آراء ومقالات

الميادين العربية من وجهة نظرفارسية

في خطوة للمواجهة و ركوب الموجة العربية قامت الدولة الفارسية مؤخرا بإطلاق قناة باللغة العربية اطلقت عليها اسم الميادين حيث علل محمد صادق الحسيني مدير القناة ان اختيار هذا الاسم جاء نظرا الى دور الميادين الرئيسية ك(التحرير و التغيير و…)في الدول العربية و ما لعبته من دور محوري في التجمع و اطلاق الشعارات و الثبات حتى تغيير الحكومات اثناء الربيع العربي حيث اطلقت عليه الدولة الفارسية مصطلح الصحوة الاسلامية نسبة للثورة الاسلامية كما يدعون.

جأت هذه الخطوة الاخيرة من قبل الدولة الفارسية ردا على موقف الدول العربية عامة و دول مجلس التعاون الخليجي خاصة في دعم الثورات العربية و فيما يخص الثورة السورية على حد خاص لانها تدخل ضمن المصلحة الفارسية الخاصة جدا في المنطقة و كذلك في ما يخص الدعم الفتي الاعلامي و التوعوي للقضية الاحوازية مما تحتله و ما تستحق هذه القضية المهمة للغاية في المنطقة العربية.

قال المدعو صادق الحسيني سوف يتواجد لقناة الميادين مكاتب في كل من مسكو , بغداد, تونس, كابل , تركية و طهران و سيكون المكتب الرئيسي في طهران حيث يكون له اسباب جيوستراتيجية لان الدولة الفارسية تشكل محور المقاومة ضد الاستعمار على حد تعبيره و لم يذكر ما علاقة اطلاق قناة لدعم المقاومة ضد الاستعمار باللغة العربية؟و لماذا لا تكون بلغة دول الاستعمار كما يسميها؟

و من هنا يأتي السوال الاساسي في الوقت الذي تمتلك الدولة الفارسية اكثر من خمس قنوات باللغة العربية و كلها موجهة ضد السياسات الدول العربية و ضد الاسلام و كلها في نهج و خطاب واحد يأتي في هذا الوقت بإطلاق قناة حديثة يكون توجهها فقط دعما للحركات التمرد و العصيان في الدول العربية الامنة ؟  

فإذا كان الحسيني ذات التوجه الاصلاحي (كان مستشارا لخاتمي) يريد دعم المقاومة و التغيير فأين كان من دعم مطالب الشعب العربي الاحواز في الميادين الاحوازية (دوار الساعة و ميدان فرحاني و …)في انتفاضة عام 2005 حيث كان مستشارا لخاتمي و كانت حكومته تباشر بالتغيير الديموغرافي في الاحواز و تصادر الاراضي الاحوازية و…؟و عندما انتفض الشعب الاحوازي ضد هذه السياسات الخبيثة الاستيطانية الاحتلالية رد عليه رئيسه الاصلاحي بالرصاص الحي و الاعدامات و الاعتقالات؟

اذا السياسة الفارسية مهما كانت اصلاحية ,محافظة أو اصولية , فارسيا كان الشخص ,معاود(محمد صادق الحسيني) أم فارسي الهوى(غسان بن جدو)كلهم ذات مصلحة واحدة و هدف واحد هو الهجوم على الدول العربية و العمل على منهج الشعوبية الجديدة لتفتيت الامة العربية و الاسلامية و الا من الذي سمح للحسيني الاصلاحي الذين اصبحوا من المغضوب عليهم في الحكومة الفارسية الحالية ان يؤسس قناة ؟ و من الذي يدعمه سياسيا و لوجستيا و ماديا؟ اذا الهدف واضح و جلي فهل تبقى حجج للصمت و التنازل؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى