الشعب السوري بين خذلان دولى وثالوث: امريكى اسرائيلى ايرانى

اعتقد ان سياسة الخذلان الدولى للشعب السورى التى يتبعها الغرب والعجز عن انقاذه من سكين سفاح سوريا هو فى الواقع يعكس موقفين متناقضين لامريكا وحليفاتها اوروبا.
فالموقف الاول تظهر الولايات المتحدة الامريكية والمجموعة الاوروبية العجز الشديد عن اتخاذ اي موقف فى مجلس الامن نظرا للفيتو الروسى والصينى ضد اى عمل عسكرى ضد سوريا ويشعر المراقبون ان هذا الموقف يبدو سلبيا ولكن واقع الامر يقول ان الولايات المتحدة وكأنها تتهاون مع بطش نظام الاسد ولعلعا ترغب فى ابقائه وتقديم الشكر المبطن لبشار و لابيه حافظ الاسد على مدى الخمسين عاما التى حكمت فيه هذه الاسرة سوريا بالنار والحديد ، يشكرونه لانه لم يوجه اى ضربة الى اسرائيل على الرغم من احتلالها لهضبة الجولان السورية.
والموقف الثانى يناقض الموقف الاول فيما تظهره امريكا من معارضة شديدة للنظام السورى وتطالب المجتمع الدولى بحصاره وضربه عسكريا ومحاصرته اقتصاديا وسياسيا لانها تجد فى قوة نظام الاسد وبقائه فى الحكم كحليف استراتيجى لايران وكانه يمثل تهديدا لمصالحها فى المنطقة وبالذات التهديد الايرانى فى المنطقة وماتمثله فى نظرها من خطر ايران العسكرى والنووى على امن اسرائيل.
لكن فى الواقع ان النظام السورى وايران لم يكونا اعداء لاسرائيل ولم تطلق رصاصة واحدة من قبل ايران او النظام البعثى فى الستين عاما من حكمه لسوريا.
فايران لا تسعى لاى عداء مع اسرائيل يغضب امريكا عليها. فليس من صالح ايران ان ينسحب بساط نفوذها الفارسى وهلاله الشيعي عن سورية ، فكما هو الان وضعها السياسي فى لبنان بمساندة حزب الله وحسن نصر الله الذى هو مندوب ايران فى لبنان وينفذ سياستها داخل الساحة اللبنانية وحجته المكشوفة بانه يدافع عن لبنان ضد اسرائيل ، وكذلك وضع ايران فى العراق وتأثيرها على الساحة السياسية والطائفية فى العراق بمساندة نور المالكى وزبانيته الذى حضر الى العراق على ظهر الدبابات الامريكية لكى تضمن عدم عودة القوى السنية فى العراق.
فايران تسعى للابقاء على نفس الوضع فى سوريا تريد نظاما بعثيا نصيرى وعلوى يكمل الهلال الشيعى فى المنطقة وتبقيه وتضمنه تابعا لها ضد الوجود السنى الذى ان سقط الاسد ، فسينتهى الحكم الفارسى الايرانى الصفوى الشيعى فى كل من سوريا ولبنان ليمتد نفوذه فى العراق ولا ننسى ان عودة النفوذ السنى الى الحكم قد بدات تباشيره فى مصر بعد ليبيا وتونس. فى ثورة شعب بأكمله ضد حكم طاغية مصر الذى كتم على انفاس شعب مصر الكنانة 30 عاما بقبضة من حديد ووقف صدا منيعا ضد مشاركة الاخوان المسلمين فى السياسة المصرية.
اما الان فتجد ايران نفسها امام حقيقة واقعة حكم قوى سنية فى مصر اكبر دولة عربية ومنافسة لوجودها فى المنطقة .
وهنا نجد ان ايران تريد اعادة امبراطوريتها الفارسية فى المنطقة العربية و لا يعتقد اى عاقل ان ايران تسعى للمواجهة ضد اسرائيل فأين هى ايران على مدى 60 عاما من الاحتلال الاسرائيلى لفلسطين؟ واى تهديد كان لايران ضد اسرائيل من ايام الشاه محمد رضى بهلوي الذى كان ياتمر بامر امريكا ومصالحها ومنها عدم تهديد مصالح اسرائيل؟ والان جاء حكم الملالى لتأكيد نفوذه الشيعى والفارسى فى المنطقة فأين هو الخطر الايرانى على اسرائيل؟
اما الولايات المتحدة الامريكية فالواقع والتاريخ والشواهد تبين عدم رضاها عن وجود قوى وحكم سنى فى المنطقة وفى الواقع امريكا لا تخشى من نفوذ شيعى فى المنطقة بقدر خوفها من وجود حكم سنى سلفى قادم يكون عثرة فى طريق تحقيق مصالحها الاقتصادية والساسية فى المنطقة ، يبدا فى مطالبة امريكا بانهاء احتلال اسرائيل وتطبيق قرارات الامم المتحدة فى الانسحاب من الاراضى الفلسطينية التى احتلتها عام 76 وتاكيد ان القدس عاصمة دولة فلسطين الابدية. ثالوث التآمر : امريكا اسرائيل ومعهما ايران يعلموا ان الحكام الجدد بعد ثورات الربيع العربى لن يكونوا اداة خاضعة تخدم مصالحهم كما كان مبارك واسرة الاسد ، انما حكام يأتمرون بأمر شعوبهم ولا عودة للخروج عن ارادة شعوبهم لخدمة مصالح امريكا النفطية والسياسية فى حماية امن اسرائيل وبوجود الكوموسيون الايران.
العالم يتلكأ فى وقف النظام البعثى الاسدى عند حده ويقف متفرجا على ذبح الشعب السورى باطفاله وشبابه ونسائه وشيوخه . الشعب السورى يقاوم نظاما طائفيا يحتمى بنظام ايران حكم بالنار والحديد وماهذا النظام الا اداة ايران وهو يمثل "رب اسرائيل" كما صرح احد حاخاماتها.