آراء ومقالات

سورية تقامر وإيران تناور

لم يأت الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية المكلف مراقبة تطبيق خطة عنان بأي جديد أثناء تقديم تقريره للأمم المتحدة بالأمس، تاركا المستقبل السوري مفتوحا على كل الاحتمالات، إلا احتمال السلم الأهلي، وتوقف آلة القتل والتدمير التي ينتهجها بشار الأسد المنتهية أحلامه في البقاء فوق رؤوس وجماجم شعبه مدخلا تجربته في رحلة طويلة قد لا تنتهي بسورية موحدةـ، أو حتى موجودة في بعض احتمالات التحليل السياسي الواقعي.

هذه الأمم المتحدة ورعاتها الدوليون في المقابل الآخر تحاور إيران الدولة المارقة التي تسعى إلى قبض مكافأتها عن إسهامها في احتلال العراق، وقبله أفغانستان ودخولها في تسويات عديدة ذات أشكال متنوعة في لبنان عن طريق التعاون مع نظام الوصاية السورية آنذاك.إيران لا تريد بالطبع أن تحرر فلسطين، وبشكل مؤكد لا ترغب برؤية عالم عربي سياسي مستقر قويٍ نام، بل تريد أن تتدخل في منطقتنا بصفاقة .الأمم المتحدة أرسلت مراقبين لسورية من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، وهي تحاور إيران من أجل تغيير في الوضع مما هو عليه، وبين سورية وإيران الأفق مفتوح وبشكل كبير ومتعاظم على مواجهة مذهبية وعرقية قد يرغبها الغرب لكن إسرائيل ومعها إيران تسعيان لها لما يمكن أن تحققه لهما من توسع وفتح لآفاق التمدد السياسي، وإنهاء لخطر محدقٍ على وجودهما تبقى سورية هي الأكثر ألما ونزفا لجرحها، ويبقى الأفق السياسي فيها غير مرجح لانتهاء قريب، وانفراج أكيد فمهما حاول بشار المقامرة بسياسة المقايضة بين وجوده ودماء شعبه سيهزم، ومهما حاورت إيران الغرب فلن تجد لها ممرا إلى القلب العربي ففي النهاية فإن طهران لاتحاور، بل تناور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى