إتحاد دول الخليج العربي وهستيريا التهديدات الإيرنية

بعد إجتماع قادة دول الخليج العربي يوم الإثنين 14. 05. 2012 في قمة تشاورية في المملكة العربية السعودية أعلن عن نية الدول الأعضاء في هذا التجمع العربي عن تشكيل إتحاد سياسي بين هذه الدول وإعادة لملمة إمكانيات هذه الدول العربية المختلفة الأحجام وتحشيدها في كيان سياسي إتحادي جامع. لقد أدركت الحكومات الخليجية والشعوب الخليجة أهمية إتحاد هذه البلدان وهذه الشعوب. لقد استفزت هذه الخطوة حكام إيران وبدأ مسؤوليها وإوسائل إعلام هذه الدولة بالتحريض والتهديد وكيل الشتائم والإتهامات لدول الخليج العربي جملة وتفصيلاً. يظهر حكام طهران في هذه الأيام مزاجاً وسلوكاً عدوانياً تجاوز حدود اللباقة الدبلماسية بين الشعوب والدول وتنم عن نوايا وأحقاد غير سوية.
وأخيراً أدرك الحكام والشعوب في الدول العربية حجم الأخطار التي تتهدد وجود هذه الشعوب والدول العربية الواقعة على الضفة الغربية من الخليج العربي من قبل دولة الفرس القريبة من الخليج والتي تحتل جزء كبير من الأرض العربية على الساحل الشرقي للخليج العربي، إقليم الأحواز والجزر التابعة له في عرض الخليج. وتوضح في الأونة الأخيرة حجم الخطر الإيراني وحجم الغطرسة الإيرانية التي أظهرتها زيارة أحمدي نجاد رئيس الكيان الإيراني لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة من قبل إيران بالإضافة إلى جزيرة طنب الصغرى والطنب الكبرى المحتلة منقبل إيران أيضاً.
إن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي صار في الأيام الأخيرة يأخذ منحاً عدوانيا تصاعدياً، وهو نابع بالإساس من مشروع إيراني عدواني إستراتيجي توسعي على حساب الدول العربية بشكل عام، والدول الخليجية بشكل خاص. وقد وصل هذا المشروع الإستعماري الإيراني إلى قمة مكاسبة وقمة مراحلة بعد أن تم لحكام إيران من السيطرة المباشرة على العراق عبر الأحزاب والجماعات السياسية العراقية الموالية لإيران. وقد تمت لهم السيطرة على سوريا ولبنان قبل ذلك بزمن.
إن توحيد دول وشعوب الخليج العربي هو بالتأكيد عامل قوة ومنعة لهذه الدول جميعاً، وبالتالي عامل ردع وإغلاق أحد الأبواب التي تنفذ منها سياسة الغطرسة الإيرانية إلى دول وشعوب المنطقة العربية.
ولابد من التنبه وأخذ الحذر في هذه الأيام إلى خطورة التحركات الإيرانية في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمربها المنطقة، وفي هذه الظروف الدقيقة والمفصلية التي يمر بها المشروع الإيراني التوسعي والعدواني في المنطقة العربية. فالمشروع الإيران يواجه أكبر تحدي أستراتيجي ويمر بأكبر مأزق حقيقي منذ أكثر من خمسين عاماً مضت. فحكام إيران يعيشون في هذه الأيام حالة من الهيستيرية السياسية و إرتباك شديدين، وهم يشاهدون كل يوم يمر بأن عناصر قوتهم وعناصر مشروعهم الإستعماري تنهار وتتهاوى الواحد بعد الآخر. أهم هذه المستجدات التي تضع حكام إيران في حالة هيستيريا هي :
· أول هذه المستجدات هو تآكل وإنهيار النطام السوري العميل لحكام إيران وحتمية سقوط هذا النظام أمام الصمود الأسطوري للشعب السوري الثائر. هذا النظام الفاسد شكل عبر العقود الأربعة الأخيرة حجر الرحى والقاعدة المتقدمة في مراحل تنفيذ وتوسيع المشروع الفارسي الطائفي في المنطقة العربية.
· ثاني هذه المستجدات هو السير الجدي في تحقيق مشروع إتحاد دول الخليج العربي وفشل المشروع الفارسي الطائفي في مملكة البحرين العربية .
· والمستجد الثالث الأساسي الذي يؤشر على إنهيار المشروع الفارسي في المنطقة العربية هو إنكشاف أساليب الدعاية والأكاذيب التي روجت لها آلة الإعلام الإيرانية وبعض عملائهم في المنطقة العربية. وقد تبين للقاصي والداني، من خلال مسيرة الثورات العربية العظيمة، أن حكام إيران هم من ألد أعداء الشعوب العربية دون أستثناء. وقد فضحت الثورات العربية كيف يشارك الإيرانيون من خلال أفواج القناصة والمرتزقة في قتل الشعب السوري والشعب الفلسطيني واللبناي في سوريا وفي لبنان. وقد تكونت لدى ملايين الجماهير العربية خلال الأشهر الأخيرة وفي خضم الثورات العربية المجيدة بضرورة إيقاف المشروع الإيراني الطائفي العدواني التدميري بأي شكل من الأشكال.
· ورابع هذه المستجدات المهمة التي تربك حكام إيران في هذه الأيام هو تنامي فعل حركات الجماهيرية الوطنية والقومية للشعوب غير الفارسية داخل الكيان الإيراني السياسي المركب. وقد خطت بعض هذه الشعوب وهذه الحركات القومية خطوات واسعة على طريق الحرية والإستقلال عن الدولة الإيرانية ـ الفارسية الطابع. فالكرد والبلوش والإذربيجانيين والعرب في إيران يزداد في كل يوم لديهم الأمل في الحرية والإستقلال عن السلطة الفارسية المحتلة لهذه الشعوب، وتزداد عندهم الثقة بالنفس لتحقيق أهدافهم الوطنية في حق تقرير المصير لشعوبهم المضطهدة. فحركة الجماهير العربية في قطر الأحواز المحتل قادرة إن إحسن تنظيمها ودعمها عربياً بشكل جدي على إعادة قدرات الدولة الفارسية إلى حجمها الطبيعي وكف شر هذه الكيان عن الشعوب العربية والإسلامية المجاورة.
إن تحقيق مشروع الإتحاد الخليجي العربي هو خطوة إستراتيجية في الإتجاه الصحيح لتعزيز الأمن القومي الخليجي والأمن القومي العربي، وإن دعم الشعب السوري الثائر والوقوف إلى جانبه في ثورته الباسلة لإسقاط نظام الشبيحة والمرتزقة عملاء إيران هو موقف عملي جاد من أجل حماية الأمة العربية من تعديات حكام إيران وعملائها في المنطقة العربية وإسقاط مشروعهم التوسعي العدواني. وكذلك فإن دعم القوى الوطنية اللبنانية والقوى الوطنية العراقية في كفاحها من أجل بناء دول وطنية يكون فيها المواطن حر متساوي الحقوق والواجبات وبعيداً عن تعديات العصابات المرتبطة بإيران وأجهزتها الأمنية هي خطوات ضرورية لردع حكام إيران وإعادتهم لرشدهم والتخلي عن العدوانية السارية في عروقهم ضد الشعوب المجاورة.
من المؤكد وفي أجواء الثورة والتغيير سيتم الإقدام على خطوات أساسية وحقيقية لها أبعاد أستراتيجية كفيلة بإعادة التوازن الإستراتيجي للمنطقة وتحصين الأمن القومي العربي الذي تهدده عدة أطراف إقليمية ودولية يأتي في مقدمتها الكيان الصهيوني في الغرب والكيان الإيراني في الشرق. فتصريحات القادة والمسؤولين الفرس المتكررة والمتصاعدة ضد المملكة العربية السعودية وضد البحرين والإمارات العربية المتحدة، وتدخلهم السافر في شؤزن سوريا والمشاركة المباشرة في قتل الشعب السوري لا شك أنها نابعة من حالة الهستيرية والإرتباك المتزايدة التي يعيشها حكام إيران وهم يشاهدون بشكل متزايد بدء إنهيار قواعد المشروع الفارسي العدواني في المنطقة العربية. فالأمة العربية ودعت مرحلة الضعف والهوان ودخلت عصر الثورات الشعبية والتغيرات الكبرى، وعصر النهضة والتحرر من غطرسة الأعداء والمعتدين.