آراء ومقالات

ندوة في اليمن تحت شعار :”الاحواز والجزر الاماراتية المحتلة عربية”

ندوة سياسية بصنعاء تدين زيارة الرئيس الايراني لجزيرة ابو موسى وتدعو الى تحرك دولي لانهاء احتلال الجزر الاماراتية

موقع : ثورة شباب التغيير في اليمن السعيد

تحت شعار :”الاحواز والجزر الاماراتية المحتلة عربية” نظمت صحيفة الاضواء وشباب المنتدى العربي الاسلامي بالعاصمة اليمنية صنعاء اليوم وبالتعاون مع رابطة الصحافة القومية ندوة (خفايا وابعاد زيارة رئيس الرئيس الايراني لجزيرة ابوموسى الاماراتية) وشارك في الندوة عدد من الباحثين والمفكرين بالاضافة الى المنتدى العربي الاسلامي ورابطة الصحافة القومية بأوراق تناولت المواقف وردود الافعال العربية والدولية وتاريخ الاطماع والمخططات الفارسية (قديمها وحديثه) ووسائل المواجهة والتصدي لها..

ونستعرض هنا ابرز نقاط ما جاء في اوراق الندوة على النحو الاتي:

 

ـ الورقة الاولى قدمها الاستاذ علي احمد الاسدي رئيس رابطة الصحافة القومية – ناشر ورئيس تحرير صحيفة الاضواء الاسبوعية اليمنية بورقة عنوانها: (المخططات والاطماع الفارسية قديمها وحديثهافي المنطقة واولويات الامن والسلام الخليجي) حيث بدأ حديثه قائلا:-

 – حقيقة وانا اقرأ خبر زيارة الرئيس الايراني الاستفزازية لجزيرة ابو موسى الاماراتية وردود الافعال والمواقف العربية والدولية المنددة بتلك الزيارة عدت بالذاكرة الى عام 1982م حيث نشرت صحف سعودية ومنها المدينة على ما اذكر حديثا مطولا للرئيس العراقي صدام حسين -رحمه الله- والذي كشف من خلاله الاطماع الفارسية في الوطن العربي وهي توسعية اكثر منها سياسيا بعبائة الدين الاسلامي الحنيف وتنبأ في ذلك التاريخ لجملة من الاحداث والوقائع الجارية والمخططات الفارسية التي تحاك بالمنطقةاليوم وهي ذات الاطماع والمخططات التي كانت موضوع ندوة اقيمت في مكتب صحيفة (الحياة) في العاصمةالسعودية الرياض في تاريخ 9- مايو 2009م اي قبل ثلاثةاعوام تقريبا .

اعني هنا ان الاحتلال الايراني للجزر العربية الاماراتية والاحواز العربية ليست غريبة ولا جديدة لمن يقرأ التاريخ جيداً، تؤكدها وتعززهاالزيارة الاستفزازية الاخيرة التي قام بها الرئيس احمدي نجاد التي اراد من خلالها ارسال رسالة للعرب ان الخليج العربي (فارسي) وليس عربي .

الدولة الصفوية إبان عهد الشاه إسماعيل كانت لها محاولات للسيطرة على المنطقة الخليجية والعراق أيضاً، لكن الدولة العثمانية حافظت على الهوية السنية لدول المنطقة في تلك الحقبة، فيما تعاونت الدولة الصفوية مع كل من يهدد أمن المنطقة كالبرتغاليين والإنكليز، وكان الشاه إسماعيل يردد آنذاك:  سأمدكم بما تحتاجون.

وصدّق الكثيرون شعارات ثورة الخميني عن نهضة إسلامية، متوسلة تحويل سفارة إسرائيل فيها إلى سفارة فلسطينية.

المشروع الإيراني واضح في رؤيته الهادفة إلى بسط نفوذه على الخليج العربي، وتحديداً منذ الثورة الإيرانية في نهاية السبعينات، وعاد بالذاكرة إلى عقود قائلاً: «المشروع الفارسي دعمته أميركا إبان وجود الشاه، ليكون الحاجز الأول أمام الاتحاد السوفياتي آنذاك، وكان للشاه حينها مشروع توسعي نحو دول الخليج، وهو ما رفضته الدول الكبرى في حينه، ومنعوه فلم يمتنع، إذ كانوا يخشون من سيطرته على نفط المنطقة، وما لبث الأميركيون أن اتجهوا إلى إبعاد الشاه ودعم الجماعات الإسلامية، ووقتها لم يكونوا يفرقون بين الشيعة والسنة، ووجدت حكومة الرئيس كارتر أن وجود دولة إسلامية في آسيا إلى جانب أفغانستان سيصيب الاتحاد السوفياتي في مقتل، وهو ما يتحقق – بحسب رأيهم – في إيران، لكن كارتر فوجئ بطموحاتهم التي لا تنسجم معه.

وهنا استدل بفقرات من اوراق الندوة التي عقدت في الرياض قبل ثلاثة اعوام :

فيقول أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الملك سعود محمد آل زلفة في ورقته: «إيران دخلت في حرب مع العراق لثمانية أعوام، وخسرت فيها الكثير على رغم المال والجيوش والدعم من بعض الدول العربية التي لا تحب صدام حسين، وعلى رغم دعمها الشعارات العقائدية، لكن الشعب العراقي العربي العظيم نجح في التصدي لأهداف إيران التوسعية، التي تناست أن ثورتها متخّلفة، ولا يمكنها أن تعيش في العصر الحالي، ولا تملك رؤية حديثة، في ظل ترديدها لشعارات دينية غير صحيحة. والمتأمل في الوضع العراقي حالياً يؤكد أن التدخل الإيراني أفسد أمنه، وأســــهم في تأجيج الطائفية، لكن العراقيين المـــخلصـــين تنبهوا إلى هذه المخططات، ويتصدون لها حالياً، كما أن ممارساتها الســـلبــية هذه تتكرر في اليمن والســودان ولبــنان ومصر أخيراً، وهم لن يحققوا أي نجاح في المنطقة، وسيبقون مصدر أذى فقط، بوساطة أذرعهم في المنطقة، والتي اعترف بها حسن نصر الله أخيراً. لقد قابلت بعض العرب الإيرانيين الذين تحولوا من المذهب الشيعي إلى السني هرباً من عنصرية قادتها المقيتة، إذ يطالبون بحقهم في العيش عرباً إيرانيين«

غياب المشروع العربي:

فيماتساءل الدكتور محمد العويرضي عن وجود مشروع عربي قابل للتطبيق والانتشار: «أين المنطلقات القومية في القرن الـ19؟، إذ إن المشروع العربي لا بد من أن يكون شديد الالتصاق بالموروث الثقافي العربي، وانفصام الموروث عن المشروع العربي سيفشله بالتأكيد، ويكوّن جبهة داخلية ضده، مع التأكيد أن المشروع العربي أكبر من تحقيق سلام، بل هو مشروع مستقبلي لرفعة شأن الأمة العربية، ولو تحقق السلام هل تستطيع إيران اختراق الجانب السوري أم الفلسطيني أم الجماعات في دارفور أم شمال إفريقيا؟ علينا العمل لئلا نسمح لإيران بالتدخل في شؤون المنطقة، انظروا ماذا يحدث في باكستان، ومن يدعم طالبان في أفغانستان؟«.

ويضيف: «يجب أن يتكاتف الجميع مع المشروع العربي السياسي الذي قدمه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تم عرضه باسم الأمة العربية، والسعودية دولة إقليمية ذات تأثير اقتصادي وسياسي كبير، ولها موروث معنوي قوي، وتمثل مع مصر أهم دولتين سنّيتين في العالم، ومواجهة المـــشروع الإيـــراني تبدأ من حدود أفغانستان الشرقية حتى القرن الأفريقي«

اماالدكتور أنور عشقي فيقول في هذا المحور: «لا يوجد مشروع عربي واضح المعالم، إنما يوجد مشروع إسلامي معروف منذ عهد النبي (صلّى الله عليه وسلّم)، وقد تضاءل الإحساس بأهمية القومية العربية، وأنها الداعم القوي للإسلام وشعوبه، لذا تجب عودة الحس القومي العربي مجدداً على أساس ثقافي بعيد من الطائفية والعرقية.

المشروع الإيراني ضد العروبة وخصوصاً ضد دول مجلس التعاون الخليجي، وتجب مواجهته وتوجيه النصح للإيرانيين بأهمية إيقاف مشروعهم ذي الشعارات الزائفة. تريد ايران إعادة العرب إلى عصور الجاهلية، والقتال في ما بينهم. القومية العربية في بدايتها ركزت على الانتماء العرقي، ونجحت في التصدي للاستعمار، ويجب أن يطور هذا المفهوم ليكون مبنياً على انتماء ثقافي، فعندما أمعنّا في الانتماء العرقي ابتعد الأكراد والأمازيغيون وأهل جنوب السودان، وغيرهم مع انهم جميعاً عرب ثقافياً، لا بد من تحديث الفكر القومي العربي في عصر العولمة«.

ويرجع الدكتور محمد آل زلفة ضعف الصف العربي إلى الخلاف العربي – العربي وغياب التوحد في مجابهة التحديات التي تواجه الأمة، مبدياً دهشته ممن لا يرى في إيران خطراً على دول المنطقة، مشيراً إلى أن الوقت مهيأ ليكون للدول العربية مشروعها الذي يمكنها من التصدي للعدو الإيراني، ويحوّل الضعف إلى قوة، وبناء صف عربي مخلص بعيد من بائعي الوهم في المنطقة، مطالباً بالاستماع إلى صوت العقل الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز والذي أكد أن لا أمن لنا إلا بالوحدة، وتجاوز كل ما قيل فيه، وفي حق شعبه، وقدّم مشروعاً حقيقياً لترتيب الصف العربي بعيداً من أصحاب المشاريع الوهمية، والمتاجرة بمقدرات الأمة ومكتسباتها.

وقال آل زلفة: «ليس صحيحاً أن الأمة العربية لا تملك مشروعاً حقيقياً، ومن يردد هذا الكلام هم الفرس والغرب وغيرهم، المشروع العربي للسلام بدأ عام 2000 في بيروت، وبإجماع جميع القادة العرب، الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد دعا في مسقط إلى مشروع لإصلاح البيت العربي، واستمر في هذا التوجه عبر مشروع إسلامي في مكة المكرمة«.

ويقول الدكتور أنور عشقي عن النهج الإيراني: «دول الممانعة تصفي حساباتها سياسياً فقط، وتحالفاتها مع إيران لوجود مصالح مشتركة فقط، ولو نظرنا إلى بيان القمة العربية – اللاتينية التي أعقبت القمة العربية في الدوحة، وجدنا أن الدول جميعاً عدا فنزويلا ودولة أخرى فقط تحفظت على بند يؤيد احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث. العالم حالياً بدأ يكتشف أطماع إيران وطموحاتها التوسعية وأنها مبعث قلاقل للمنطقة، ومن يشكك في التوجهات الإيرانية عليه التوجه إلى المكتبة العامة في طهران، ليجد في الواجهة صفحة من كتاب تراثي طولها متر وعرضها كذلك ووضعوها في صندوق بلوري مكتوب فيها: «كيف للعرب الأنذال أن يسقطوا الإمبراطورية الفارسية، علينا أن نعيدهم إلى الصحراء من جديد». علينا أن نقنع ايران بأن هذه التوجهات خاطئة، وأن الأئمة السُنّة لا يجدون بينهم وبين إخوانهم الشيعة فرقاً، وعليها أن تبتعد عن أطماعها السيئة التي تضرها وتضر دول المنطقة أيضاً، وهنا أؤكد أن إيران لن تتورع في استخدام أية وسيلة لتحقيق أهدافها، فعلى رغم مذهبها الشيعي استخدمت السنّة في تحقيق أهدافها باعتراف العوفي الذي أكد هذه الحقيقة، في ظل أن لديها عداوة ضد العروبة والمسلمين«.

الدكتور آل زلفة يبــدي دهشته ممن لا يرون في المشروع الإيراني خطراً على المنطقة، وقال: للأسف لا يميزون بين احتلال أرض عربية بقوة فارسية، واحتلال أرض مثلها بيد إسرائيلية، على رغم أن مزارع شبعا لا تتجاوز مساحتها جزيرة طنب الكبرى، وأنا مع استعادة كل شبر عربي محتل. وإيران دولة محتلة كما هي إسرائيل، لكن البعض يغض النظر عن المشروع الإيراني الذي يمثل أكبر خطر على المنطقة، ويدرك خطورته بسبب البعد الجغرافي عن مداه«.

أما الدكتور محمد العويرضي فيقول: «إيران تشعر بالقلق من الجانب الغربي، ولذلك تعمل على احتواء الكثير من الجماعات ودعمها لتحقيق مكاسب سياسية، وعندما يقول مثلاً الأمير سعود الفيصل إن أميركا سلّمت العراق إلى إيران، فهذا يعطي دلالة أكيدة على أطماع إيرانية واضحة في البلاد العربية.

ويضيف: «المنطقة العربية إلى جانب باكستان وأفغانستان هي محور المشكلات في العالم حالياً، لذا يجب ألا يترك لأي لاعب إقليمي أو دولي أن يقوم بإدارة المنطقة بطريقته الخاصة، وعلينا أن نُقوّم إيران مثلاً بطريقتنا الخاصة لا وفق المنظور الغربي الخالص، ومن منظور مصلحتنا الخاصة بنا«.

«نووي إيران» يهدّد المنطقة:

ويتساءل الدكتور محمد آل زلفة عن بعض من يقارنون المشروع النووي الإسرائيلي بنظيره الإيراني، ويجدون في ذلك مبرراً لاستـــمرار الأخير، مشيراً إلى أنهم متناسون أن إيران ستستخدم مشروعها النووي في حال إكماله، وسيلة ضغط على دول المنطقة، التي تريد الهيمنة عليها، مستشهداً بمفاعل «بوشهر»، الذي سيعمل رسمياً بعد عام واحد، وقال: «لو حدثت أي مشكلة للمفاعل، فسيهدد أمن الخليج بأكمله في شكل مدمر، وسيكون مثل «تشيرنوبل» الذي عانت منه أوروبا كثيراً، لأن إيران لا تملك التقنية العالية، التي تمكّنها من السيطرة، لذا على الدول الكبرى التدخل وإيقاف هذا المشروع الخطر، إذ ان إيران قادرة على تلويث مياه الشرب في الخليج العربي، وهو ما يمثل تقريباً 80 في المئة من مياه الشرب المحلاة في دول الخليج»

أما الدكتور أنور عشقي، وهو العسكري المتقاعد، فتحدث حول هذه النقطة، قائلاً: «إيران لها مشروع طموح جداً، لكنه غير قابل للتنفيذ، كما انه يورث اضطرابات في المنطقة، وربما يسهم في حدوث حروب أهلية في المنطقة، لكن الأمر الدافع للارتياح من هذه المخاوف هو حكمة رؤساء الدول العربية، الذين لن يسمحوا بنفاذ هذا المشروع إلى دولهم، ولو أخذنا شيعة البحرين مثالاً، فهم مواطنون خليجيون يدينون لحكومتهم بالولاء، والاستفتاء أيام الشاه، أثبت أن مواطني البحرين شيعة وسنّة كلهم أرادوا الاستقلال عن إيران، حتى إن السعودية رفضت عرضاً بضم البحرين لها، حتى لا يقال ان لها أطماعاً توسعية، نتمنى أن تسقط إيران لغة التطرف والتشدد، ولا تصور المنطقة على أنها منطقة توترات، على رغم ان إيران تحولت إلى ملاذ آمن ومعسكرات تدريب للإرهابيين باعترافات السعودي صالح العوفي أخيراً، إذ انه وثق وصادق على هذه الاتهامات، التي طاردت إيران منذ فترة طويلة».

من يعيدهم إلى البيت العربي؟

الدكتور محمد العويرضي يرى ضرورة إعادة الجماعات والدول التي اختارت الحضن الإيراني، ويقول: «يجب احتضان جماعات المنطقة السياسية أو حتى المذهبية، وعدم تركها ترتمي في أحضان إيران، إذ ان إقصاءهم سيدفعهم إلى هذا الوضع، لذا على قادة العرب ألا يسمحوا لهذه الجماعات بأن تختار أية مشاريع إقليمية أو دولية، ويجب أن تبقيها في كنفها، إذ ان التدخل الأجنبي سيسمح بإثارة القلاقل مجدداً في المنطقة العربية، وسيؤدي إلى المزيد من الاضطرابات».

وأضاف: «أحب أن أؤكد أنني عندما أقول يجب احتضان الجماعات الإسلامية، فهذا لا يعني أننا لم ندعم حماس مثلاً، ولكن علينا ألا نسمح للآخرين بالتدخل واحتضان هذه الجماعات، من أجل اختطاف الأمن العربي، ويجب أن نتساءل عن دورنا تجاه حماس، وغيرها من الجماعات قبل توجيه التهم إليها. وإن كان في أجندة السياسة الإسرائيلية خلق حال من الصراع في الجانب الفلسطيني، فعلينا أن نحتوي هذا الصراع، فنحن نملك من الأدوات ما يسمح لنا بمصالحة حماس وفتح».

الدكتور أنور عشقي لم يختلف رأيه عن سابقيه إذ كان هناك شـــبه اتفـــاق على أهمية إعادة الجماعات والدول التي تفضل إيران على غيرها، وأوضح: «علينا ألا نترك لإيران ثغرات في منطقتنا تسمح لها بالدخول في قضايانا، لأن إيران صاحبة مشروع يهدف إلى إعادة المجد الفارسي على حساب العرب والمسلمين، لذا يجب أن يتم تحقيق العدالة في المجتمعات العربية وبالتالي عدم السماح لنمو جماعات داخلية معادية، في ظل أن الكثير من الأعداء لا يشرعون في السيطرة علينا إلا وهم يرفعون شعار (من ضعفكم أستمد جبروتي)، ويجب أن نقف مع إخواننا في سورية وحماس ونعيدهم إلى البيت العربي، ونحاول أن نصحح أخطاءهم، ونبدأ الحوار مع من نختلف معهم».

منظار المصلحة : 

الدكتور محمد العويرضي يرى أن الوقت ملائم لاستخدام الوسائل الإعلامية لتفكيك المشروع الإيراني، وكذلك استخدام الجانبين الاقتصادي والسياسي، مع تأكيده أن إيران دولة ضعيفة لديها هاجس أمني كبير، كما أنها تستخدم تكتيكات معينة لتحقيق مكاسب على حساب الأمة العربية، مطالباً الجماعات العربية والدول أن تكون أكثر وعياً في التعامل مع إيران، كما يأمل بتقوية الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أننا إذا وصلنا إلى هذه المرحلة فلن تستطيع إيران ولا الدول الغربية التأثير في الدول العربية، كما شدد على تجنب منهج الإقصاء لبعض الفئات داخلياً، إذ إنه سيولد الإرهاب، مستشهداً بحال الجزائر الذي يجسد هذه الحقيقة.

الدكتور أنور عشقي له مطالبة قريبة نوعاً ما من سابقه، إذ يقول: «نظرة الغرب تجاه المـــشروع الإيراني تخـــتلف عن نظرتنا نحن، هم يبحـــثون عن حماية النفط، أما نحن فنحاول حـــماية مقدراتنا ومكتسباتنا، ونحن نتمنى أن تتعاون إيران معنا بعيداً من مذهبها الشيعي الذي لا يعنينا، لكن من دون وجود مطامع وقلاقل واضطرابات في المنطقة، مع الإشارة إلى أن إيران ليست بالقوة التي نتصورها، فطائراتها لا تزال «إف 5» وهي قديمة جداً، والغواصات التي يمتلكونها لا تزال تعمل بالديزل».

ويضيف: «لا حـــماس ولا ســورية تدعمان إيران، فسورية وقعت في الدوحة على بيان يشجب تصرفات إيران وهي الحليفة الاستراتيجية لها، في دلالة أنها بلد عربي أصيل، وعلى رغم أن سورية فتحت أبوابها للمد الشـــيعي، لكن تبيّن أنها رافضة للممارسات الإيرانية في المنطقة، وأكدت أنها لم ترتم في أحضانها، وهي ترفض أن يكون مدها الفارسي على حساب هويتها العربية، وشيـــعة العراق تنبهوا إلى مخططات إيران في نقل المرجعية الشيعية إلى قم الإيرانية بدلاً من النجف العراقية، حتى يتجه جميع الشيعة إليها، متناسين نحن أن أكثر من 30 في المئة من الإيرانيين تحت خط الفقر، ويرفض الشعب الإيراني إرسال 30 مليون دولار شهرياً إلى حماس.

 

 

مااريد طرحه هنا هو التأكيد على مصداقيةوحقيقة التقرير الذي نشرته (الشرق) السعودية وان ما تضمنه التقرير ليس جديدا على المتابعين والمهتمين والمراقبين للسياسة الايرانية (قديمها وحديثها) فهي اطماع توسعية باسم الدين.

لماذا تتكابر دول مجلس التعاون العربي وتترك ايران تصول وتجول وتسرح وتمرح في بعض دول المنطقة؟؟

-للأسف الشديد هناك دول عربية غنية هي من تركت الحبل على الغارب لإيران وخاصة من بعد سقوط بغداد، وهي من جلعت إيران تستفرد بسوريا وبجزء من لبنان وتسعى جاهدة إلى الإستفراد باليمن وهذا لاشك تهديد مباشر للامن القومي الخليجي لما يمثله اليمن من عمق استراتيجي فكما كان يمثل العراق ابان نظام الرئيس الراحل صدام حسين بوابة العرب الشرقية يمثل اليمن بوابة الجزيرة ةالخليج العربي الجنوبية .

 

 

فها هي ايران تسيطر اليوم على البوابة الشرقية وتسعى للسيطرة على البوابة الجنوبية واخواننا في مجلس التعاون الخليجي في مقابل التمدد والتوسع الفارسي يقفون مكتوفي الايدي في الوقت الذي تتوفر فيه مقومات حشد الامكانات والقدرات المادية والمعنوية في مواجهة المشروع الفارسي التوسعي الذي يمس ويهدد سلامها وامنها القومي بالدرجة الأولى.

هناك قوى وامكانات يمنية مهدورة لم تلتف اليها دول الخليج وبالامكان حشدها وتجييش امكاناتها وطاقاتها في مواجهة المشروع الايراني خاصة وان تلك القوى والتيارات السياسية والفكرية اليمنية وتحديدا القومية مثل البعثيين يلتقون ويجتمعون معها في قاسم وهدف مشترك وهو مواجهة المد الفارسي الصفوي في المنطقة الذي حذر منه الرئيس الراحل صدام حسين – رحمه الله-.

البعثيون يمثلون اكبر شريحة سياسية وفكرية في اليمن وهم الاقرب الى دول الخليج لانهم يلتقون معها في هدف واحد امام عدو تاريخي واحد وهو ايران

 

 

الى جانب الكيان الصهيوني ان لم يكن اشد خطرا من الاخير لان الاول عدو متسلل تحت غطاء الدين .

 

 

على الاشقاء ان يتناسوا ويطوون صفحة الماضي من اجل الحاضر لمواجهة التحديات والاخطار الفارسية المحدقة بالمنطقة .

ونعود لنتسائل :لماذا لايفتح الاشقاء في الخليج وفي مقدمتهم السعودية نافذة حوار وتواصل مع القوميين والبعثيين على وجه التحديد قبل ان تسبقهم ايران التي تبذل جهودا ومساع حثيثة لا ستقطابهم عبر قيادات بعثية موالية لسوريا الا انهم يرفضون ذلك لانهم يعتبرونها العدو الاول للعروبة وهي من رعت جريمة اعتيال الرئيس الراحل صدام حسين .

وهناك شريحة كبيرة من البعثيين المحسوبين اسما او شكلا على سوريا لكن قناعتهم عكس قناعة قيادتهم الموالية لدمشق فهم يتحفظون على تبعية حزبهم وقيادتهم لدمشق لانها في الاهداف والابعاد تبعيه لايران وهم يدركون هذه الحقيقة .فهم يعتبرون الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي اقرب اليهم من عدو يتسلل اليهم متقمصا عبائة الدين .

 

 

-الورقة الثانية قدمها الدكتورغيلان الشرجبي بعنوان غياب استراتيجية المواجهة والتصدي لدى دول مجلس التعاون الخليجي والعرب عموما).

 

 

حيث اكد في ورقته على اهمية مواجهة الفكرالتوسعي الفارسي بالفكر العربي القومي المضاد والذي اثبت قدرته ونجاحه ابان نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي عرف حينذاك بـ حارس بوابة العرب الشرقية .

ودعت الورقة دول مجلس التعاون الخليجي باعداد برنامج وخطة عمل تتبنى دعم الفكر العربي واعادة تاهيل المشروع العربي القومي بإعتباره السلاح الناجع لمواجهة الفكر التوسعي الفارسي.

-فيما استعرضت ورقة شباب النتدى العربي الاسلامي المواقف وردود الافعال العربية والدولية التي اعقبت زيارة الرئيس الايراني لجزيرة ابوموسى العربية الاماراتيةوابرزها الموقف الامريكي (حيث أعربت واشنطن عن دعمها لدعوة الإمارات العربية المتحدة إلى حل النزاع عبر التفاوض أو من خلال اللجوء الى محكمة العدل الدولية).

 

 

-وموقف وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الذي خصص اجتماعهم الوزاري الـ39 الاستثنائي لمناقشة مستجدات الاحتلال الإيراني للجزر التابعة للإمارات العربية المتحدة (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى)، والزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى المحتلة.

-وتناولت الورقة الرابعة الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية قدمها علي الشاطبي مدير تحريرموقع الاضواءنت :

عادت قضية الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران إلى الواجهة مع قيام الرئيس محمود أحمدي نجاد بأول زيارة له إلى جزيرة أبو موسى قبل يومين. تاليا معلومات أساسية عن الجزر المحتلة.

الموقع والتبعية:

 

طنب الكبرى: تبلغ مساحتها ما يقارب تسعة كيلومترات مربعة. تقع في شرق الخليج العربي قرب مضيق هرمز. الجزيرة كانت تتبع لإمارة رأس الخيمة قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، واحتُلت من قبل إيران في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1971 بعد أيام من انسحاب قوات الاستعمار البريطاني منها.

طنب الصغرى: ذات أرض رملية وصخرية وتتكاثر فيها الطيور البرية والبحرية ولا تتوفر فيها مياه الشرب العذبة، ولذلك كانت تضم أسرة واحدة عند استيلاء إيران عليها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1971 من رأس الخيمة.

تقع طنب الصغرى على بعد حوالي 12.8 كيلومترا غرب جزيرة طنب الكبرى، وهي مثلثة الشكل ويبلغ قطرها حوالي 3.6 كلم، ويبلغ طولها 1.6 كلم وعرضها 1.2 كلم.

أبو موسى: كانت مأهولة عند احتلالها بنحو ألف مواطن إماراتي. تبلغ مساحة جزيرة أبو موسى 25 كيلومترا مربعا، وهي تقع على بعد حوالي 43 كلم من شواطئ الإمارات و67 كلم عن الشاطئ الإيراني.

المزاعم الإيرانية

ترتبط مزاعم إيران تجاه الجزر الثلاث بالموقع الإستراتيجي لطنب الكبرى والصغرى القريب من مضيق هرمز الذي يشكل بوابة للخليج، في حين تمثل الموارد الطبيعية لأبو موسى وموقعها سببا لاهتمام الإيرانيين بها.

الجزر الثلاث كانت مشمولة بمعاهدة الحماية منذ توقيعها عام 1819 بين حكام الخليج وبريطانيا. لكنها كانت موضع اهتمام إيران التي حاولت بوصفها أكبر قوة إقليمية احتلالها عام 1904 وعام 1963 لكنها أخفقت.

بعد فشل إيران في استتباع البحرين التي صوت سكانها في استفتاء على عروبتها عام 1970،ركز شاه إيران محمد رضا بهلوي – القلق من مفاعيل الاتحاد المرتقب بين الإمارات – اهتمامه على الجزر الثلاث، وأعلن أنه ينوي احتلالها.

فحاول أولا إقناع حاكم رأس الخيمة صقر بن سلطان القاسمي بشراء طنب الكبرى والصغرى أو تأجيرهما، لكنه ووجه بالرفض. في حين وافق حاكم الشارقة خالد القاسمي -بعد أن أخفق في الحصول على مساندة عربية- على توقيع مذكرة تفاهم مع إيران برعاية بريطانية، ونصت على تقاسم السيادة على أبو موسى وعلى اقتسام عوائد النفط فيها، دون اعتراف إحداهما بمزاعم الأخرى تجاه الجزيرة.

 

الاستيلاء على الجزر:

وضعت إيران يدها على طنب الكبرى والصغرى بعد أن اقتحمتهما بالقوة العسكرية قبل خمسة أيام من الانسحاب البريطاني المحدد في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1971. في حين أنزلت قوة عسكرية ونشرتها في أبو موسى عملا بالاتفاق مع حاكم الشارقة.

وبعد شهرين من ظهور اتحاد الإمارات المكوّن من أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين، انضمت له رأس الخيمة، مما حول قضية الاحتلال الإيراني لطنب الكبرى والصغرى إلى قضية وطنية.

استمرت مفاعيل اتفاق تقاسم السيادة في أبو موسى حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، إلا أن حكام إيران في عهد الجمهورية الإسلامية في إيران قرروا بعد انتهاء حرب الخليج الأولى مع العراق توسيع الاستخدام العسكري لجزيرة أبو موسى، فنصبوا فيها صواريخ مضادة للسفن وأقاموا فيها قاعدة للحرس الثوري وفيلقا بحريا. ثم بدؤوا بمضايقة البعثة التعليمية العربية وحظروا دخول أفرادها إلى الجزيرة دون تأشيرة إيرانية. وأخيرا خيروا سكان الجزيرة العرب بين الطرد وقبول الجنسية الإيرانية.

قضية الاحتلال:

رفضت الإمارات العربية احتلال إيران لجزرها الثلاث وعرضت قضيتها على الأمم المتحدة لإصرارها على تجنب المواجهة مع دولة إسلامية، وحاول قادة الإمارات مرارا إقناع طهران بحل القضية عبر المفاوضات المباشرة أو محكمة العدل الدولية، لكن الأخيرة كررت رفضها، معتبرة أن سيادتها على الجزر الثلاث ليست محل نقاش. وبُذلت في هذا السياق عملية تفاوض في أبو ظبي بين الطرفين عام 1992 لكنها لم تصب أي نجاح، وقامت سوريا بوساطة مشابهة انتهت إلى الفشل.

توصيات الندوة:

– ادانة زيارة رئيس النظام الفارسي لجزيرة ابوموسى العربية الاماراتية.

– التمسك بعروبة الجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى-طنب الصغرى- ابوموسى).

 

– دعوة قادة دول مجلس التعاوني الخليجي الى تبني المشروع العربي القومي بإعتباره السلاح الناجع لمواجهة المشروع الفارسي .

– مواجهة الفكرالتوسعي الفارسي في المنطقة بالفكرالعربي القومي المضاد .

– دعوة المجتمع الدولي لتحرك فوري لوقف الاستفزازات الايرانية وانهاء احتلالها للجزرالعربية الاماراتية الثلاث.

– الوقوف الى جانب الشعب العربي الاحوازي حتى اعلان استقلاله وتقرير مصيره.

– اقامة الفعاليات والانشطة الثقافية والاعلامية والسياسية لحشد دعم وتأييد الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي في مواجهة صلف الاحتلال الفارسي للجزر والاراضي العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى