فضيحة الإعلام الإيراني

في صفحتها الأولى نشرت أشهر الصحف الإيرانية الرسميّة«كيهان» صورة لطفل شُنق بحلب، وأكدت أنه «طفل شيعي عراقي يبلغ من العمر ثلاث سنوات وشُنق على يد المعارضين لنظام لبشار بعد قتلهم جميع أفراد أسرته». وكشفت التحقيقات أن قضيّة شنق الطفل تعود إلى عام 2010 أي قبل اندلاع الثورة السورية. وكتب الخبر«علاء حلبي» ونشر تفاصيله في موقع «عكس السير» بتاريخ 28/09/2010، مؤكداً «تعرّض الطفل إلى الخنق ثم الشنق بالقرب من مقابر حلب».
ويرأس جريدة «كيهان»، «حسين شريعتمداري» مندوب «خامنئي»، ويُعرف بعنصريته الشديدة وحقده الدفين إزاء العرب، وسبق له الإعلان عن أن دولة البحرين العربية تتبع للأراضي الإيرانية، وشن هجوماً عنيفاً على دول الخليج العربي بقوله إن «تاريخها لا يتجاوز القرن الواحد»، متجاهلاً انبعاث الدين الإسلامي الحنيف من هذه الأرض، وتناسى إمبراطورية سلطنة عُمان المترامية الأطراف وعراقة اليمن والحضارة السومريّة المعجزة والحضارة الساميّة العيلاميّة في الأحواز والمزاحمة للأخيرة بتأكيد المؤرخين.
وفور نشر جريدة «كيهان» الخبر المفبرك لشنق الطفل، أعاد ترويجه المدعو «أحمد خاتمي» الملقّب بحجة الإسلام والمسلمين، القيادي في مجلس خبراء القيادة، عضو جامعة مدرّسي الحوزة العلمية بقم، عضو اللجنة العليا لمجمع أهل البيت العالمي، وإمام جمعة مدينة طهران، فنشر الأكذوبة على أوسع نطاق. ونظراً للمكانة الإعلامية التي تحظى بها الجريدة، قال عنها «فضيلي نجاد» مؤلف كتاب«أكاذيب كيهان» بأنها «توازي كل الإعلام الإيراني»، وأكد الكتاب: «رغم مرور 64عاما على أول إصدار للجريدة، إلا أنها مازالت تحظى بالشهرة الكبيرة في أذهان الرأي العام.. ولا تعود شهرتها إلى حرفيّتها.. بل تعود إلى امتهانها الكذب والتضليل».