غاية المناورات الصاروخيّة الإيرانية

انفجرت الأسعار وانهار الريال الإيراني أمام الدولار بفشل مفاوضات موسكو وبدء العقوبات النفطية الأوروبية ضد إيران، وللخروج من موجة الأزمات الداخلية والخارجية، أمر «خامنئي» بمناورات بالصواريخ البالستية البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى لثلاثة أيام متتالية، ترافقها قاذفات من دون طيار، كرسالة واضحة لتهديد دول المنطقة وحاملات الطائرات الأمريكية المرابطة في الخليج العربي، وكذلك للاستهلاك الداخلي وإلهاء المواطنين بخلق أجواء حربية.
وعلى الرغم من حالة الفزع التي تعيشها إيران شعباً وحكومة خشية من الحرب المقبلة، إلا أن السبل قد ضاقت بحكام طهران فوجدوا في «قرع طبول الحرب» الحل الأمثل «لافتعال أزمات محدودة»، علّها تساهم في رفع أسعار النفط وإسكات صوت الفقر المدوّي في البلاد وتتخلص من المعارضة الداخلية وكذلك الحركات التحرّرية للشعوب غير الفارسيّة عبر إبادتها والتنكيل بها على غرار عسكرة الأحواز وسلسلة الإعدامات الأخيرة فيها وفي بلوشستان، وقمع الاحتجاجات في آذربايجان وقصف معاقل حزب الحياة الحرّة في كردستان.
وحاول «أميرعلي حاجي زاده» قائد سلاح الجو للحرس الثوري، إبراز عضلاته بقوله «إن الهجوم الإسرائيلي على إيران سيؤدي إلى محوها من الخارطة، ويضع القواعد الأمريكية المنتشرة تحت مرمى صواريخنا»، ولكنه في ذات الوقت أكد أن «إسرائيل غير قادرة على ضرب إيران»!!. وحذّر «مسعود جزايري» قائد قوّات الباسيج التابع للحرس الثوري، من «احتمال استهداف الطائرات المدنية الإيرانية من قبل القوات الأمريكية في الخليج العربي»، ورُبما ينوي قادة إيران فعلاً إسقاط بعض الطائرات المدنية وقتل من فيها ونسب «الجريمة» لأمريكا. وتعد هذه التصريحات المُريبة والمناورات الصاروخية مكمّلة لبعضها، الغاية منها «افتعال أزمة محدودة» لالتفاف الشعب حول النظام المتهاوي ولكسب الرأي العام الدولي في آن واحد.