آراء ومقالات

كلمة أحمد مولى رئيس المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإخوة والأخوات الحضور الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتوجه في مستهل كلمتي بأسمى آيات التحية والإجلال إلى أرواح شهداءنا الأبرار الذين سالت دمائهم الزكية على ارض الأحواز العربية الطاهرة داعيا المولى عز وجل ان يسكنهم فسيح جناته الخالدة كما اشكر الإخوة في المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز حزم على هذا العمل الوطني المبارك، الداعي للالتقاء الفكري وطرح وجهات النظر ومناقشة المستجدات والتطورات على الصعيد الوطني والعربي والدولي .

 

أيها الإخوة والأخوات الحضور الكرام

إن الحدث التاريخي الذي شكل نقطة تحول في تاريخ الشعب العربي الأحوازي وامتد ظلماً وألماً لما يقرب التسعة عقود ولا يزال، هو ذلك التآمر الذي التأمت حلقاته عشية العشرين من شهر نيسان ابريل من عام 1925م للاعتداء على السيادة الأحوازية بغزو عسكري فارسي بريطاني، ليسقط وطننا الحبيب نتيجة لهذا الغزو فريسة لاحتلال فارسي بغيض، وتقويضٍ لسيادته الوطنية، في انتهاكٍ صريح للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية والقيم الأخلاقية… وترتب على هذا التجاوز، انتهاك الحقوق القومية والمدنية والاجتماعية للشعب العربي الأحوازي، والمظالم التي وقعت طيلة هذه السنين ولا تزال على شعبنا  تجسدها في الواقع سياسات المحتل الفارسي  الممنهجة كالتطهير العرقي ومشاريع الاستيطان والتهجير القسري للإنسان الأحوازي وإحلال المستوطن الفارسي مكانه. فضلا عن سياسة نهب الثروات وتدمير البيئة وتحريف مجرى الأنهر الاحوازية وغيرها من السياسات الإجرامية المخالفة لكل القوانين الوضعية والسماوية.

 

أيها الشعب الأحوازي الأبي

ارتبط شهر نيسان في ذاكرتنا نحن الأحوازيون  بذكرى نكبة الاحتلال الفارسي لأرض الأحواز الطاهرة في عام 1925، هذا الحدث كان له ما بعده من المعانات التي عاشها الشعب الأحوازي ولا زال، نكبة غيرت مسار حياته الآمنة  بتآمر الاستعمار البريطاني مع حليفه الفارسي لسرقة أرضه الغنية بإنسانه وثرواتها، ومصادرة حريته. ودأب الشعب الأحوازي جيلا بعد جيل على إحياء هذه الذكرى في شهر نيسان من كل عام، يُجدد فيها العهد، بأنه لن يتراجع عن هدفه في طرد المحتل وانتزاع حريته التي صُدرت منذ ذلك التاريخ. إلا أن شهر نيسان أن يبقى مرتبطا بهذه الذكرى المشئومة، فشاءت له الأقدار أن يكون موعدا لانتفاضةٍ شعبية عارمة عمت ربوع الوطن السليب، انتفاضة صعدت من وتيرة نضاله، وجددت من وسائله في مقاومة المحتل، وقوّت الأمل لديه بأن وعد الله قريب، ليجزي الصابرين بصبرهم. وتحسن وجه نيسان في ذاكرة الشعب العربي الأحوازي، وغلب الاحتفاء بذكرى الانتفاضة في نيسان على ذكرى النكبة .          

 

الحضور الكريم

النهج التوسعي للدولة الفارسية الذي تسعى لتحقيقه بالعدوان على دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي بدأت ملامحه الشيطانية تتضح بعد ما سقطت قلعة الصمود العربي عاصمة الرشيد بغداد الشموخ بيد الاحتلال الأمريكي الفارسي الصهيوني، إذ انتعشت الجرثومة الفارسية وبدأت بتلويث الجسد العربي بخلاياه التخريبية، من البصرة حتى صعداء اليمنية ومن جنوب لبنان إلى أحياء المنامة، وزاد نشاطها مؤخرا في المنطقة العربية لتفادي النتائج السلبية عليه، من ثورات الربيع العربي التي أصبحت تدك حصونها المنيعة في بلاد الشام، بالتالي فان هذا الأسلوب من الحرب المعلنة ضد الخليج العربي الآمن، بحاجة إلى تحرك عربي عاجل ومدروس يضع النقاط على الحروف، بوضع مشروع عربي رادع يعيد الحق إلى نصابه   ويحمي الأمن القومي العربي الخليجي من المخاطر الأجنبية. ولا يمكن أن تتفرغ دول الخليج للتنمية والبناء، إلا باسترجاع الحزام الأمني الممتد من مضيق باب السلام (هرمز) حتى شط العرب أي باسترجاع القطر العربي الأحواز المحتل

 

المناضلين الشرفاء على الساحة الأحوازية

كلنا نعلم أن هدفنا عظيم يرقى إلى عظمة شعبنا التواق إلى الحرية والكرامة، ونعلم أيضا أنه بقدر عظمة هدفنا فان مسيرتنا شاقة وعدونا يُعتبر قوة إقليمية لا يستهان بها، ومن المفترض علينا نحن في فصائل العمل الوطني أن نكون بقدر الواجب الملقى على عاتقنا، لنكون جديرين بالانتساب إلى هذا الشعب العظيم ومؤتمنين على هدفه وأمانته. ومن المؤكد أن قوتنا تكمن في وحدتنا وإن تعذرت في الوقت الراهن، إلا أننا ندعو جميع الأخوة في الفصائل الوطنية الأحوازية أن يعملوا على توحيد الجهد النضالي، ولو في حدوده الدنيا حتى لا تكون غياب وحدتنا علة نضالنا. وتعتبر المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) آخر إنجازاتنا الوطنية في هذا الاتجاه وتَطَوّر أداء المنظمة وتوسعت عضويتها مع الوقت، ومع هذا كل القوى الوطنية مدعوة إلى نبذ كل عمل يعمق الفُرقة أوكل عمل يؤدي إليها لأن ساحتنا لا تحتمل ذلك، فضلا عن كوننا مطالبين بالتصدي لمهام مصيرية. واهم المهام الآنية والملحة هو دعم المقاومة الوطنية الأحوازية التي لها الفضل في اعلان استمرارنا وصمودنا .

 وفي الختام أتمنى لفعاليات مهرجاننا التوفيق

 

والنصر لقضية شعبنا

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

 

حركة النضال العربي لتحرير الأحواز

21 – 04 – 2012

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى