مواقف إيرانية عدوانية وقحة ضد أمن الخليج العربي

لم تكن غريبة اللهجة العدوانية والمتغطرسة التي عبر خلالها وزير الخارجية الإيراني (العراقي المولد واللغة والتبعية) علي أكبر صالحي عن غضبته وغضبة نظامه من ردود الأفعال العربية والخليجية حول الزيارة الاستفزازية التي قام بها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لجزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة، والتي كانت بمثابة رسالة ابتزاز إيرانية واضحة لشعوب الخليج العربي ولحكوماتها بأن تفضح كل علامات النفاق السياسي المريع للديبلوماسية الإيرانية المعتمدة على تسويق الأكاذيب وتصدير الإرهاب والتخطيط الأسود المتفاعل مع كل القوى الشيطانية التي تريد بالمنطقة الخليجية الخراب.
لقد كانت لهجة التهديد واضحة في خطاب وزير الخارجية الإيراني صالحي من خلال اتباع أسلوب الوعيد العلني المترافق مع استعراضات عسكرية واهية للجيش الإيراني بمناسبة أعياده المزعومة والتي يتعنطز الإيرانيون من خلالها ليس على قوى "الغرب الكافر" كما يزعمون! وليس تحديا للشيطان الأكبر كما يصرخون كل يوم ومنذ أكثر من ثلاثة عقود! بل إنها رسالة إرهابية إيرانية رسمية واضحة المباني والمعاني والإيحاءات والدلالات الرمزية والعلنية جوهرها الأساس هو تخويف دول الخليج العربي وإرسال إشارات للقوى العميلة والتابعة لإيران في الخليج العربي عن قدرات استعراضية إيرانية معلنة، لكنها فاشلة فشلا ذريعا ساعة التطبيق الميداني.
النظام الإيراني يعيش اليوم في عزلة قاتلة ويعاني من أزمة داخلية مستشرية في ظل صعوبات ومشكلات اقتصادية هائلة ستترك مؤثراتها على التصرفات الإيرانية في المنطقة وفي ظل واقع ميداني إقليمي يتميز ببداية إنحسار بل وتلاشي الوجود العسكري الإيراني والهيمنة السياسية في المنطقة بسبب تطورات الربيع العربي والسقوط الوشيك لأكبر قاعدة تسلل إيرانية في شرق العالم العربي وهوالنظام السوري الذي يخوض اليوم صراع البقاء النهائي والذي تحددت نتيجته النهائية مسبقا، يحاول الإيرانيون من خلال تصريحات صالحي العدوانية المغلفة بالسموم الناعمة الإيرانية المعروفة الإيحاء للعالم بأسره بأنهم ماضون للنهاية في دعم سفاح الشام رغم عدم قدرتهم على الوقوف بوجه تيار الثورة الشعبية السورية الهادر الذي قلب كل الموازين وأطاح بكل النظريات وهشم كل معاول وأسس ومرتكزات الدجل السياسي والفكري والديبلوماسي الإيراني، ثم ان النظام الإيراني من الناحية اللوجستية الصرفة يواجه اليوم ثورات الشعوب غير الفارسية التي ستتصاعد حدتها قريبا والتي تواصلت مع تصعيد الثورة الشعبية التحررية في إقليم الأحواز العربي المحتل وحيث تواجه عصابات الإحتلال الصفوي العنصري الإستيطاني الجاثم.
هناك نيران الغضب الأحوازي التي ستتوج بالنصر العربي الأحوازي المبين مهما بلغت التضحيات، فشعب قاوم التوطين والتجهيل والإبادة والاجتثاث والإلغاء والخروج من خارطة التاريخ والوجود العربي طيلة ما يقارب التسعين عاما من الإحتلال الإستيطاني الإرهابي المجرم لقادر كل القدرة على إنتزاع حريته وبناء دولته العربية الناشئة من عيون المحتلين العدوانية، سيواجه النظام الإيراني العدواني العنصري كل تلك التحديات وهو يعلم علم اليقين بالنتيجة النهائية للصراع، لذلك فهو لا يمتلك من وسائل وأدوات للتعامل مع كل تلكم الملفات الساخنة إلا توجيه الرسائل التهديدية الفاشلة والمعيبة بحق جيرانه من دول الخليج العربي والتي تتحمل رعاية ملايين من أبناء الشعب الإيراني العاملين في تلك الدول والهاربين من جحيم الفقر المدقع في إيران التي يصرف حكامها من الموتورين والمعبئين بكل أحقاد التاريخ السوداء مواردها الكبيرة على مغامرات دعم العصابات الطائفية في المنطقة وفي شراء الخردة من السلاح الروسي والصيني والكوري الذي لم يجنبهم غضبات الشعوب الخاضعة للاحتلال العنصري الإيراني كالعرب والأكراد والبلوش والآذريين، وغيرهم، ممارسة العربدة الإيرانية المشبوهة في الخليج العربي وتأكيد النظام الإيراني من خلال دبلوماسيته المعلنة على عائدية الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث لنظامهم العدواني أبد الدهر كما يقولون ليست سوى الوجه الحقيقي والمعلن للسياسة الإيرانية العدوانية التمزيقية التي تحاول الزحف غير المقدس غرب الخليج العربي في مملكة البحرين العربية وفي المنطقة الشرقية من السعودية لتنفيذ مخططاتها التقسيمية العدوانية المعروفة، لن يفلت قتلة الشعوب، وسيعلم أهل الخطاب العدواني من قادة النظام الإيراني أي منقلب سينقلبون، وسيعود الحق العربي لنصابه وسيرفرف علم الإمارات العربية على كل شبر طاهر اغتصبه مغول العصر الحديث عبر شيطانهم الذي كان أو من خلال شياطين الفتنة السوداء المنطلقة رياحها العفنة من طهران هذه الأيام، سيرتد الحقد الأسود في النهاية نحو صدور مطلقيه.. ولا نامت أعين الجبناء والسفهاء والدجالين.
* كاتب عراقي
المصدر: السياسة الكويتية