آراء ومقالات

حول فقه (الممثل الشرعي) و (الممثل الشرعي الوحيد)في القضية الوطنية الاحوازية

أثار بعض الأخوة إعتراضات وجيهة قبل أسابيع عديدة على ما تحدث به الوفد الأحوازي الذي سافر الى مملكة البحرين العربية الخليجية حول ما جاء في كلمة الوفد الممثل لفصائل وقوى المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) لمفهوم ((الممثل الشرعي)) للقضية الاحوازية، وقد فـَهـَم المستمعون أن ممثلي (حزم) هم من يطرحون أنفسهم كـ(ممثلين شرعيين وحيدين) للقضية الوطنية الاحوازية. وعلى أهمية وجهة النظر هذه، والاعتراضات الأخوية المثارة التي في غالبيتها هي إعتراضات وجيهة ومبررة إلا اننا نحاول تصحيح بعض ما علق في أذهان أخوتنا.

ان المقصود بتعبير ((الممثل الشرعي)) للقضية الوطنية الاحوازية هو خيار يتعلق بالنهج الوطني والمبدئي الحازم في تعبير عن قضية شعب مغتصبة أرضه، ووطن محتلة أركانه، ويجري يومياً نهب أصوله المالية، والمعدنية والمياه،وغيرها من أصولٍ ماديةٍ تتعلق بالوطن الاحوازي الراسخ. وكي نقرب وجهة نظرنا حول إستخدام هذا المفهوم ـ أي الممثل الشرعي ـ فإنني ارى من الضروري اعطاء نماذج في ساحتنا العربية وتحديداً حول حركات التحرر الوطنية التي استخدمت هذا المفهوم وما هو مرتكزات إستخدامه، كي نخرج من العموميات ونولج في الخصوصيات وإعطاء المثال الملموس والواقعي حول الأمر .

المثال العربي الفلسطيني :

إذن المسألة تتعلق بالقضية الوطنية، وليس المعبّرين عنها في هذه اللحظة التاريخية الهامة، ولو أخذنا مثالاً محدداً من النضال القومي العروبي والوطني لأخذنا النموذج الفلسطيني معياراً محدداً في هذا المجال، فحركة فتح ـ قبل إعلان كفاحها المسلح طريقاً لتحرير فلسطين ـ لم تكن تمثل أي موقف للشارع الفلسطيني، وكان ممثلها المناضل أحمد الشقيري، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولكن مع هزيمة الانظمة العربية المدويـّة، وطرح الكفاح المسلح كبديل عن استراتيجية المواجهة المهزومة مع العدو الصهيوني، أصبح العمل الوطني المسلح لإسترجاع فلسطين هو المظهر الرئيسي في الكفاح الوطني الفلسطيني المعاصر، بغض النظر عما آلت اليه مواقف حركة فتح. فالمهم أصبحت هذه الحركة بما هي تعبير جذري عن القضية الوطنية الفلسطينية وكيفية استرداد الحقوق هي ((الممثل الشرعي)).بغض النظر عن المنظمات التي سبقت وإن اِستحوذت على الاعلام الرسمي العربي .

إذن فالموقف الوطني الجذري هو الذي عزز النهج الوطني الجذري، وأفرز بالتالي طليعة الشعب كممثل شرعي للثورة الفلسطينية وممثل شرعي للقضية الوطنية الفلسطينية .

هذا المثال الملموس ينبغي أن يستلهمه مثالاً تطبيقياً كل المخلصين للقضية الوطنية الاحوازية ومتى ما رسخ طريق تحريرها ودحر العدو ومرتكزاته العسكرية او الموالين له في الرؤية السياسية والموقف المساوم، ستفرز الطليعة المقاتلة الماسكة على جمر القضية الوطنية الاحوازية، وستعد عندها هي ((الممثل الشرعي)) للقضية الوطنية الاحوازية، وستلقم القوى الوطنية الجذرية أفواه الدعاة حجراً كبيراً تجبره على السكوت، فطريق النضال للوعاة سيفرض منطقه آجلا او عاجلا، أي سيفرض منطقه على أضاليل الدعاة .

المثال العربي الأحوازي :

واذا انتقلنا من الساحة الفلسطينية ودرسنا تجربتنا الوطنية الخاصة فسنجد أن الجبهة العربية لتحرير الاحواز قد مثلت ((الممثل الشرعي والوحيد)) للقضية الوطنية الاحوازية لفترة محددة، عندما كانت تقود النضال المسلح الجذري ضد الاحتلال الفارسي البغيض، وعندما تراجعت ممارساتها نحو أفقٍ إقترن بهزيمة موقف النظام العراقي والاحتلال الامريكي وعملاء ايران على العراق، فقد إفتقد شعبنا لمسألة ((الممثل الشرعي والوحيد)) بالرغم من بقاء كل القوى الوطنية تعيش مثالاً حول ((الممثل الشرعي)) المعبّر عن القضية الوطنية الاحوازية وهو ((مفهوم نسبي)) على صعيد معترك الصراع بين المحتلين للأرض والمدافعين للارض، فإننا لحظنا قوى أحوازية تحدثت عن هذا الأفق او هذا المفهوم هنا او هناك، ولكن المعيار الأساسي لهذا المفهوم ربما فقد بعد تراجع الجبهة العربية لتحرير الأحواز وفعلها الملموس عبر جيشها وعنفوان سلاحها في الأحواز .

لذا فإننا نضع مفاهيمنا هنا كـ((ممثل شرعي)) الذي يختلف كلياً عن مفهوم ((الممثل الشرعي الوحيد)) فلكلا المفهومين معنى، عربياً وعالمياً، لذلك ايضا فإن أي فصيل في الحركة الوطنية الأحوازية حينما يشارك في مؤتمر عالمي او عربي أو في أي مؤسسة ذات ثقل ووزنة سياسية وقانونية فإنه ((ممثل شرعي)) نسبي للقضية، وليس كلي او بالمطلق أو الوحيد، لذا ستجد بأن هذا الفصيل أو ذاك التنظيم سيكون ((ممثلاً شرعياً)) وليس ((ممثلاً شرعياً وحيداً)) للقضية الوطنية الأحوازية في تواجده ذاك او مشاركته هذه، وهذا النموذج نراه ونسمع به ونقرأ عن تمثيل هذه الجهة او تلك في مواقع متعددة عالميا وعربياً.

كما أننا نقصد بـ((الممثل الشرعي)) كمرتكز وشرط على أنه هو المعبر عن الموقف (الاستراتيجي) للقضية الوطنية الاحوازية، وليس غير ذلك ابدا، فعلينا تكرار القول بأن ((الممثل الشرعي)) في اللحظة التاريخية الراهنة هو من يتقدم الصفوف للتعبير عن الموقف الوطني الاحوازي المرتكز على الثوابت الوطنية الاحوازية والمباديء السياسية القويمة الجذرية، وعلى رأسها المقاومة الوطنية الأحوازية التي لا ترتجف او تتلعثم في تبيان موقفها الصارم من الكفاح المسلح ضد الغزاة الفرس المحتلين .

ويبقى أن نضع أمامنا مثالاً ملموساً ما تزال القوى الوطنية الأحوازية، أفرادا وجماعات، تأخذه نموذجاً تقتدي به وبنهجه ومساره، وهو ما إجتهد به القيادات الثلاث الذي اصبحوا ملهمين للأجيال الأحوازية تسير على نهجهم الذي عمّدوه بالدم وبكل أشكال الكفاح، وعلى رأسها الكفاح الثوري المسلح، وهم كل من القائد الشهيد محي الدين آل ناصر، والقائد الشهيد عيسى المذخور، والقائد الشهيد دهراب الكعبي، فالحركة الوطنية الثورية الأحوازية ما تزال تقدم على أي فعل نوعي بإسم تلك القيادات، وذلك ناشيء عن فهمٌ وطنيٌ عميق لأصول المواجهة مع الإحتلال الفارسي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى