا أيها العرب دعم الثورة الأحوازية وساعتها سترون قادة النظام الإيراني المتغطرس وهم يزحفون على بطونهم توسلا وإرضاء للجانب العربي… لاداعي للتردد فالإستجابة تكون على قدر التحدي ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم ، ولابد من إقبار المشروع العدواني الإيراني ، وليس هنالك من ملف أقوى من ملف الثورة الأحوازية والتي بإنتصارها القريب سيتعزز الأمن والسلام الإقليمي وتقطع رؤوس أفاعي الحقد والعنصرية… جربوا ولن تخسروا شيئا.
dawoodalbasri@hotmail.com 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى